وجاء في البيان الذي نشرته المواقع الرسمية الإيرانية أن قوات الحرس لن تسكت عن إراقة أي قطرة دم في إيران، ولن تتوانى في دفاعها عن حقوق الإيرانيين.
ووجهت قوات الحرس أصابع اتهامها إلى كل من أميركا والسعودية؛ فقد أفاد البيان بأن وقوع هذه العمليات بعد فترة وجيزة من عقد مؤتمر الرياض بحضور الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وتبني "داعش" الهجومين، يدل على تورط هؤلاء.
ووصف المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، هجومي داعش في طهران "بألعاب المفرقعات"، والتي لن تترك أثراً لا على إرادة الإيرانيين ولا على المسؤولين في البلاد، على حد تعبيره.
وخلال اجتماع مع عدد من الطلاب الجامعيين، والذي عقده بعد ظهر اليوم الأربعاء، أضاف خامنئي أنه لولا صمود طهران ووقوفها في النقطة الأساسية في وجه الفتن، لكان الوضع الآن أسوأ بكثير ولوقعت هجمات مماثلة عدة.
من جانبه، أصدر الرئيس الإيراني حسن روحاني بياناً علّق فيه على الهجومين، فخاطب الإيرانيين قائلاً إن هذه المخططات كانت متوقعة في وقت تدفع فيه البلاد منذ انتصار ثورتها الإسلامية ثمناً لمواجهة المؤامرات، معتبراً أن الأوضاع في الجمهورية الإسلامية جيدة، وذكر أن السلطات الأمنية والاستخباراتية والعسكرية والدفاعية على انسجام تام.
وذكر روحاني كذلك أنه توجد بعض الأطراف التي تحمل الشر لإيران وتعمل على إضعافها فتقوم باستئجار عناصر تكفيرية ذات عقلية متحجرة، متجاهلين أن وحدة الإيرانيين وثقافتهم قادرة على كسر هذه المخططات، على حد تعبيره.
واعتبر الرئيس الإيراني أن الهجومين سيزيدان من إصرار إيران على مواجهة التنظيمات الإرهابية، وقال إن الرسالة الإيرانية على حالها، فعلى الكل الاتحاد معاً لمواجهة هذا الخطر إقليمياً ودولياً، وهو ما يتطلّب إرادة جديّة من قبل المجتمع الدولي برمته.
إلى ذلك، نقلت مواقع ووكالات إيرانية عن قيادة شرطة طهران تأكيدها اعتقال خمسة أفراد مشتبه بتورطهم بالتخطيط للعملية التي تبناها تنظيم "داعش".
وأكّد المساعد الأمني لوزير الداخلية الإيرانية، حسين ذو الفقاري، اعتقال عدد من الأفراد من دون أن يحدد هوياتهم، ونقلت وكالة أنباء "فارس" عنه قوله إن مسلحين اثنين كانا يحاولان الدخول إلى مرقد الإمام لكنهما قاما بإطلاق العيارات النارية وفجّر أحدهما نفسه في الساحة الخارجية، قبل أن يصل إلى المكان المطلوب.
ووصف ذو الفقاري العملية بالفاشلة، معتبراً أن الفضل يعود للقوات الأمنية الإيرانية، لكنه أشار كذلك إلى العملية الثانية التي استهدفت البرلمان الإيراني، حيث دخل ثلاثة مسلحين من البوابة المخصصة لعبور المواطنين إلى البرلمان، وبعد إطلاق النار وفرارهم نحو أروقة المكان، وتفجير أحدهم نفسه بحزام ناسف، انتشرت قوات الأمن واضطرت للاشتباك مع هؤلاء.
وكانت الداخلية الإيرانية قد أشارت في وقت سابق إلى دخول أربعة مسلحين للبرلمان، لكن ذو الفقاري قال إنه تم العثور على ثلاث جثث فقط بعد تأمين المكان وانتهاء العمليات، مشيراً إلى أن التحقيقات ما زالت مستمرة.
وقد أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 42 آخرين خلال الهجومين اللذين وقعا في البرلمان وضريح الخميني، صباح الأربعاء، ودان مسؤولون إيرانيون ما حدث بشدة، ومنهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف، والذي اعتبر أن الحرب على "الإرهاب ستبقى مستمرة، وأن الإيرانيين جميعاً سيواجهون هذا التهديد".
وفي وقت سابق، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة إلى نظيره الإيراني حسن روحاني، وذكر أن ما حدث في طهران يؤكد على ضرورة استمرار التعاون الثنائي والإقليمي والدولي لمواجهة خطر الإرهاب، واصفاً إيران بشريك موسكو الذي يكافح هذا التهديد.
كذلك صدر بيان عن الكرملين الروسي، استنكر بشدة الهجمات المسلحة التي تعرضت لها طهران صباح اليوم، وتواصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الإيراني وتباحثا في الأمر.
وأعربت منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني عن تضامنها مع إيران، واصفة ما حصل بالمحزن، وكتبت على موقع تويتر أنها ترصد عن كثب كافة التطورات وأنها ستتواصل مع المعنيين في البلاد، كما أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً دانت خلاله العمليتين الإرهابيتين في طهران، فضلاً عن إدانات وجهتها تركيا وقطر وغيرهما.