الحوثيون حوّلوا مكاتب الأمم المتحدة بعدن مركزاً لإدارة عملياتهم
همدان العليي
وفي حين لم تصدر أي تأكيدات أو نفي من مكاتب الأمم المتحدة حتى الآن، أوضحت جميل لـ"العربي الجديد"، أنها زارت مقر المجمع، حيث تم تدميره تدميراً كاملاً وإحراقه تماماً بعدما كان قد "استخدم كمقر لإدارة عمليات المليشيات ومخزن للأسلحة".
وأشارت إلى أنها وجدت بقايا الذخائر المخزنّة، نافية وجود أي ألغام مزروعة في المجمع كما هو الحال في كثير من المواقع الأخرى. وأفادت أن مكتب المنظمة التي تديرها يقع في محيط مجمع مكاتب الأمم المتحدة، وقد تم إحراقه أيضاً.
وزودت جميل "العربي الجديد" بصور حديثة وحصرية لتلك المواقع تبيّن الأضرار التي تعرضت لها مكاتب الأمم المتحدة.
وبيّنت أن عناصر المقاومة سمحوا لها بالدخول لتوثيق ورصد الأضرار، وأن المقر عبارة عن "فيلا" مكونة من دورين وتوجد فيه مكاتب عدة لمنظمات أممية ودولية تم تدميرها بالكامل، ويتكون المجمع من بعض مكاتب الأمم المتحدة مثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين، ومنظمة اليونيسف، ومنظمة الهجرة الدولية، وبرنامج الغذاء العالمي.
ولم يستثن الدمار عدداً من مقرات المنظمات الحقوقية المحلية، حيث تضرر مقر مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان الواقع في شارع فحمان في حي أبي ذر الغفاري، والملاصق للقنصلية الروسية بخور مكسر، والتي تمركز فيها أفراد مليشيات الحوثيين وصالح في أبريل/نيسان الماضي.
وفي سياق جولتها لرصد وتوثيق الأضرار التي طاولت المؤسسات، أكدت جميل أن عدداً كبيراً من المنشآت ذات الطابع الخدمي طاولها القصف العشوائي من قبل مليشيات الحوثيين، على رأسها ما يسمى "المشاريع اليمنية السوفيتية"، ومستودعات شركة النفط الحكومية الخاصة بأنابيب الغاز، حيث تم تفجير أكثر من 40 ألف أنبوبة غاز منزلية.
انتهاكات الحوثيين في صنعاء
وتواصلت ممارسات الحوثيين في اقتحام مؤسسات المجتمع المدني، فقد اقتحموا الأربعاء الماضي، مقري "المرصد اليمني" و"الشبكة اليمنية لحقوق الإنسان" في العاصمة صنعاء، واحتجزوا المدير التنفيذي للشبكة مع عدد من موظفي الشبكة داخل المبنى مهددين بتفجيره.
وقام الحوثيون بإغلاق المقر من الخارج ووضع أربعة أفراد لحراسته، رافضين إدخال بقية طاقم الشبكة اليمنية العاملين في المرصد لتأدية عملهم اليومي كالمعتاد ولمدة ساعتين ونصف الساعة.
وقالت المديرة التنفيذية للشبكة اليمنية لحقوق الإنسان، سعادة علايه، في تصريحات صحافية إن مليشيات الحوثي "تستخدم القوة والسلاح لترهيب الناشطين الحقوقيين واﻻعتداء على مقرات منظمات المجتمع المدني من دون أي مبرر سوى المزاجية ونشر الخوف لدى العاملين لمنعهم من مواصلة أنشطتهم المجتمعية".
وتتكون الشبكة من عدد من منظمات المجتمع المدني وهي المرصد اليمني لحقوق الإنسان، ومركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، وصحفيات بلا قيود، والهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات (هود)، والمدرسة الديمقراطية، والمعهد الدنماركي لحقوق الإنسان.
من جانبها، دانت منظمة "صحافيات بلا قيود" هذا الانتهاك واحتجاز موظفي المؤسسات المدنية والحقوقية، واصفة هذه الأعمال بـ"العدائية تجاه مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية وناشطي حقوق الإنسان".
وحمّلت المنظمة الحوثيين مسؤولية الأعمال العدائية تجاه منظمات ومؤسسات المجتمع المدني، مؤكدةً أن "الإجراءات القمعية والممارسات العدوانية لن تثني منظمات حقوق الإنسان عن القيام بواجبها المهني والحقوقي في مناصرة قضايا حقوق الإنسان وحرية الرأي"، وأنها ستعمل بكل الوسائل المشروعة والسلمية على توثيق جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي.
اقرأ أيضاً: الحوثيون يرتكبون "العيب الأسود" ضد النساء
