الجيش العراقي يفشل في اقتحام تكريت ويتراجع إلى سامراء

أعلن مصدر رفيع المستوى في وزارة الداخلية العراقية، اليوم الإثنين، أن ثلاثة ألوية قتالية تابعة للجيش تراجعت من محيط مدينة تكريت إلى سامراء، بعد معارك عنيفة خاضتها مع الفصائل المسلحة، لم تسفر عن أي تقّدم ملموس على الأرض، بسبب إحاطة تكريت بمئات الألغام وتواجد قناصة على المباني المرتفعة المحيطة بالمدينة.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجيش انسحب الى مواقعه القديمة قرب سامراء وسط خسائر كبيرة في الأرواح والمعدّات جراء تلك المعارك في صفوف الجيش"، مؤكّداً "سيطرة مقاتلي الفصائل على قاعدة سبايكر العسكرية التابعة للجيش الحكومي بعد معارك عنيفة تخلّلتها هجمات انتحارية استهدفت بوابة القاعدة 10 كيلومتر جنوب تكريت".

ويأتي انسحاب الجيش وسقوط قاعدة سبايكر بعد يوم واحد من بدء عملية "الصاعقة" التي أطلقها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، وقال إنها ستكون بداية تحرير العراق من الإرهاب واستعادة السيطرة على تكريت والموصل والفلوجة وباقي المدن.

وأوضح المصدر نفسه أنّ "العمليات توقفت اليوم بانتظار وصول دعم إضافي من بغداد، حيث يتوقع وصول مئات المتطوعين والآليات العسكرية"، واصفاً مدينة تكريت بأنّها "رهان الحكومة على استعادة زمام المبادرة والتحول من الوضع الدفاعي إلى الهجومي".

في هذه الأثناء، أكمل مسلحو الفصائل السيطرة على بلدات بروانة وآلوس والجزيرة والحقلانية غرب الأنبار، بالتزامن مع السيطرة على قرى الخناجر والبيض والزاب جنوب وجنوب غرب كركوك، وفقاً لسكان محليين من أهالي تلك المناطق.

إلى ذلك، كشف مصدر في وزارة الدفاع العراقية عن مقتل نحو 700 جندي وجرح أكثر من 1500 آخرين خلال الأسبوعين الماضيين في عموم مدن البلاد.

وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ويعمل في هيئة رئاسة أركان الجيش، أن "غالبية الجنود قتلوا في صلاح الدين ونينوى وحزام بغداد خلال اشتباكات ومعارك اندلعت مع الفصائل المسلّحة، فيما سجل اختفاء نحو 80 جندياً خلال الفترة نفسها"، مبيناً أن من بين الخسائر ضباطاً وذوي مراتب مختلفة.

وقال المصدر لـ"العربي الجديد" إن "الأعداد المعلنة هي ما ترفعه وحدات الجيش للوزارة، ولا نعلم بعدد الخسائر في صفوف الميليشيات المساندة للجيش"، مشيراً إلى وقوع "خسائر كبيرة في صفوف الجماعات المسلحة بواسطة القصف الجوي، لكن لا نملك إحصائية دقيقة لها".