الحوثيون يحشدون استعداداً لتشييع الصماد

27 ابريل 2018
الحوثيون يحشدون للتشييع (أبو حيدر/ فرانس برس)
+ الخط -
تشهد العاصمة اليمنية صنعاء، غداً السبت، تشييع جنازة القيادي البارز في جماعة أنصار الله (الحوثيين)، رئيس واجهة سلطة الجماعة السابق، صالح الصماد، وسط تشديد أمني، خلال فعاليةٍ تسعى من خلالها الجماعة لإعادة حماسة أنصارها، بعد الضربة الموجعة التي تعرضت لها بمقتل الصماد.

ويأتي ذلك في ظل التهديدات التي تطلقها قيادات الحوثيين تتوعد فيها بـ"ردٍ قاسٍ" على السعودية، الأمر الذي تتباين الآراء حول طبيعته، وما إذا كانت الجماعة بالفعل قادرة على تنفيذ تهديداتها أم أن الضربات الأخيرة التي تلقتها ألقت بظلالها على أدائها العسكري؟

وأكد سكان في صنعاء، لـ"العربي الجديد"، أن الحوثيين نشروا في الأيام الأخيرة نقاط تفتيش إضافية، وبدأوا انتشاراً أمنياً في المناطق القريبة من ميدان السبعين، أكبر ميادين صنعاء، حيث من المقرر أن يستضيف تشييع جنازة الصماد، بحضور جماهيري ورسمي من مسؤولي الجماعة وقياداتها المختلفة.

واستبق الحوثيون التشييع بدعوات حشد مكثفة لسكان العاصمة والمحافظات القريبة منها ووزعوا الدعوات عبر شركات الهاتف النقال الرئيسية لجميع المشتركين للحضور، في محاولة منهم لتحويل التشييع إلى رسالة سياسية، تظهر نوعاً من التضامن معهم ضد ما يصفونه بـ"جريمة اغتيال الرئيس الصماد"، وكمناسبة لشحذ حماسة أتباعهم بعد الصدمة الكبيرة التي تعرضوا لها، بمقتل رجل بموقع الرجل الأول في السلطة "الانقلابية"، بمناطق سيطرة الجماعة، وهو على الرغم من أنه لم يكن صاحب القرار الفعلي، إلا أنه كان شخصية مؤثرة في مختلف تحالفات الجماعة الداخلية والتحولات التي مرت بها في السنوات الأخيرة.

ويستخدم الحوثيون المناسبات عموماً ومختلف المهرجانات للتحشيد والتعبئة، وهذه المرة الأولى التي سيخرج فيها حشد جماهيري في صنعاء، ليس لمناسبة تقليدية لدى الجماعة، بل لتشييع قيادي بارز، وقف في الميدان نفسه الذي سيجري فيه التشييع، قبل شهر، وأعلن عن إطلاق مشروع "بناء مؤسسات الدولة"، ولم يكن الأمر ذا قيمة بالنسبة لليمنيين من غير الحوثيين، إلا أن الجماعة اتخذت من هذا الشعار هو الآخر عنواناً لمرحلة حشدت لها تأييد الأحزاب الصغيرة الموالية لها، وتعهد القيادي في الجماعة، مهدي المشاط، الذي خلف الصماد، بالالتزام بهذا المشروع.

وكانت مدينة الحديدة، غربي البلاد، يوم الأربعاء الماضي، ساحة لمهرجان جماهيري هو الآخر ضمن ما أطلقت عليه الجماعة "الوفاء للصماد"، إذ نظمت الجماعة "مسيرة البنادق" التي دعا إليها الصماد قبل مقتله، في الـ19 من إبريل/ نيسان الجاري. وأكدت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن مشاركين في المسيرة حضروا من صنعاء ومن محافظات خارج الحديدة، بهدف تحقيق أكبر قدرٍ ممكن من الحضور، الذي يمثل بالنسبة للجماعة أحد أوجه الوفاء لـ"الصماد"، من جهة، ومحاولة إثبات تمتعها بتأييد شعبي، من جهة أخرى، وخصوصاً في الحديدة، حيث تتجه بوصلة تصعيد التحالف.

في غضون ذلك، وعلى الرغم من مرور أيام على إعلان الحوثيين مقتل الصماد، لا يزال الرد بالنسبة للجماعة غائباً إلى حد كبير، إذ أعلن زعيمها عبد الملك الحوثي، أن "الجريمة" لن تمر دون عقاب، كما تعهدت قيادات أخرى برد يفوق طاقة "العدو"، في إشارة إلى التحالف، وقال مهدي المشاط في كلمته أمام البرلمان: "سنكون جميعا معنيين كدولة وكجيش ولجان وقوى سياسية واجتماعية بل ملتزمين بإثبات أن ما فعله هذا العدو كان خطأ فادحا ومكلفا للغاية بل وفوق طاقته".


الجدير بالذكر أن الحوثيين وفي الأسابيع التي سبقت مقتل الصماد، صعّدوا بشكل غير مسبوق من ضرباتهم الصاروخية الباليستية باتجاه السعودية، وأطلقوا ما يقرب من 25 صاروخاً خلال أقل من شهر، باتجاه مناطق سعودية متفرقة بما فيها الرياض.

كما أعلن الصماد قبل أقل من أسبوعين من مقتله، أن الجماعة ستدشن صواريخ باليستية يومية باتجاه السعودية وأن هذا العام من الحرب سيكون باليستياً بامتياز، وهو التصريح الذي دفع سفير السعودية لدى واشنطن، خالد بن سلمان، إلى التفاخر بقتل الصماد أخيراً، ومع ذلك، تراجعت وتيرة الصواريخ التي يطلقها الحوثيون تجاه السعودية، ومن المرجح أن يظهر رد للجماعة على مقتل الصماد من عدمه، بعد تشييعه في صنعاء السبت.