وأضاف مصدر في المنظمة لـ "العربي الجديد" رفض الكشف عن اسمه، أنّ المليشيا اعترضت الموظفين حين مرورهم على نقطة تفتيش تابعة لهم في منطقة الحوبان التي تسيطر عليها الجماعة شمال شرق منفذ مدينة تعز التي تشهد حصاراً إنسانياً منذ تصعيد الحرب في اليمن.
كما صادرت المليشيا أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالموظفين بعد توجيهها ألفاظاً تتهم الموظفين المحليين بالعمالة للغرب ضد بلادهم. وأفاد المصدر أن مسلحي الجماعة كانوا قد اقتحموا مقر المنظمة في نفس المنطقة قبل أسابيع، مطالبين إدارة المكتب بتقديم قوائم عن أسماء النازحين المستفيدين من مشاريعها الإغاثية، بالإضافة إلى أسماء موظفي المنظمة المحليين، الأمر الذي دفع الإدارة إلى رفض المطالبة.
وعزا المصدر الرفض إلى سعي المنظمة لتجنب تعريض المستفيدين أو الموظفين لأي حوادث انتقامية قائمة على أسباب سياسية. كما أشار المصدر إلى أن تسليم أي طرف حرب قوائم المستفيدين والموظفين يشكل انتهاكاً أساسياً للمبادئ الإنسانية التي تحكم العمل الإغاثي.
وعلّق المصدر على هذه الممارسات، بأنّها كانت خاتمة لعدد من الاستفزازات المتتالية التي تعرضت لها المنظمة وغيرها في المحافظة. وأبدى موظفو المكتب امتعاضهم للحادث ليجبروا المنظمة على تحديد نطاق نشاطها في المنطقة التي تستضيف ما يقرب من 125 ألف نازح من مدينة تعز التي تبعد 3 كيلو مترات فقط من هذه المنطقة.
إلى ذلك، قام ثلاثة مسلحين في مدينة التربة (60 كلم جنوب مدينة تعز) باختطاف ثلاث سيارات تتبع لنفس المنظمة الدولية نهاية الأسبوع الماضي، بينما أخفق آخرون في اختطاف سيارة تتبع مجلس اللاجئين النرويجي، وأخرى تتبع منظمة أوكسفام الدولية بعد مطاردتها في مناطق مجاورة من هذه المدينة الصغيرة.
وأشار المصدر إلى أن السيارات الثلاث لا تزال حتى الآن قيد الاختطاف، بينما لم تعلم المنظمات هوية الأشخاص الذين قاموا بهذه العمليات. وطالبت المنظمة محافظ المحافظة المقيم في نفس المدينة بالقبض على الجناة.
وكانت منظمة رعاية الأطفال، قد أقدمت قبل أشهر قليلة على إغلاق مكتبها في هذه المدينة التي تعتبر مقر القيادة العسكرية لقوات المقاومة المتحالفة مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وتزايدت الاعتداءات الأمنية ضد عمال المنظمات الإنسانية في اليمن، مع تفتت السلطة الأمنية المركزية، وتوسع الحرب إلى معظم محافظاتها، لتتصدر اليمن الترتيب الرابع في الحوادث الأمنية ضد عمال الإغاثة في العالم، بعد الصومال، وأفغانستان، وجنوب السودان، التي حصلت على الترتيب الأول، بحسب دراسة حديثة للأمم المتحدة. وتُلقي هذه الاعتداءات ظلالاً سلبية تبقي احتياجات المتضررين عالية، في وقتٍ أصبحت فيه الأزمة اليمنية أكبر الكوارث الإنسانية في العالم.
وزاد تعرض المنظمات الإغاثية لعدد من الحوادث الأمنية في الآونة الأخيرة بعد قيام المليشيا بإغلاق منظمة منتدى المنظمات غير الحكومية الدولية الشهر الماضي، حيث كانت المنظمة تشكل المستشار الأمني والمزود للمعلومات الأمنية لكافة المنظمات الدولية.