الحوثيون يشلّون صنعاء

02 سبتمبر 2014
التصعيد يأتي بعد تعثر المفاوضات مع الحكومة (محمد حمود/الأناضول/Getty)
+ الخط -

تمضي جماعة أنصار الله (الحوثيون) في التصعيد ضد الحكومة اليمنية، الذي دخل أمس الإثنين، مرحلة جديدة كان عنوانها الأبرز شلّ المناطق الحيوية في صنعاء، في إشارة واضحة إلى أن الجماعة لن تتوقف عن ضغطها على الحكومة بعد تعثر المفاوضات بين اللجنة الرئاسية والحوثيين.

ودشّنت الجماعة أمس المرحلة الثالثة من تصعيدها لإسقاط الحكومة، بالتوجّه إلى قلب العاصمة صنعاء بعدما كان المعتصمون في محيطها وشمالها، وسط مخاوف من تفجر مواجهات بينهم وقوات الأمن. وأفاد شهود عيان لـ"العربي الجديد" أن ثلاث مسيرات للحوثيين انطلقت من مناطق مختلفة ووصلت إلى منطقة التحرير في قلب العاصمة. وقام المتظاهرون بقطع أهم الشوارع مما أدى إلى ازدحام خانق.

واختار الحوثيون منطقة التحرير التي تقع في محيطها أبرز مؤسسات الدولية اليمنية، وهي القصر الجمهوري ومكتب رئاسة الجمهورية فضلاً عن المصرف المركزي ومقر رئاسة الوزراء ومقر مجلس النواب ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة ودائرة التوجيه المعنوي ومؤسسة الاتصالات الدولية. كذلك توجد في المنطقة المحيطة مجموعة من المصارف والشركات والوكالات المهمة. وكانت هذه المنطقة في العام 2011 منطقة "محرمة" على المتظاهرين ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إذ سارع الأخير إلى نصب الخيام فيها لمناصريه قطعاً للطريق أمام اعتصام الثوار.

وكان ملفتاً عدم انتشار قوات الجيش والأمن رغم حساسية المنطقة التي صعّد فيها الحوثيون، فيما طافت سيارات تابعة للحوثيين شوارع عدة في العاصمة تدعو المواطنين للعصيان المدني.

وتظهر الصور أن المتظاهرين جلسوا القرفصاء في الشوارع والأنفاق والجسور رافضين المغادرة، وأفاد شهود عيان من أهالي التحرير لـ"العربي الجديد" أنهم لم يستطيعوا الوصول إلى منازلهم بسياراتهم منذ وصول الحوثيين، مطالبين الرئيس عبد ربه منصور هادي بإعلان حالة الطوارئ.

وقالت أم مختار لـ"العربي الجديد"، شهدنا مرات عديدة اعتصامات وتظاهرات ومسيرات ولم نشعر بالخوف الذي شعرنا به في هذه الأيام. أما ياسر (35 عاماً) من سكان حي المطار حيث يعتصم الحوثيون، فقال إنه وزوجته وأطفاله لا ينامون هذه الأيام في الغرف، بل يجتمعون في صالة البيت التي لا تطل على الشوارع خوفاً من اندلاع المواجهات وتطاير الرصاص.

وجاءت خطوة الحوثيين بعد ساعات من دعوة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، مساء أول من أمس، إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من التصعيد، وقال إنها تتضمن عصياناً مدنياً وخطوات متدرجة عكست نفسها في المرحلة الأولى من خلال قطع الشوارع والتظاهر في المناطق الحساسة.

وكان المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، قال مساء أول من أمس  الأحد "نتمنى من الحكومة سرعة الاستجابة لمطالب الشعب اليمني من دون مكابرة أو مزايدة أو مراهنة على الوقت، وأن تتيقن أن مطالب الشعب في ثورته المباركة هي مطالب عادلة ومحقة والاستجابة لها هي استجابة للشعب اليمني".

وأضاف عبد السلام "أنه لم يعد هناك أي خيارات أخرى إما التصعيد المستمر والسريع وفرض خيارات الشعب بكل الخيارات المتاحة والمفتوحة أو أن تستجيب السلطات المعنية لمطالب الشعب اليمني دون التعويل على أي رهانات أخرى".

في غضون ذلك، سلّم وزير الخارجية اليمني جمال عبد الله السلال الذي يزور الإمارات حالياً نائب رئيس الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم، أمس الإثنين، رسالة من الرئيس اليمني إلى رئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان.

وحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، جرى خلال اللقاء التطرق إلى آخر مستجدات وتطورات الأوضاع في اليمن وجهود هادي "إنجاح العملية السياسية وتعزيز دور الدولة لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية".