الحرب وارتفاع الأسعار قلّصا الثروة الحيوانية في سورية

05 مايو 2017
خسائر تطاول الثروة الحيوانية في سورية (Getty)
+ الخط -


الحرب المندلعة في سورية منذ 6 سنوات، وآثارها الكارثية، من العوامل الرئيسية التي تسببت في تراجع الثروة الحيوانية في البلاد بشكل لافت.

وبحسب إحصاءات رسمية، فقد تراجع إنتاج القطاع الحيواني نحو 60% عن مستواه عام 2010، كما تراجعت الثروة الغنمية من 22 مليون رأس عام 2011 إلى نحو 12 مليونا مطلع العام الحالي.

وكان قطاع الثروة الحيوانية في دمشق وريفها قد تعرض لخسائر ناهزت 20 مليار ليرة خلال الثورة، إضافة إلى 8 مليارات ليرة لقطاع الثروة النباتية، وفق مسؤولين في وزارة الزراعة.

ضغوط كبيرة

يحمّل المهندس الزراعي أكرم برغل، النظام السوري مسؤولية تدهور الثروة الحيوانية ويقول: "تسببت عوامل عديدة في تراجع الثروة الحيوانية، أبرزها ارتفاع تكاليف تربية الماشية، وصعوبة انتقال المربين بقطعان مواشيهم إلى مناطق الرعي المناسبة، وخروج أكثر من 73 مركزاً للأعلاف من الخدمة من أصل 123 مركزاً، بالإضافة إلى خروج مراكز تجفيف الذرة الصفراء جميعها من الخدمة، والتي كانت تؤمّن رصيداً جيداً من الخلطات العلفية".

ويضيف برغل لـ"العربي الجديد": جاء رفع أسعار المازوت، والتي كان آخرها الشهر الفائت بنحو 60%، ليبلغ سعر الليتر 290 ليرة، عاملاً إضافياً لزيادة تكاليف التربية والإنتاج، ما رفع أسعار اللحوم في سورية إلى أكثر من 5500 ليرة سورية للكيلوغرام.

ويلفت المتحدث إلى أن استمرار تصدير الأغنام لدول الخليج العربي والتهريب إلى لبنان والعراق، زاد من تراجع الثروة الحيوانية، كما ارتفعت الأسعار بشكل لافت، إذ إن سعر رأس الغنم وصل إلى 60 ألف ليرة، أما سعر الأبقار فقد وصل إلى نحو 500 ألف ليرة، مشيراً إلى أن انتشار أمراض بين قطعان المواشي، كالحمى القلاعية والجدري في ظل غياب اللقاحات، زاد من أزمة تناقص الثروة الحيوانية وارتفاع أسعار اللحوم.

وتتوزع تربية المواشي في مدن الجزيرة السورية (الرقة، الحسكة ودير الزور)، حيث تعاني من الحصار والمعارك، فضلاً عن مدن ريف دمشق وحماة وإدلب، التي تعاني من الحصار والقصف المستمر من طيران الأسد وروسيا، ما زاد من مخاطر تربية المواشي وهجرة المربين.

وقدرت مراكز بحثية إجمالي خسارة القطاع الزراعي، النباتي والحيواني، خلال سنوات الحرب بنحو 399.8 مليار ليرة سورية، وهو ما يعادل 9.8% من إجمالي الخسارة التراكمية للناتج المحلي الإجمالي، في حين قدر رئيس اتحاد غرف الزراعة بسورية، محمد كشتو، خسائر قطاع الزراعة بنحو 360 مليار ليرة سورية، ناسباً الأسباب التي أدت لتهديم هذا القطاع، وبالتالي تراجع الإنتاج بنحو 40% عمّا كان عليه عام 2011، إلى نقص العاملين وهجرة الفلاحين وتقلص المساحات المستثمرة.

المساهمون