وقال مكتب الحريري، في بيان، مساء الثلاثاء، "توجّه الحريري إلى السعودية في زيارة من المتوقع أن تستمر بضعة أيام".
وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أعلن الحريري، استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية، وذلك في خطاب متلفز من العاصمة السعودية الرياض، ما أثار مخاوف من أنّه كان محتجزاً على عكس إرادته.
وبعد وساطة فرنسية، عاد الحريري عن استقالته في الشهر التالي، وتمّت تسميته رئيساً للحكومة للمرة الثالثة، بعد الانتخابات البرلمانية، في 6 مايو/أيار الحالي، وكانت الأولى التي تجري في لبنان خلال تسع سنوات، بعد تمديدين لولاية المجلس النيابي.
وهذه هي ثاني زيارة يقوم بها الحريري للسعودية، منذ احتجازه المزعوم في الرياض، بعد زيارة سابقة أجراها، في فبراير/شباط الماضي.
وخسر "تيار المستقبل" الذي يرأسه الحريري، ثلث مقاعده في البرلمان اللبناني في انتخابات 6 مايو/أيار، بينما تمخضت النتائج عن تعزيز قوة "حزب الله" المدعوم من إيران، وحلفائه.
ويعمل الحريري (48 عاماً)، حالياً، على تشكيل حكومة ائتلافية جديدة في لبنان، في مهمة تُعتبر شاقة؛ تتطلب تلبية مطالب مختلف الأحزاب السياسية التي ستشارك في الحكومة.
ويرى مراقبون أنّ زيارة الحريري إلى السعودية، تأتي في وقت غير معتاد، لرئيس وزراء مكلّف تشكيل حكومة.
وتأتي زيارة الحريري غداة تصريح لافت من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي كان قد أكد، الإثنين، أنّ باريس تدخلت لإطلاق سراح الحريري من السعودية، مرجعاً الفضل لبلاده في تفادي أزمة، قال إنّها كانت ستؤدي إلى "حرب أهلية" في لبنان.
وقال ماكرون، في مقابلة مع محطة "بي إف إم" التلفزيونية، "أذكركم بأنّ رئيس الوزراء كان محتجزاً في المملكة العربية السعودية لعدة أسابيع".
غير أن بياناً لوزارة الخارجية السعودية، صدر الثلاثاء، نفى تصريحات ماكرون وقال إنّها "غير صحيحة"، وإنّ "كل الأدلة تؤكد أنّ من يجرّ لبنان والمنطقة نحو عدم الاستقرار، هي إيران وأدواتها مثل مليشيا حزب الله الإرهابية".
وتولّى الحريري، المدعوم من الرياض، رئاسة الوزراء في لبنان، منذ ديسمبر/كانون الأول 2016، وشغل المنصب لأول مرة في الفترة من 2009 إلى 2011.
غير أنّ علاقة الحريري مع الرياض، شهدت توترات بعد أن علّقت السعودية حزمة مساعدات بقيمة 3 مليارات دولار للجيش اللبناني في عام 2016. في وقت لاحق من ذلك العام، دخل الحريري في تسوية سياسية مع "حزب الله"، أفضت إلى انتخاب حليف الأخير ميشال عون، رئيساً للجمهورية، ومهدت الطريق أمام الحريري للعودة إلى رئاسة الوزراء.