الحوثيون يعلنون رسمياً السيطرة على غالبية أراضي الجوف ومعارك ضارية بمأرب

17 مارس 2020
بعض المناطق ما زالت خارج سيطرة الحوثيين (Getty)
+ الخط -
أعلنت جماعة الحوثي رسمياً، الثلاثاء، السيطرة على مديريات محافظة الجوف الاستراتيجية، باستثناء بعض المناطق، وذلك بعد أكثر من أسبوعين على اجتياحها مطلع مارس/ آذار الجاري، فيما شهدت أطراف محافظة مأرب معارك دامية بعد تصدي القوات الحكومية لهجمات حوثية من محاور مختلفة. 

وأذاعت قناة "المسيرة" الحوثية بياناً لمتحدثهم العسكري يحيى سريع، أعلن فيه بشكل رسمي استكمال ما سماه "تحرير" مديريات محافظة الجوف القريبة من الحدود السعودية. 

ورغم الاعتراف الحكومي بفقدان السيطرة على مدينة الحزم ومديرية الغيل في وقت مبكر من مارس/ آذار الجاري، إلا أن جماعة الحوثي لم تكشف عن ذلك، ومن المرجح أنها كانت تنوي استكمال السيطرة على كامل الجوف قبل الإعلان الرسمي، لكنها لم تتمكن من ذلك.

وكشف المسؤول العسكري الحوثي أن بعض المناطق في خب والشعف، أكبر مديريات الجوف مساحة، بالإضافة إلى صحراء الحزم، ما زالت خارج سيطرتهم.

وتقول القوات الحكومية الموالية للشرعية إنها تمكنت، خلال اليومين الماضيين، من استعادة مواقع هامة في منطقة اليتمة بخب والشعف، وذلك بإسناد جوي من مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي، الذي شن عشرات الغارات الجوية خلال الأيام الماضية على مواقع الحوثيين بالجوف. 

ووفقاً لوسائل إعلام حكومية، فإن المناطق التي لا تزال تحت قبضة الشرعية تمثل ما مساحته 65 بالمائة من مساحة الجوف، وأن ما تبقى فقط هو الذي سيطر عليه الحوثيون. 

وكشف المسؤول العسكري الحوثي أن معركة الجوف حسمت في 5 أيام من المعارك فقط، وذلك بعد أن كان الجيش الوطني قد أعلن أنه صمد لأكثر من 45 يوما بإمكانيات بسيطة، وسط اتهامات، حينها، للتحالف السعودي الإماراتي بالخذلان. 

وقال الحوثيون إنهم استخدموا صواريخ باليستية وطائرات مسيرة من دون طيار في أكثر من 50 عملية خلال معركة الجوف، بعضها استهدف العمق السعودي، ردا على الغارات الجوية. 

وفي السياق، نفذ الحوثيون، الثلاثاء، عملية هجومية واسعة على مأرب من عدة محاور، في مسعى منهم للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط والغاز، شرقي البلاد.

 

وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" إن مسلحي الحوثي حاولوا التقدم نحو معسكر كوفل في مديرية صرواح، بالتزامن مع هجوم آخر من جهة قانية في محافظة البيضاء، وثالث من ناحية حريب.

وأعلن الجيش الوطني اليمني كسر الهجمات الحوثية، وذلك بمساعدة غارات جوية مكثفة من التحالف السعودي الإماراتي، ما أحبط مخططاتهم لإسقاط معسكر كوفل.

وتحدث الجيش اليمني عن مقتل 80 عنصراً حوثياً في معارك صرواح وقانية، فضلاً عن أسر العشرات منهم، وفقاً لبيانات رسمية. 

ولم يتسن لـ"العربي الجديد" التحقق من دقة الأرقام التي أوردها الجيش اليمني، كما أن جماعة الحوثي تتكتم في العادة على نشر أرقام قتلاها، باستثناء القيادات الرفيعة. 

وعلى صعيد متصل، أفشلت مقاومة مريس والقوات اليمنية المشتركة تسللاً للحوثيين في الجبهة الغربية مساء اليوم، في وقت أفشلت فيه أيضاً تسللاً متزامناً للمليشيات في جبهة الفاخر غرب قعطبة شمال غرب الضالع.

وقالت مصادر عسكرية ميدانية في جبهات الضالع إن مجاميع كبيرة من مليشيات الحوثيين نفذت عمليات تسلل متزامنة في جبهات غرب وشمال مريس شمال الضالع وفي جبهات الفاخر وحبيل العبدي غرب قعطبة شمال غرب الضالع، وتمكنت المقاومة والقوات من المشتركة من إفشال التسلل بعد أن اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين من المسافة صفر وتصفية أغلب المجاميع المتسللة.

وفق المصادر، فإن القوات المشتركة شنت قصفاً عنيفاً استهدفت مواقع الحوثيين في أطراف مريس في محيط جبل ناصه وفي أطراف الفاخر، واستهدفت خطوط إمداد الحوثيين، بعمليات مركزة عبر السلاح الثقيل والمتوسط، ما أجبر الحوثيين على التراجع، فيما أدى إلى تراجع خفيف في حدة المواجهات لفترة سرعان ما عاد تصاعدها من جديد.

وكان الحوثيين قد دعوا في محافظتي أب والبيضاء المجاورتين، خلال الساعات القليلة الماضية، إلى دعم مقاتليهم في جبهات الضالع، وعملوا على تحشيد المقاتلين من ذمار وصنعاء والبيضاء ضمن مساعيهم لتعويض فشل عمليتهم العسكرية في مهاجمة مأرب.