أعلن رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، اليوم الثلاثاء، أن الجيش سينفذ عملية في منطقة جرود عرسال بشمال شرق لبنان عند الحدود السورية، بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام.
وقال خلال كلمةٍ أمام البرلمان، "الجيش اللبناني سيقوم بعملية مدروسة في جرود عرسال والحكومة تعطيه الحرية"، نافياً وجود اتفاق مع النظام السوري لتنفيذ العملية، مضيفاً "لا تنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري".
يأتي إعلان الحريري، عقب حالة ترقب مع ارتفاع مؤشرات انطلاق المعركة في جرود عرسال، بين "حزب الله" مدعوماً من الجيش اللبناني وقوات النظام السوري، وبين مقاتلي تنظيم "داعش" و"جبهة فتح الشام" (النصرة سابقاً) الذين ينتشرون في مساحة تُقدر بحوالى 300 كيلومتر من الجرود، ويُقدر عددهم بين 800 و1500 مقاتل.
ولاحظ أهالي عرسال منذ أسبوع تصاعد حدة قصف طيران النظام السوري على مناطق انتشار مسلحي "داعش" و"فتح الشام" في جرود بلدتهم وفي جرود بلدة فليطة السورية القريبة من عرسال، وبادر الأهالي الذين يعملون في مجالي الزراعة ومقالع الحجر إلى سحب شاحناتهم وآلياتهم الزراعية من الجرود باتجاه البلدة حرصاً عليها.
كما شهد أمس الإثنين، قصفاً من طيران النظام السوري على المنطقة التي تقع فيها ورش ومقالع الحجر عند الأطراف البعيدة للبلدة والتي لا يزال العمال وأصحاب الورش يقصدونها.
وساهم الدعم العسكري الذي تلقاه الجيش اللبناني من الجيشين البريطاني والأميركي في توسيع دائرة مراقبته للحدود من خلال الأبراج الثابتة وطائرات الاستطلاع المُسيّرة. كما باتت وحدات الجيش المنتشرة على الحدود بين لبنان وسورية في منطقة عرسال أفضل تجهيزاً بالأسلحة المتوسطة والثقيلة والصواريخ الموجهة، إلى جانب الدعم الذي تقدّمه المروحيات الهجومية الخفيفة وطائرات التدريب التي تم تعديلها لتحمل صواريخ جو-أرض أميركية الصنع.
ومن المتوقع أن يحضر الوضع الميداني على الحدود مع سورية خلال المباحثات التي يجريها قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، خلال زيارته العاصمة الأميركية واشنطن، منتصف الأسبوع المقبل، مع محاولة عون تعزيز الدعم العسكري الأميركي للجيش اللبناني، وبحث جهود "مكافحة الإرهاب".