تمكّنت 500 عائلة فرّت من مناطق شرق الموصل من الهروب من تنظيم "داعش" وسط احتدام القتال وحرب الشوارع. ووصلت هذه العوائل إلى مخيم الخازر قرب أربيل لتجد المخيم خالياً من الماء والغذاء والدواء، ما جعل النازحين يتضورون جوعاً، ويواجهون الموت البطيء.
وذكرت عضوة تحالف القوى عن محافظة نينوى، وصال سليم من داخل المخيم، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد "إن 500 عائلة وصلت أمس إلى مخيّم الخازر بعد فرارها من مناطق شرق الموصل، التي احتدمت المعارك فيها"، مبينة أنّها "جاءت إلى المخيم للوقوف على معاناة النازحين".
وأضافت أنّ "المعاناة لا يمكن وصفها، فالجوع والعطش والأمراض تفتك بهم، وإدارة محافظة نينوى ودائرة الصحة فيها، والحكومة المركزية لم تتحمل جميعها مسؤولياتها إزاء النازحين"، مؤكدة أنّ "تلك الدوائر لم تأت إلى المخيم، ولم تتابع النازحين، ولم تقدم أي شيء لهم، باستثناء مؤسسة البارزاني التي لا تكفي تقديماتها لكل أعداد النازحين".
وأشارت إلى أنّ "العوائل تفترش الأرض، كما أن صرخات الأطفال تدمي القلوب"، مؤكدة "لا وجود للمنظمات الدولية، ولا أية جهة تتحمل مسؤوليتها إزاء هذه الأزمة التي تتفاقم يومياً".
ودعت الضمير الإنساني إلى "مد يد العون وتقديم الدعم لهذه العوائل التي تعاني الموت البطيء".
من جهته، قال النازح أبو عبد الله، لـ"العربي الجديد": "تمكنت أنا وعائلتي المكونة من 11 شخصاً الفرار من حي عدن شرق الموصل بعد أن احتدم القتال فيها"، متابعاً "هربنا فجراً وتركنا منزلنا بما فيه، واستنجدنا بالقطعات العراقية التي أخرجتنا من المنطقة، واستطعنا الوصول إلى مخيم الخازر".
وأشار إلى أنّه "وأطفاله ووالديه لم يذوقوا الطعام منذ يومين، إذ أنّ المخيم خالٍ من مقومات الحياة". وأكد أنّ "أولاده يتضورون جوعاً داخل المخيم، وهو لا يستطيع أن يدخل ويراهم، ولا يستطيع أن يقدم لهم شيئاً".
ولفت إلى أن "أي مسؤول حكومي لم يصل إلى المخيم، وأنّ أوضاع النازحين مأساوية"، مطالباً الجهات الحكومية بـ"توفير الغذاء والماء للنازحين والقيام بواجبهم".
وناشد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بتقديم المساعدة، وتوفير غذاء وماء لآلاف العوائل المشردة من الموصل، وعدم تركهم يواجهون مصيرهم المأساوي.
يشار إلى أنّ وزارة الهجرة أعلنت أمس السبت، عن نزوح أكثر من 47 ألف عائلة من الموصل، منذ انطلاق عمليات معركة التحرير في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مؤكدة توزيع تلك العوائل على مخيمات ديبكة وحسن شام والجدعة والخازر، وأنّها (الوزارة) تعمل على توفير المستلزمات الأساسية لها.