وتأتي العملية بعد تصعيد واضح لمسلحي تنظيم "داعش"، حيث نفذ خلال الأسابيع الماضية سلسلة من الاعتداءات الإرهابية في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار، شمالي وغربي البلاد، راح ضحيتها عشرات الضحايا والمصابين من أفراد الأمن و"الحشد الشعبي"، والمدنيين.
ووفقاً للمتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، فإنه تم إطلاق عملية عسكرية بقيادة عمليات الأنبار تصل إلى منفذ الوليد الحدودي مع سورية وإلى مناطق أخرى، ضمن سلسلة العمليات الاستباقية التي تنفذها قيادة العمليات المشتركة، مؤكداً، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "عناصر داعش المختبئين في أماكن آمنة بالنسبة لهم، تطاردهم حالياً القوات الأمنية، وليس أمامهم إلا الاستسلام أو القتل".
وأضاف أن "المعلومات الاستخبارية الدقيقة التي حصلت عليها القوات الأمنية، وعلى رأسها جهاز المخابرات، والتي أسفرت عن القبض على قادة في داعش، لها أهمية كبيرة بتنفيذ العمليات العسكرية الحالية"، مشيراً الى أن "عملية أسود الجزيرة، التي تم تنفيذها ضمن محور محافظة صلاح الدين أمس، حققت أهدافها، وتم قتل عدد كبير من عناصر داعش وتدمير مضافات له".
من جهته، أكد ضابط في "قيادة عمليات الأنبار" أن "العملية تهدف إلى تطهير الصحراء الغربية للمحافظة مع المناطق القريبة منها، بعد ورود معلومات عن تحركات لعناصر داعش، التي ما زالت تحتفظ بجيوب فيها"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "العملية شملت جنوب بلدة الرطبة الحدودية مع الأردن ومنطقة قبضة الغزلان، بامتداد الصحراء شمالا إلى وادي الأبيض ووادي القذف.
وأكد أن "طيران الجيش يساند القوات العراقية التي بدأت عملية تمشيط لأهداف محددة في الصحراء، وفقا لمعلومات استخبارية دقيقة حددت أماكن تحركات التنظيم".
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، ووكالات أنباء عراقية محلية، أنباء عن سقوط مروحية عراقية خلال العملية العسكرية الجارية في جنوب الرطبة، لكن قيادة عمليات الأنبار سارعت إلى نفي الخبر، وقالت في بيان لها إن "العملية العسكرية متواصلة وإن صقور الجو مستمرون بدك أوكار داعش في الأنبار، وإن الحديث عن سقوط المروحية عار من الصحة".
Twitter Post
|
وأكدت الوكالة في ذات الوقت الاستيلاء على أسلحة ومتفجرات ومعدات لتلغيم السيارات وإعداد العبوات الناسفة داخل مخابئ بالصحراء، مرفقة ذلك بصور لجانب من تلك العمليات.
عضو لجنة الأمن في البرلمان السابق، حامد المطلك، أكد من جهته الحاجة لوضع خطط موحدة لبسط الأمن في المحافظات العراقية، والقضاء على بقايا "داعش"، مبيناً، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "هناك تأثيرات للملف السياسي على الملف الأمني، وأن الخلافات السياسية الأخيرة ألقت بظلالها على عدد من المحافظات التي نشطت فيها أخيراً خلايا داعش".
وأكد أن "الوضع الحالي يتطلب خططاً عاجلة لبسط الأمن في تلك المحافظات، وأن يتم التحرك السريع لضبط الحدود العراقية بشكل تام، وإغلاق الطريق أمام أي عمليات تسلل، وأن يكون ذلك بموازاة العمليات العسكرية الميدانية".