وأعلنت قيادات عسكرية ومدنية في مدينة عدن، أمس الثلاثاء، إشهار مجلس عسكري أُطلق عليه "المجلس العسكري الجنوبي"، هدفه البدء في إسقاط المدن الجنوبية عسكرياً، وفصلها عن صنعاء، التي سقطت في أيدي الحوثي.
وحول هذه المسألة، يقول القيادي المؤسس في المجلس، محمد صالح طماح، في مؤتمر صحافي في عدن، إن "الهدف من تشكيل هذا المجلس هو البدء في تنفيذ خطوات فعلية للسيطرة على مدن الجنوب، تمهيداً لإعلان استقلاله عن الشمال". كما يشير طماح إلى أن هناك تنسيقاً بين القيادات السياسية والعسكرية لإعلان "مجلس إنقاذ" سيشهر خلال الفترة المقبلة.
بدوره، دعا اللواء نجيب مكاوي الضباط والجنود المتقاعدين إلى القيام بالدور الأبرز في استعادة الدولة الجنوبية، مشيراً إلى أن المجلس سيختار قياداته على مستوى المحافظات والمديريات والمراكز بحسب الخبرات.
ويعتبر المتحدثون في المؤتمر الصحافي أن أحداث صنعاء أسقطت قوى "الاحتلال" للجنوب، وأنه آن الأوان لإسقاط المناطق عسكرياً وتحويل مطالب "الاستقلال إلى واقع".
وتأتي هذه الخطوة بعد يوم واحد من إعلان قيادات "الحراك"، في منطقة يافع، نيتها في إسقاط مديريات المنطقة، وإعلانها مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة اليمنية، وذلك من خلال تشكيل مجلس عسكري يتولى الحفاظ على المؤسسات الأمنية والخدمية.
وكانت الدعوة إلى هذه الخطوة قد صدرت من العديد من القيادات والشخصيات الجنوبية في مناطق عدة، ومنها محافظة حضرموت، أكبر محافظات اليمن، حيث دعا القيادي الحراكي البارز، حسن باعوم، إلى ضرورة تشكيل لجان أمنية تقوم مقام الدولة.
ويقود القيادي في "الحراك الجنوبي"، محمد علي أحمد، الذي شارك في مؤتمر الحوار الوطني وانسحب قبل اختتامه، جهود توحيد القوى الجنوبية تمهيداً للإعلان عن تشكيل "مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي"، والذي أكد أحمد في تصريح، أمس الثلاثاء، أن تأسيسه أصبح في الخطوات الأخيرة.
وكان محمد علي أحمد قد عاد إلى ترؤس الجناح المقرب من الرئيس، عبد ربه منصور هادي، في الحراك، وشارك في مؤتمر الحوار في صنعاء، لكنه انسحب قبل اختتامه في يناير/كانون الثاني الماضي، بسبب إصراره على مبدأ "تقرير مصير الجنوب" ورفض تقسيم الجنوب إلى إقليمين.
وفي تطور لافت، دعا القيادي في حزب "المؤتمر"، محافظ أبين الأسبق، أحمد الميسري، جميع الجنوبيين في صنعاء وعلى رأسهم الرئيس هادي، إلى العودة إلى الجنوب وإعلان الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن. واعتبر أن دولة الوحدة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني سقطت باستيلاء الحوثيين على عاصمة اليمن الموحد. وكان الميسري إلى وقت قريب من القيادات المؤتمرية، التي ترفض دعوات الانفصال، وهو من الفصيل المؤتمري الجنوبي، الذي يوالي الرئيس السابق، علي عبد الله صالح.
وكان خطباء الحراك قد دعوا خلال فعاليات يوم الجمعة الماضي، "شعب الجنوب"، إلى الاستمرار في التصعيد الثوري السلمي حتى التحرير والاستقلال. وركّز الخطيب، محمد اللحجي، خلال خطبة صلاة الجمعة، التي أُقيمت في الشارع الرئيسي في مدينة المعلا في محافظة عدن، على الأحداث الجارية في صنعاء، داعياً القيادات الجنوبية إلى "التوحد ورص الصفوف حتى يأتي النصر الذي يتمنونه".
الجدير بالذكر أن "الحراك الجنوبي" هو تسمية جامعة لفعاليات انطلقت في عام 2007، رافعة مطالب حقوقية للمتقاعدين العسكريين من أبناء المحافظات الجنوبية، ثم تطورت الاحتجاجات إلى شعارات مطالبة بالانفصال عن الشمال، وإعادة وضع ما قبل توحيد اليمن في عام 1990.
وأقر مؤتمر الحوار الوطني، الذي انعقد في صنعاء على مدى عشرة أشهر، تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم، إقليمين في الجنوب وأربعة في الشمال، وذلك ضمن وثيقة حلول ما عُرف بـ"القضية الجنوبية"، التي أقرت تحويل اليمن من دولة موحدة إلى اتحادية.
وينتمي الرئيس الحالي، عبد ربه منصور هادي، وعدد كبير من قيادات الدولة، إلى محافظة أبين الجنوبية، ومن بينهم وزير الدفاع، محمد ناصر أحمد.