الجيش التركي يقصف مواقع لـ"قسد".. وهجوم على دورية أميركية

07 ابريل 2020
اشتباك عقب اعتداء "قسد" على مواطنين (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
قصف الجيش التركي بالمدفعية والصواريخ، صباح اليوم، مواقع في مناطق تخضع لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وقوات النظام السوري في ريف الحسكة شمال شرقي سورية، في حين تحدثت مصادر عن تعرض دورية أميركية لهجوم من مجهولين.

وذكرت مصادر من "الجيش الوطني السوري"، لـ"العربي الجديد"، أن مدفعية الجيش التركي قصفت مواقع لمليشيا "قوات سورية الديمقراطية" في قرية مناخ بناحية تل تمر في ريف الحسكة الشمالي.

وأضافت المصادر أنه تم تحقيق إصابات مباشرة في صفوف "قسد"، مشيرة إلى أن المواقع المستهدفة تتمركز فيها أيضاً قوات للنظام السوري إلى جانب "قسد"، وتم قصفها بعد رصد تحركات ومحاولة رفع سواتر وبناء تحصينات في ذلك المحور.

وذكرت المصادر أن تلك القرية ومعظم القرى على خطوط المواجهة بين الطرفين في الحسكة خالية من السكان ولا وجود لمدنيين فيها، مشيرة إلى أن الأخبار التي تقول بأن الجيشين التركي والوطني يستهدفان المدنيين هناك عارية عن الصحة.

وفي حين أكدت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد" وقوع قصف من الجيش التركي على مواقع المليشيا، إلا أنها لم تؤكد وقوع جرحى أو قتلى، مشيرة إلى أن الأضرار اقتصرت على المادية.

وقالت المصادر إن القصف التركي وقع على القرية عقب مرور قوات أميركية في بلدة تل تمر، ومرور دورية روسية على الطريق الدولي "m4" القريب منها.

بدورها، ذكرت وزارة الدفاع التركية، في بيان لها، أن قوات الكوماندوز التركية حيدت عنصرا من عناصر "وحدات حماية الشعب" الكردية" التي تقود "قسد" في منطقة عمليات "درع الفرات"، كما حيدت ثمانية عناصر في منطقة العمليات بريف الحسكة.

وأضافت الوزارة أن العناصر الثمانية حاولوا التسلل إلى منطقة العمليات في ريف الحسكة، بينما العنصر الآخر قام بإطلاق الرصاص على القوات التركية في منطقة عمليات "درع الفرات" بريف حلب.

وتتلقى مواقع "قسد" قرب خطوط التماس مع الجيش التركي و"الجيش الوطني السوري" في شمال البلاد قصفا متكررا بالمدفعية والصواريخ أدى إلى خسائر بشرية في صفوف المليشيا.

هجوم على دورية أميركية

إلى ذلك، تحدثت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، عن تعرض دورية أميركية لهجوم من قبل مجهولين على طريق مركدة جنوبي محافظة الحسكة أثناء توجه الدورية إلى ريف دير الزور.

وذكرت المصادر أن مجهولين هاجموا بالقذائف دورية للتحالف الدولي عند وصولها مساء أمس إلى قرية الوسيعة التابعة لناحية مركدة جنوب الحسكة، وذلك بعد تفجير عبوة ناسفة بإحدى عربات الدورية.

وأشارت المصادر إلى أن الهجوم انتهى بفرار المهاجمين بعد تدخل مروحيتين للقوات الأميركية والقيام بإجلاء الجنود، في حين لم يتبين وقوع خسائر بشرية، واقتصرت الأضرار على المادية في عربات الجنود فقط. 

بدورها، زعمت وكالة أنباء النظام السوري "سانا" مقتل ضابط من القوات الأميركية واثنين من عناصر "قسد" في هجوم من مجهولين بناحية الصور في ريف دير الزور.

وذكرت الوكالة نقلاً عن مراسلها أن "دورية مشتركة لقوات الاحتلال الأميركي ومجموعات قسد المدعومة من الاحتلال الأميركي تعرضت لكمين نفذه مجهولون قرب قرية الوسيعة التابعة لناحية الصور المتاخمة للحدود الإدارية لمحافظة الحسكة، ما أدى إلى مقتل ضابط أميركي واثنين من عناصر قسد".

ويشار إلى أن القوات الأميركية تحتفظ بقواعد لها في دير الزور، بحجة حماية حقول النفط ومحاربة خلايا تنظيم "داعش"، كما تحتفظ بقواعد لها في محافظة الحسكة وتقوم بتعزيزها بشكل دوري.

توتر في دير الزور
شهدت العديد من مناطق ريف دير الزور الخاضعة لسيطرة مليشيات
 (قسد) توتراً وعراكاً بين المدنيين وعناصر الأمن التابعين للمليشيا، تطور في إحداها إلى اشتباك مسلح على خلفية اعتداء عناصر الأمن على أصحاب متاجر وفرض غرامات مالية على المخالفين لقرار حظر التجول المتعلق بفيروس كورونا.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد إن عراكاً في قرية الحصان بريف دير الزور الغربي بين مجموعة من المدنيين وعناصر الأمن والشرطة التابعين لـ"قسد" تطور إلى اشتباك بالأسلحة وإطلاق نار، مؤكدة عدم وقوع إصابات أو قتلى بين الطرفين.

وبحسب المصادر، فقد وقع العراك على إثر قيام عناصر الأمن التابعين لـ"قسد" بإغلاق بعض المتاجر في القرية عنوة، ما أثار غضب بعض التجار، حيث وقع عراك تطور إلى اشتباك تم احتواؤه أيضاً عن طريق وجهاء محليين.

وأشارت المصادر إلى أن عملية الإغلاق تأتي ضمن فرض حظر التجول في مناطق سيطرة "قسد" كإجراء وقائي ضد تفشي فيروس كورونا.

وذكرت المصادر أن العديد من المناطق في ريفي دير الزور الغربي والشرقي شهدت عراكاً بين المدنيين والأمن التابع لـ"قسد" بسبب قيام عناصر "قسد" بالاعتداء على المواطنين والتجار المخالفين لحظر التجول.

وقالت المصادر إن سيارة إسعاف لـ"قسد" تعرضت لإطلاق نار من قبل مجهولين، ولم تستبعد أن تكون تلك العملية ردة فعل من قبل غاضبين، في حين لم تستبعد أيضا وقوف خلايا نائمة من "داعش" وراء العملية، مشيرة إلى احتمال قيام التنظيم بعمليات مستغلا حالة التوتر.

وقال الناشط أبو محمد الجزراوي، لـ"العربي الجديد"، إن الفقر في المنطقة التي عانت لسنوات من الحرب وسيطرة "داعش" يزيد من معاناة المدنيين مع حظر التجول الذي يمنعهم من العمل في متاجرهم وأراضيهم.

وأضاف أن معظم سكان هذه المناطق في ريف دير الزور يعتمدون بالدرجة الأولى على التجارة والزراعة، وأن أي حظر للتجول سوف يضيق على عيشهم، وعلى "قسد" أن تجد حلا قبل عملية فرض حظر التجول.

وأضاف الناشط أنه في الوقت الحالي يبدأ مختلف المزارعين في المنطقة بزراعة بذور المحاصيل الصيفية والتأخر لشهر كامل عن زراعتها قد يضر بالمحصول، وبالتالي الخسارة الاقتصادية الكبيرة للمزارعين، فضلا عن عدم قدرتهم على العناية بالمحاصيل الحالية. 

وفي الشأن ذاته، قالت مصادر من "قسد" لـ"العربي الجديد إن ما وقع في دير الزور يأتي نتيجة قلة الخبرة لدى عناصر الأمن والشرطة في التعامل مع المدنيين، كما أن الحظر جاء بشكل مفاجئ، وجاء حظرا كليا، ولم يطبق بشكل جزئي وتدريجي، كما لم يكن هناك نص واضح في كيفية التعامل مع المخالفين.

وذكرت المصادر أنه على خلفية تلك الحوادث، أصدرت إدارة "قسد" تعميماً وقراراً بالعقوبات التي تفرض على المخالفين لحظر التجول في المنطقة، واقتصرت العقوبات على الغرامات المالية فقط.

ووفقا للمصادر، جاء القرار تحت رقم "35" بتوقيع "الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية"، وينص على فرض غرامات مالية على الشكل التالي: "المخالفة للمرة الأولى ـ الغرامة /5000/ ل. س. والمخالفة للمرة الثانية /10000/ ل. س. والمخالفة للمرة الثالثة /15000/ ل.س. وفي حال التكرار أكثر من ذلك يتم تغريم المخالف بثلاثة أمثال الغرامة الأخيرة".

ونص القرار أيضاً على أن السيارات والآليات المخالفة للحظر تحجز لمدة يوم واحد للمرة الأولى، ولمدة ثلاثة أيام للمرة الثانية، ولمدة أسبوع ودفع غرامة مالية قدرها 25000 ل. س. للمرة الثالثة، وفي حال التكرار أكثر من ذلك يعاقب المخالف بثلاثة أمثال العقوبة الأخيرة.

وكانت "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية" التابعة لـ"قسد" قد أعلنت، أمس، مجموعة من القرارات المتعلقة بحظر التجول والإجراءات الوقائية من تفشي فيروس كورونا، حيث مددت فترة حظر التجول في مناطق شمال وشرق سورية لمدة 15 يوماً أخرى.

وحتى مساء يوم أمس، لم تسجل أي إصابة بالفيروس في مناطق سيطرة "قسد"، في حين قامت الأخيرة بالحجر الصحي على ركاب طائرتين قادمتين من مناطق سيطرة النظام في دمشق، وذلك تخوفا من وجود مصابين بالفيروس بينهم، حيث أكد النظام وجود حالات إصابة ووفاة في مناطق سيطرته.