الجيش العراقي يتراجع... ويسلّم قواعده الشمالية للبشمركة

11 يونيو 2014
النزوح يتجدّد من الشمال إلى كردستان (ايمراه يورلماز/الأناضول/Getty)
+ الخط -
تسارعت الأحداث في العراق، بعد سيطرة أطراف مسلّحة على مدينة الموصل، وفي وقت بات فيه مستقبل البلاد مفتوحاً على كل الاحتمالات،  حيث بدا لافتاً تسليم الجيش العراقي قواعد عسكرية له في الشمال، لقوات "البشمركة" الكردية، في ظلّ عدم قدرته على المواجهة الشاملة.

وبسطت "البشمركة" سيطرتها على أكبر قاعدة عسكرية، غربي مدينة الموصل، بمحافظة نينوى. وأشار مصدر في الفرقة الثالثة للجيش العراقي، رفض الكشف عن اسمه، لوكالة "الأناضول"، إلى أنّ "قوات البشمركة بسطت سيطرتها على قاعدة "الكسك" العسكرية (45 كلم غرب الموصل)، التي تعد أكبر قاعدة للجيش العراقي في تلك المنطقة".

وأضاف أنّ "القوات الكردية سيطرت أيضاً على مقر الفرقة الثالثة ضمن قاعدة "الكسك"، بالاتفاق مع الطرف العراقي، وإنّ المئات من القوات العراقية عادت للمقر في سبيل إعادة التنظيم".

وأفاد مصدر أمني في قضاء تلعفر (65 كلم غربي الموصل)،  لـ"الأناضول"، أنّ "القوات الأمنية تمكنت من تدمير ثلاث عجلات كان يستقلها مسلحون مع مقتل من فيها (لم يحدد عددهم)".

من جانبها أعلنت عشائر تركمانية في تلعفر، عن تشكيل لجان شعبية لمساندة القوات الأمنية، والحفاظ على أمن مناطقهم من هجمات المسلّحين. وكانت الحكومة التركية، دعت نظيرتها العراقية، إلى العمل على توفير الحماية للمكون التركماني في العراق. ويشكل التركمان حاليا نحو 8 إلى 9 في المئة من سكان محافظة ديالى، شمال شرقي العراق، كما يشغلون نحو 5 الى 6 في المئة من التركيبة السكانية للعراق البالغ حوالي 30 مليون نسمة، ويتوزعون في 4 محافظات هي كركوك والموصل وديالى وصلاح الدين ومحافظات إقليم شمال العراق.

وواصل المسلّحون هجومهم، مساء الثلاثاء، على ناحية سليمان بك، التابعة لقضاء طوزخورماتو، شمالي البلاد، حسب مصدر حكومي ومسؤول أمني. وأشار مدير الناحية، طالب محمد البياتي، إلى أنّ "العشرات من عناصر داعش هاجموا الناحية من جوانبها الخلفية، فيما انسحبت قوات الشرطة من مواقعها وسط الناحية".

وأضاف أنّ "قوات الشرطة اشتبكت مع مسلّحي داعش في بوابة الناحية، المطلة على طريق بغداد كركوك، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من عناصر الشرطة الاتحادية".

من جانبه أكد قائد مقام في شرطة طوزخورماتو، شلال عبدول، أنّ "قضاء طوزخورماتو استقبل لواءين من البشمركة، لتعزيز الأمن وسط القضاء، فيما تم إرسال فوجين آخرين إلى منطقة جلولاء".

ولفت إلى أنّه "من المؤمل تعزيز القضاء، اليوم الأربعاء، بفوجين آخرين لكنّنا الآن لدينا قرابة الخمسة آلاف مقاتل لحماية القضاء من خطر داعش، وهم منتشرون بالقضاء ومداخله وعلى الجبال المحيطة بجانبها الشرقي".

وعلى صعيد متصل أفاد مصدر أمني رفيع في شرطة كركوك أن مسلّحين مجهولي الهوية، سيطروا على الأبنية الحكومية والأمنية في ناحية الزاب غربي كركوك، وقضاء الحويجة ونواحي الرياض والعباسي والرشاد.

وأكد رئيس مجلس قضاء الحويجة (أكبر أقضية كركوك)، حسين علي صالح الجبوري، أنّ "القضاء أصبح بيد داعش". وقال "غادرنا الحويجة، وكان الجيش والشرطة متواجدين بأبنيتها الحكومية، لكن صدرت أوامر عسكرية بسحب قطعات الجيش، الأمر الذي تسبب بانهيار معنوي وإعطاء مجال لعناصر داعش، حيث دخلت وقامت باستعراض ووضعت أعلامها فوق مركز شرطة الحويجة وأبنية الإدارة والمجلس وهم بالعشرات".

المساهمون