الحجوزات المبكرة تعيد الأمل لسياحة تونس

13 مارس 2017
المناطق الساحلية تجذب الوافدين إلى تونس (Getty)
+ الخط -
تلوح في أفق السياحة التونسية بشائر موسم واعد، مع رفع بعض الدول الأوروبية للحظر المفروض على السوق التونسية، وعودة كبريات الشركات الناشطة في مجال السياحة البحرية للموانئ، بعد مقاطعة دامت أكثر من 16 شهراً.
وتتواتر، هذه الأيام، القرارات بشأن فتح الباب للتوجه إلى المقاصد التونسية تباعاً، بعد أن قررت بلجيكا تقليص التحذير من السفر جزئياً.

وأبلغت بلجيكا رعاياها بإمكانية السفر إلى تونس العاصمة وعدة محافظات ساحلية، منها سوسة والحمامات ونابل وبنزرت، فيما أبقت على تحذير السفر باتجاه بقية مناطق البلاد ولا سيما المحافظات الحدودية.
وأعلن فرع شركة "توماس كوك" الأوروبية في بلجيكا، عن استئناف تنظيم الرحلات باتجاه تونس بداية من الثامن من أبريل/نيسان المقبل، فيما أعلنت شركة "توي" الأوروبية اعتزامها استئناف رحلاتها أيضاً، انطلاقاً من بلجيكيا وألمانيا، وتسيير رحلات منظمة، هذا الصيف، إلى جزيرة جربة (جنوب شرق تونس)، بمعدل رحلتين، كل يوم سبت، انطلاقاً من مدينتي فرانكفورت ودوسلدورف الألمانيتين.

ويضفي تفاعل الأسواق الأجنبية، مع دعوات تونس لإعادتها على خارطة الأسواق السياحية الآمنة، تفاؤلاً كبيراً بموسم إيجابي يكسر حاجز التراجع على مدار السنوات الماضية، ما دعا وزارة السياحة إلى تقدير الزيادة المتوقعة في الوافدين، هذا العام، بنسبة 10% على الأقل مقارنة مع العام الماضي.
وأنهت تونس عام 2016، بتوافد 5.5 ملايين سائح، وعائدات فاقت مليار دولار، فيما تتطلع الوزارة إلى استعادة السوق مكانتها، وتحقيق ذات النتائج المحققة عام 2010، التي تعد سنة المرجعية بالنسبة للقطاع السياحي، حيث بلغ عدد السياح آنذاك نحو 7 ملايين سائح.

ويقول سيف الشعلالي، المكلف الإعلامَ في وزارة السياحة لـ"العربي الجديد" : "نتوقع تحسن النتائج، خلال العام الحالي، على أن يكون 2018 عام الإقلاع للقطاع عبر جلب 7 ملايين سائح، تمهيداً لتحقيق معدلات أعلى بنحو 10 ملايين سائح في عام 2020".
ويضيف الشعلالي، أنه خلافاً للمواسم السابقة التي بقيت فيها الرؤية ضبابية إلى حدود الأشهر الأولى من الصيف، سجلت وكالات السفر، هذا العام، بحجز أكثر من 20 ألف مقعد على الخطوط غير المنتظمة من السوق الفرنسية وحدها، مؤكداً أن هذه المؤشرات تبشر بموسم مميز.

وتأمل وزارة السياحة إلى مواصلة مجهود المواسم الماضية من خلال الترويج وعقد الاتفاقات في استقطاب أعداد كبيرة من السياح الروس.
وبحسب الجمعية الروسية لمنظمي الرحلات السياحية، فقد زار تونس 623 ألف مواطن روسي، بنمو بلغت نسبته 137.2% عن العام 2014، لتستفيد البلاد من عزوف الروس عن الذهاب إلى مصر بعد حادث تحطم طائرة الركاب فوق شبه جزيرة سيناء شمال شرق مصر نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2015، وكذلك انحسار الأعداد إلى تركيا في ظل أشهر من التوتر السياسي بين أنقرة وموسكو قبل أن تعود العلاقات إلى طبيعتها نهاية 2016.

ورغم تحسن العلاقات بين تركيا وروسيا والتوقعات باستئناف بعض الرحلات إلى مصر، فإن الجمعية الروسية تتوقع أن تنافس تونس تركيا ومصر خلال 2017، فضلاً عن جذب الجزائريين الذين زادت أعداد وافديهم للمزارات التونسية العام الماضي.
ويقول منعم الغرايري، صاحب وكالة أسفار، إن السياح الروس والجزائريين لم يتوقفا كثيراً عند التحذيرات الخاصة بالسفر إلى تونس بسبب التهديدات الإرهابية، مشيراً إلى أنه كان للسياح من البلدين دور مهم جداً في إعادة الثقة لأسواق أخرى بدأت تستعيد رغبتها في العودة إلى تونس.

ويضيف الغرايري لـ"العربي الجديد" أن الحجوزات المبكرة كانت غائبة تماماً المواسم الماضية، لكن هذا العام تحصد تونس نتائج تحركات الدبلوماسية الاقتصادية من أجل رفع حظر السفر الذي فرضته العديد من الدول الأوروبية على البلاد منذ حادثي الهجوم على متحف باردو في العاصمة التونسية وفندق إمبريال في منطقة سوسة الساحلية في يناير/كانون الثاني ومارس/ آذار 2015.
وتضع الحكومة التونسية القطاع السياحي في مقدمة القطاعات الاقتصادية التي تعوّل عليها من أجل تحقيق نسب النمو المخطط لها في قانون المالية (الموازنة) والتي تتراوح بين 2.5% و3%، لا سيما أن نسبة النمو المحققة في 2016 لم تتجاوز 1%، وفق بيانات معهد الإحصاء (حكومي) الأسبوع المنقضي.


المساهمون