لم تتأخر استفادة إيران من استعادة السلطات العراقية السيطرة على معبر الوليد الحدودي الذي يربط العراق بسورية، إذ بعد ثلاثة أيام على ذلك، سارعت إيران للاتفاق مع الحكومة العراقية على استخدام المعبر لتعزيز دعمها للنظام السوري عبر تقديم تعزيزات للمليشيات العراقية والإيرانية التي تقاتل إلى جانبه، إضافة إلى العمل لطرد المعارضة الإيرانية (مجاهدي خلق) من الأراضي العراقية.
وتزامن الاتفاق مع وصول مسؤول أمني إيراني رفيع إلى سورية، لتعزيز سبل الدعم العسكري لدمشق، وهو رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، الذي أكد دعم بلاده لفصائل "المقاومة المسلحة والحكومة السورية في حربها على الإرهاب"، موضحاً خلال مؤتمر صحافي عقده في دمشق، أن طهران لا تزال مصرة على دعم الأسد. وأضاف أن "إيران أعلنت وقوفها إلى جانب سورية، وقدّمت كل المساعدات كسياسة ثابتة في هذا المجال". يشار إلى أن الآلاف من المسلحين الذين ينتمون لمليشيات عراقية، أبرزها "أبو الفضل العباس"، و"عصائب أهل الحق"، و"كتائب سيد الشهداء"، و"بدر"، و"النجباء"، تقاتل إلى جانب النظام السوري، كما تقاتل مليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني مع قوات الأسد ضد المعارضة.
ووفق المسؤول في الخارجية العراقية، فإن الاتفاق العراقي - الإيراني تضمّن أيضاً طرد المعارضة الإيرانية (مجاهدي خلق) من العراق خلال 45 يوماً، مبيناً أن السفارة الإيرانية في بغداد أبدت انزعاجها من قبول الحكومة العراقية مسألة إيواء "عناصر معادية للثورة الإيرانية، وولاية الفقيه، والنظام السياسي الإيراني". هذا الاتفاق أكده السفير الإيراني في العراق حسن دنائي فر، الذي قال إن العناصر المتبقية من "زمرة المنافقين" في العراق سيتم طردها من هذا البلد، مؤكداً أن "ملف هذه الزمرة سيغلق نهائياً". ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية عن دنائي فر قوله إن العراق وافق على طرد العناصر المتبقية من "مجاهدي خلق" على أراضيه، خلال 45 يوماً، موضحاً أن الضغوط الأميركية هي السبب وراء استمرار وجود المعارضة الإيرانية في العراق لغاية الآن. وأضاف: "وفقاً لمعلوماتي، لو لم تكن هناك ضغوط أميركية، لطردت الحكومة العراقية زمرة المنافقين من أراضيها خلال الأعوام الماضية"، قائلاً إن أيدي عناصر "مجاهدي خلق" ملطخة بدماء الإيرانيين، بعد أن وقفت إلى جانب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي.
وتأسست منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة الإيرانية عام 1965، وبعد عام 1979 تعرضت المنظمة لعقوبات أميركية وأوروبية، بعد اتهامها بممارسة أعمال عنف وإرهاب، وفي عام 2009 ألغت الدول الأوروبية عقوباتها على المنظمة. وتمتلك المنظمة معسكراً كبيراً غرب العاصمة العراقية بغداد، وتعرض المعسكر للهجوم أكثر من مرة من قبل مليشيات "الحشد الشعبي".