الحالة كما كانت

18 ابريل 2018
+ الخط -
ما بين الإعلان عن التفويض في مصر لمواجهة الإرهاب المحتمل وبدء الحملات العسكرية لمجابهة الإرهاب الفعلي في شمال سيناء، وصدور البيان التاسع عشر للمتحدث العسكري في إطار الحملة العسكرية الشاملة التي يشنها الجيش المصري في حرب غاشمة في سيناء، وخلال 65 يوما متواصلة، صادف ذلك الإعلان عن تمديد حالة الطوارئ الرابعة عشر على التوالي، في إطار إدارة الدولة المصرية للصراع في شمال سيناء، بين قوات الجيش والشرطة من ناحية ومسلحي ولاية سيناء (التابع لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي) من ناحية أخرى.
يعلن المتحدث العسكري عن عملية للدواعش على معسكر للجيش وسط سيناء (القسيمة)، أسفرت عن مقتل عشرين من أفراد الجيش والشرطة، بينهم خمسة ضباط ووقوع مصابين ومقتل المهاجمين!
ما الجديد والمختلف بين حملتي فريد حجازي وأسامة عسكر؟ وما الفرق بين القوة الغاشمة وغير الغاشمة؟ ماذا أضاف الحصار المطبق على سيناء ومنع حركة السيارات ومنع وصول البضائع وتقييد حركة الأفراد، حتى وصل الحال بأهل رفح أن يتعيّشوا على طبخ حشائش الأرض، وأن يصطف الناس طوابير لاستلام خمسة كيلو غرام من الخضار وبحالة رديئة في مدينة العريش، وأن يتم تعطيل الدراسة في المحافظة بالكامل؟ بل أستطيع أن أقول إن هناك توقف كامل للحياة وبشكل مميت، فهل أثر ذلك في سير العمليات العسكرية ونتائجها؟
كان الجميع في سيناء يتمنى ذلك، أن ينتهى هذا الكابوس بالإعلان عن رحيل الدواعش، وانتهاء خطرهم في سيناء. وليس هناك قيمة لأي إعلان ما لم يصاحب هذا الإعلان عودة الحياة إلى سيناء، وإلغاء حالة الطوارئ فيها، ورفع حظر التجول والإعلان عن خطة تنمية شاملة. وبما أن هذا لم يحدث، أستطيع القول إنّ الحالة في سيناء من حيث الحالة العملياتية بين الجيش وداعش كما كنت، أما حالة المواطن في مدينة سيناء، والحياة في سيناء عموما فهي "للخلف سر"، وبسرعة كبيرة.
الضرر من القوة الغاشمة أصاب المواطن المصري وحياته اليومية، أما مسلحو "داعش" فقد كان ردهم في موجعا ومضيعا لأمل البسطاء بعودة الحياة وانتهاء الإجراءات الغاشمة، ليكون الوصف الأمثل للحالة في سيناء "كما كانت".
F15576CA-C027-4153-9AED-97B150E3B3AA
F15576CA-C027-4153-9AED-97B150E3B3AA
يحيى عقيل (مصر)
يحيى عقيل (مصر)