يبدو أنّ الحرب آلة قديمة وجديدة في الآن نفسه، آلة رصينة جدية حازمة ولا تخطئ، إنها آلة سديدة وعادلة أيضاً فهي لا تفرق بين أغلبية وأقلية، بين صغير وكبير، بين امرأة ورجل! إنها منصفة وتساوي الجميع بالجميع، فيما هي لا ترحم أحداً أبداً.
تنتج مسوخاً كما تلد أبطالاً. نهمها بلا حد وطاقتها لا تخور، وفمها لا يشبع.
إنها تعيد إنتاج ذاتها. شيئاً فشئياً تمتلك قاعدة وأسلوباً، تتحول إلى اختراع وإلى قوة مهيمنة. ثمة من لا يستطيع البقاء في الخارج، وها هو يدخل بيت الآلة هذه ليصير جزءاً منها.
من يحارب، على هذا النحو، كي يبقى على قيد الحياة، إنما يرضخ دون إرادة منه لطحن الحياة نفسها. لا تسمح الحرب لأحد بأن يبقى خارجها، إنها تلتهم وتطلب المزيد. يبدو جوعها بلا حدّ، وكلما التهمت طلبت المزيد. الواقع أن الحرب وحدها هي التي تتمتع بالحياة، فيما ساكنو الحرب ليسوا سوى أمواتها. إنهم في القلب منها وهم بذلك يضخون فيها الدماء كي تحافظ على شراهتها وتحتفظ بشبابها.
تتحول الأداة التي هي تحت اليد إلى يد أقوى من قوة اليد التي تستخدمها. الحرب تستعبد مقاتليها. لا مفر لأحد: إنها الطريق الوحيد، وما يقع خارجها ليس سوى لهو وتضييع للوقت. فمن رحم الحرب تولد الأغنية ويظهر الشعار وتعلو الراية. لكن كل ذلك يحدث في الظلام لا في النور. الحرب عمياء، ومع ذلك تجد طريقها كي تعيش، فهي تضرب خبط عشواء، غير أن في ذلك مدى صوابها، فهي لا تبحث عن هدف محدد، هدفها الأساسي أن تبقى وكلما بالغت في التخبط والضرب والتدمير، أضافت لقوتها قوة ولتماسكها سنداً.
الحرب هي اليد الوحيدة التي لا تحتاج إلى أحد. الكل بحاجة إليها. إنها السيدة الخالدة، وهي لا تتقادم إلا كي تتجدد. هل هي فعل من أفعال الطبيعة إذن؟ هل هي شيء كالزلزال أو الصاعقة أو البركان؟ من يعرف ربما تكون الحرب حقبة من الحقب البيولوجية، كما يقال الأمر نفسه عند الحديث عن الحقب الجيولوجية، أي أنها طبقة حية من بين طبقات أخرى كثيرة، بل ربما هي في اللبّ من هذه الطبقات. للحرب رسوخ كالجبال واندفاع كالسيول وأعماق كالبحر. إنها طعام الأرض، حينما تكون الأخيرة جائعة ولا يسد رمقها لا إله ولا عبد. ستجد اللقمة التي تسد حاجتها، وإن لم تجدها ستنهبها حيثما وضع (القدر) يدها التي تكاد تطاول كل شيء. الحرب آلة وتكرار مدوخ، الحرب عجلة ولهاث، الحرب لا تريد أن تتوقف لأنها لا تريد لأحد أن يراها على ما هي عليه. وكلما أسرعت، نالت النجاح.
إقرأ أيضاً: غواية التنجيم
تنتج مسوخاً كما تلد أبطالاً. نهمها بلا حد وطاقتها لا تخور، وفمها لا يشبع.
إنها تعيد إنتاج ذاتها. شيئاً فشئياً تمتلك قاعدة وأسلوباً، تتحول إلى اختراع وإلى قوة مهيمنة. ثمة من لا يستطيع البقاء في الخارج، وها هو يدخل بيت الآلة هذه ليصير جزءاً منها.
من يحارب، على هذا النحو، كي يبقى على قيد الحياة، إنما يرضخ دون إرادة منه لطحن الحياة نفسها. لا تسمح الحرب لأحد بأن يبقى خارجها، إنها تلتهم وتطلب المزيد. يبدو جوعها بلا حدّ، وكلما التهمت طلبت المزيد. الواقع أن الحرب وحدها هي التي تتمتع بالحياة، فيما ساكنو الحرب ليسوا سوى أمواتها. إنهم في القلب منها وهم بذلك يضخون فيها الدماء كي تحافظ على شراهتها وتحتفظ بشبابها.
تتحول الأداة التي هي تحت اليد إلى يد أقوى من قوة اليد التي تستخدمها. الحرب تستعبد مقاتليها. لا مفر لأحد: إنها الطريق الوحيد، وما يقع خارجها ليس سوى لهو وتضييع للوقت. فمن رحم الحرب تولد الأغنية ويظهر الشعار وتعلو الراية. لكن كل ذلك يحدث في الظلام لا في النور. الحرب عمياء، ومع ذلك تجد طريقها كي تعيش، فهي تضرب خبط عشواء، غير أن في ذلك مدى صوابها، فهي لا تبحث عن هدف محدد، هدفها الأساسي أن تبقى وكلما بالغت في التخبط والضرب والتدمير، أضافت لقوتها قوة ولتماسكها سنداً.
الحرب هي اليد الوحيدة التي لا تحتاج إلى أحد. الكل بحاجة إليها. إنها السيدة الخالدة، وهي لا تتقادم إلا كي تتجدد. هل هي فعل من أفعال الطبيعة إذن؟ هل هي شيء كالزلزال أو الصاعقة أو البركان؟ من يعرف ربما تكون الحرب حقبة من الحقب البيولوجية، كما يقال الأمر نفسه عند الحديث عن الحقب الجيولوجية، أي أنها طبقة حية من بين طبقات أخرى كثيرة، بل ربما هي في اللبّ من هذه الطبقات. للحرب رسوخ كالجبال واندفاع كالسيول وأعماق كالبحر. إنها طعام الأرض، حينما تكون الأخيرة جائعة ولا يسد رمقها لا إله ولا عبد. ستجد اللقمة التي تسد حاجتها، وإن لم تجدها ستنهبها حيثما وضع (القدر) يدها التي تكاد تطاول كل شيء. الحرب آلة وتكرار مدوخ، الحرب عجلة ولهاث، الحرب لا تريد أن تتوقف لأنها لا تريد لأحد أن يراها على ما هي عليه. وكلما أسرعت، نالت النجاح.
إقرأ أيضاً: غواية التنجيم