استفاقت مدينة الحسيمة الواقعة في قلب الريف المغربي، اليوم الجمعة، وهي تحصي "حصاد" المسيرة التي نظمها نشطاء وعدد من سكان المدينة، أمس، وأجهضتها قوات الأمن، ما أدى إلى وقوع اشتباكات أسفرت عن عدد من الجرحى.
وأفادت مصادر، "العربي الجديد"، بأن التراشق بالحجارة خلال مسيرة الحسيمة، التي طالبت بإطلاق سراح المعتقلين ورفع ما سمته "عسكرة الريف"؛ أدى إلى وقوع إصابة متظاهر بجروح خطيرة في الرأس. ويتواجد المصاب حالياً في المستشفى العسكري بالرباط.
وفيما يزال التكتم سيد الموقف بشأن مصير الشاب المصاب، جراء "غموض" حالته الصحية، أكدت السلطات المحلية هذه الأنباء، موردة أن الشخص المعني ويدعى عماد العتابي تعرض لإصابة بالرأس بسبب الرشق بالحجارة.
وبحسب المصدر ذاته، تم فتح تحقيق من طرف السلطات الأمنية تحت إشراف النيابة العامة المختصة من أجل تحديد هوية هذا الشخص وظروف وملابسات الحادث.
السلطات ذاتها، ذكرت أن عنصري الأمن كانا قد تعرضا، أمس الخميس، لإصابة على مستوى الرأس نتيجة الرشق بالحجارة من طرف بعض المتظاهرين في مسيرة الحسيمة.
وشهدت المسيرة الاحتجاجية، مساء أمس، مواجهات بين متظاهرين والقوات العمومية، خصوصاً بعد الإعلان عن منع تنظيم المسيرة من طرف السلطات، وزكى القرار أحزاب الأغلبية الحكومية.
ورفض متظاهرون الانصياع لقرار منع المسيرة الاحتجاجية التي كان الناشط ناصر الزفزافي قد سبق أن دعا إليها قبل اعتقاله، وحاولوا التجمهر وسط ساحة محمد السادس، لكن القوات الأمنية أجهضت محاولات التجمهر، ما أفضى إلى احتكاكات وتراشق بالحجارة.
وأشار بيان لعمالة (محافظة) الحسيمة أن زهاء 400 متظاهر حاولوا تحدي قرار المنع، وعمد بعض الملثمين إلى مهاجمة القوات العمومية بالحجارة، ما أسفر عن "إصابة 72 عنصراً أمنياً بجروح متفاوتة الخطورة، و11 شخصاً من المتظاهرين نتيجة استعمال الغازات المسيلة للدموع، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة".