الحرب السورية تثير جدلاً تربوياً بالمغرب

03 فبراير 2017
توزعت الآراء حول اختبار مدرسي لتلاميذ مدرسة عمومية (Getty)
+ الخط -

تَحوّل اختبار مدرسي امتُحن فيه تلاميذ مدرسة عمومية بالمغرب قبل أيام قليلة، وتم نشره على نطاق واسع، إلى جدلٍ وسجالٍ كبيرين بين نشطاء حقوقيين وتربويين، بخصوص نص الامتحان الذي كان يدور حول مشاهد الحرب الدموية الجارية في سورية.

وتوزعت الآراء بشأن نص الاختبار المذكور، الذي امتحن فيه تلاميذ مستوى الإعدادي في مؤسسة الإمام علي بمدينة تزنيت جنوب المغرب، بين من قال "إن مادة الاختبار تضمنت صوراً عن الحرب السورية ترهب نفوس الأطفال، وتحرّض على الإرهاب"، وبين من أكد أن "الاختبار اشتمل على قيم إنسانية وحضارية".

واعتبر "منسق الجبهة الوطنية ضد التطرف والإرهاب"، محمد الهيني،  أن "الحديث عن المقاتلات السورية والمتفجرات الروسية، وصوت صاروخ قصف، أو مدفع مجلجل، أو برميل متفجر، تمطر سماء حلب، تشمل على رسائل تترجم مواقف سياسية يتم تمريرها إلى التلاميذ، كما تدل على تأييدٍ لموقف طرف ضد آخر".

كما انتقد ما سماه الكم الهائل في تصوير مشاهد القتل، وتوقف عند العبارات الواردة في نص الاختبار، والذي كان بحسب المنظمة الحقوقية "مليئا بتصوير مشاهد القتل والجثث والأشلاء في الحرب"، معتبراً أن ذلك يمس بنفسية التلاميذ والأطفال، ويجعلهم عنيفين، خصوصا أنه لم يورد أي حديث عن السلام، أو وجوب إيقاف الحرب، ما يجعله تطبيعا مع التطرف والإرهاب".

 

تصوير إنساني

في المقابل، قال مصدر مسؤول من داخل أكاديمية التعليم، لـ"العربي الجديد" إن "هذه الاتهامات هي مواقف جاهزة، وبأن ما توقف عنده عدد من النشطاء الحقوقيين إنما هي جمل وعبارات مقتطعة من سياقها، مورداً أن النص احترم المستوى الدراسي للتلاميذ، وأنه كان منتقى بعناية، ولم يتضمن أية إشارات تحرض على التطرف".

من جهته، قال الدكتور محمد بولوز، الكادر التربوي والمفتش الممتاز في التعليم، لـ"العربي الجديد"، إن "نص الاختبار يشخص واقعاً عاينه المتحدث في الأحداث الجارية، وفيه تصوير ووصف لأمر ليس غريباً عن واقع التلميذ، الذي يصادف مثل تلك الأخبار في مختلف القنوات الإخبارية الوطنية والدولية".

وشدد على أن "الامتحان ليس فيه أي إشكال، لا من الناحية النفسية أو التربوية، خصوصاً أنه موجه لتلاميذ الثالث الإعدادي، وهم في الغالب مراهقون أو قريبون من ذلك، وهم على مستوى مناسب من الوعي بما يجري حولهم"، مبرزاً أن "النص أخف من بشاعة ما يقع ويرى".

وتابع المتحدث بأن "العالم قرية صغيرة، ولا يمكن تغطية الشمس بغربال، فالإنسان يسحق هناك ويدمر كيانه وحضارته، وليس في النص أي دعوى للإرهاب أو تلميح له، إنما هو موقف إنسان لحالة أب فجع في فلذة كبده ليشعر بالألم مضاعفاً، فما كان يرعبه ويخيفه ويجتهد في الإنقاذ والإغاثة، قد حل بداره واختطف منه ولده".

كما لفت إلى أن نص الامتحان يتضمن "إدانة لمجتمع دولي منافق يكيل بمكاييل مختلفة، قادر على إيقاف المجازر، ولكن لا يفعل لحسابات ضيقة غير مفهومة، وتدين في عمقها كل من يستطيع فعل شيء ولا يفعل"، مشيراً إلى أن التلاميذ بحاجة لمعرفة واقعهم المرير ليتهيأوا بشكل إيجابي في التفاعل معه.

الاختبار المدرسي في المغرب أحدث جدلاً واسعاً (العربي الجديد) 
المساهمون