ما زالت الجزائر تسجل معدلات عالية في حوادث المرور وأعداد ضحاياها بين الدول العربية، رغم الجهود التي تبذلها السلطات إلى جانب الأنشطة التوعوية والدعاية الإعلامية عن مخاطر السرعة، وسوء استخدام الطريق العام.
تشير آخر إحصائية أصدرتها هيئة الدفاع المدني أمس الأحد، إلى مقتل 13 شخصاً وإصابة 29 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في 13 حادثا سجلت في طرقات الجزائر بين يومي الجمعة والأحد. وأكدت الإحصائية مقتل 35 شخصاً، وإصابة 1089 آخرين بجروح في 922 حادثا مروريا أحصي في الفترة بين 31 ديسمبر/كانون الأول 2017 و6 يناير/كانون الثاني الجاري.
وتحافظ الجزائر على ترتيبها ضمن أكثر الدول العربية تسجيلاً لحوادث المرور، إذ يبلغ المعدل العام لعدد قتلى الحوادث 40 قتيلا في الأسبوع، رغم جهود كبيرة وإجراءات تبذلها السلطات الجزائرية للحد من حوادث المرور وتقليص عدد الضحايا؛ ففي مارس/آذار 2015 عدّلت السلطات الجزائرية قانون المرور، مشددة العقوبات على السائقين بما يخص مخالفات السرعة المفرطة أو المناورات الخطيرة في الطرق أو عدم استيفاء الشروط التقنية والمراقبة الفنية للسيارات. وأقرّت سحب رخص قيادة السيارات لفترة تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر، وعقوبات أخرى بالسجن في حق المخالفين لقوانين المرور. لكن تلك الإجراءات والتدابير لم تفض إلى تقليص فعلي لحصيلة حوادث المرور أو عدد القتلى والإصابات.
ومع أن معدل حوادث المرور انخفض بنسبة 14 في المائة عام 2017، مقارنة بحصيلة عام 2016، إلا أن مجموع الحوادث ظل مرتفعا مسجلاً أكثر من 22 ألف حادث مرور، سببت مقتل أكثر من 3200 شخص وإصابة 29 ألفاً آخرين بإصابات وعاهات متفاوتة الخطورة.
أحمد خالدي، صاحب مدرسة لقيادة السيارات، في منطقة المدنية أعالي العاصمة الجزائرية، يعتبر أن المشكلة لا تتعلق بالمدارس. ويشير إلى احتمال أن تكون هناك حالات معزولة تحصل على رخصة دون تأهيل. لكنه يرى أن أسبابا كثيرة تقف وراء الزيادة الكبيرة لحوادث المرور، وأن أعدداً كبيرة من المتسببين بالحوادث ليسوا بالضرورة من السائقين الجدد. ويلقي كثير من السائقين مسؤولية حوادث المرور على السلطات بسبب أحوال الطرقات، رغم أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن عيوب الطرقات لا تشكل سوى 2 في المائة من مجموع الأسباب الرئيسة للحوادث.
ويقول حفيظ بن دراجي، الذي يملك سيارة أجرة إنه غالبا ما تكون الحفر والمطبات والمعرقلات العشوائية السبب في حوادث المرور، إضافة إلى عدم التنظيم الجيد للطرق والشوارع والمواقف والإشارات والمنعرجات. وقال: "كثيرا ما نلاحظ أن السلطات تجري الإصلاحات على الطرق بعد أن يسقط الفأس في الرأس، وبعد وقوع حوادث مميتة في شارع ما، ونتساءل لماذا لا تبادر قبل الحادث".
ولفت إلى أن بعض المنعرجات والطرق صارت تعرف بأنها "مجازر طرق" في مناطق الجنوب ووسط البلاد، إذ تصل حصيلة الحادث الواحد أحياناً إلى 15 قتيلا.