أكد المستشار القانوني للجيش السوري الحر، أسامة أبو زيد، أن "أي طلقة من قوات النظام والمليشيات الطائفية اتجاه مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية، بعد بدء سريان اتفاق الهدنة منتصف ليل الجمعة "يعني أن الهدنة باتت بحكم الملغية".
وأضاف في حديث مع "العربي الجديد" أن "لا وجود لجبهة النصرة في مدينة داريا، كما يدعي النظام، ومن ثم هي مشمولة في اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الروس والأميركون".
وأشار أبو زيد إلى أن "المدافعين عن المدينة هم من أبنائها، ومن أبناء مناطق مجاورة لها، وأن النظام يدعي وجود جبهة النصرة فيها كي يحاول اقتحام المدينة التي استعصت عليه طيلة سنوات".
وكانت وسائل إعلام عربية وعالمية، قد نقلت عن مصادر عسكرية تابعة للنظام، أن داريا لن تشملها الهدنة، التي من المزمع أن يشرع في تطبيقها، السبت المقبل، بحسب الاتفاق الروسي -الأميركي.
وقال مصدر عسكري سوري برتبة عقيد، أمس الأربعاء، لوكالة "فرانس برس"، إن مدينة داريا، معقل الفصائل المقاتلة في الغوطة الغربية لدمشق، غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، الذي يدخل حيز التنفيذ ليل الجمعة - السبت، لوجود "جبهة النصرة" فيها.
في المقابل، قال رئيس مكتب العلاقات العامة في مجلس المحلي لمدينة داريا، حسام عياش، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الفصائل الموجودة في مدينة داريا هي (لواء شهداء الإسلام)، التابع للجبهة الجنوبية - الجيش الحر، و(الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام) فقط لا غير"، لافتاً إلى أن "جميع المقاتلين في مدينة داريا هم من أبناء المدينة".
من جهتهم، قال ناشطون معارضون إن "داريا خالية من تنظيم النصرة بشكل كامل"، موضحين أن "الجبهة لا تخفي أماكن انتشارها نهائياً، وحتى اللحظة منذ بداية الحملة على داريا لم تصدر أي مادة أو بيان من جبهة النصرة بخصوصها"، معربين عن اعتقادهم أن "وجود فعالية الحراك المدني ومؤسسات العمل المدني في داريا، يتنافى مع وجود فصيل كالنصرة أو غيره".
اقرأ أيضاً سورية: عشرات القتلى والجرحى لقوات النظام في إدلب وحمص
من جهته، قال عضو المكتب الإعلامي في مدينة داريا، عبدالحميد الديراني، في تصريح خاص "من يقاتل بداريا هم أبناؤها، ويوجد فصيلان فقط في المدينة؛ لواء "شهداء الإسلام" و"أجناد الشام"، ولا ثالث لهما"، معتبراً أن "النظام والإيرانيين يسعون إلى إفراغ داريا من أهلها، بحجة وجود مقام السيدة سكينة الذي تم تشييده في تسعينيات القرن الماضي، ما دفع الايرانيين إلى العمل على شراء الأراضي بشكل ملحوظ، بمساعدة مسؤولين إداريين وأمنيين من النظام، عبر الترغيب والترهيب".
بدوره، صرح الناطق باسم "لواء شهداء الإسلام" في داريا، سارية أبو عبيدة، لـ"العربي الجديد" "نحن نرى أن للهدنة المطروحة أهمية خاصة على المستوى الإنساني، وخصوصاً بعد التصعيد الروسي الأخير، الذي تسبب في تهجير أعداد كبيرة من المدنيين، إضافة إلى الدمار الكبير في البنى التحتية والمستشفيات، حيث قد تسمح، في حال الالتزام بتطبيقها، بإدخال المساعدات الإنسانية عبر ممرات آمنة".
وأضاف "وعلى صعيد آخر، ربما تتيح الهدنة الفرصة لوقف الحرب والانتقال للمفاوضات السياسية، وصولاً إلى هيئة حكم انتقالية وتطبيق بيان جنيف1، وقرارات مجلس الأمن الخاصة بسورية".
اقرأ أيضاً: روسيا تتهم مسؤولين أميركيين بمحاولة إفساد وقف النار بسورية
وحول تصريحات النظام عن وجود النصرة في داريا، قال أبو عبيدة "يتوجب على الدول الراعية لوقف إطلاق النار، المزمع في الأيام المقبلة، أن تضبط هذه التصريحات غير المسؤولة من النظام، لأنها تؤثر على عملية وقف إطلاق النار والحل السياسي بشكل كامل، وخصوصاً أن هناك تخوفات كبيرة أصبحت لدى الفصائل بعد هذه التصريحات، إذ إنه لا وجود للنصرة في داريا، منذ بداية، المعركة المستمرة، منذ أربعة أعوام، وكل الجهات الدولية والمحلية تعلم علم اليقين ذلك".
يشار إلى أن داريا تعاني من حصار مطبق، منذ نهاية عام 2012، حيث يمنع دخول المواد الغذائية والطبية إليها بشكل كامل، إضافة إلى قطع كامل الخدمات الأساسية، من ماء وكهرباء واتصالات، ما يهدد حياة آلاف المدنيين الذين مازالوا متمسكين بمنازلهم.
وعلى الرغم من العديد من المناشدات المطالبة بتحييد المدنيين عن العمليات العسكرية والقصف العشوائي، وإدخال المساعدات الإنسانية، مازال الحصار مستمراً في ضرب كامل القرارات والاتفاقات الدولية بعرض الحائط.
اقرأ أيضاً: الحل السوري المؤجَّل...موسكو وواشنطن تضغطان على الأسد والمعارضة