الجمعية القطرية للسكري... 23 عاماً من التوعية

01 أكتوبر 2018
من نشاطات الجمعية (العربي الجديد)
+ الخط -
نسبة الإصابة بأمراض السكري لدى البالغين والأطفال في قطر ليست ضئيلة. والأرقام شكّلت دافعاً لدى الجمعية القطرية للسكري للعمل في مجالات عدة، خصوصاً التوعية للوقاية منها

تبلغ نسبة الإصابة بمرض السكري بين القطريين البالغين 16.7 في المائة، معظمها من النوع الثاني، في وقت تصل نسبة الأطفال المصابين بالنوع الأول من السكري إلى 23 في المائة (1300 طفل)، بحسب المدير التنفيذي للجمعية القطرية للسكري عبد الله الحمق. ويؤكد لـ "العربي الجديد" أن الجمعية تسعى إلى تقديم كل جديد ومفيد بكل ما يتعلق بالسكري، من معلومات وتوعية صحية وغذائية، وبرامج متنوعة على مدار العام لمختلف شرائح المجتمع، من شأنها أن تساعد المرضى على فهم واقع المرض، وتعلّم سبل العيش معه، والالتزام بتقديم سبل الرعاية السليمة. ويلفت إلى أن الحكومة ممثلة بوزارة الصحة ومؤسسة حمد الطبية والمؤسسات الأكاديمية والجمعية القطرية للسكري، تقوم بخطوات جادة لتقليل نسب الإصابة.

يتابع الحمق أن وزارة الصحة العامة أطلقت الاستراتيجية الوطنية للسكري لإجراء مسح شامل للمواطنين القطريين والمقيمين الذين مضى على إقامتهم عدد من السنوات (لم تحدد بعد)، في عام 2019.




وأطلقت استراتيجيّة مكافحة السكري (2016 ــ 2022) تحت عنوان "معاً للوقاية من مرض السكري"، بما يتماشى مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للصحة ورؤية قطر الوطنية 2030. وتهدف الركيزة الخامسة للاستراتيجية إلى بناء القدرات في مجال إدارة معلومات مرض السكري، وتوفير الوصول الميسّر إليها من قبل المرضى والمتخصصين في الرعاية الصحية والباحثين.

نشاط توعوي للأطفال (العربي الجديد) 


تأسّست الجمعية القطرية للسكري عام 1995، وانضمت إلى مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع عام 1999، وانضمت إلى الاتحاد الدولي عام 1997، وفيها 7 آلاف منتسب من المرضى والمعرضين للإصابة يستفيدون من خدماتها. ويوضح أن الجمعية تعمل يداً بيد مع العاملين في مجال تقديم الرعاية الصحية في قطر لمكافحة المرض، من خلال سبل مبتكرة لرعاية المرضى، ووضع خطة مخصصة لوقاية المجتمع من الإصابة بمرض السكري، وتقديم مطبوعات طبية متخصصة بمرض السكري وسبل التعامل معه والتحكم به والوقاية منه. وخصصت الجمعية أقساماً لتحقيق تلك الأهداف، وهي قسم دعم وتثقيف مريض السكري، وقسم خاص بالتغذية، وتوفير صالة رياضية للرجال وأخرى للنساء، وقسم برامج الرعاية.

وتوفّرالجمعية الأجهزة الطبية مجاناً للفقراء من جرّاء دعم فاعلي الخير، والشراكة مع صندوق الزكاة لتأمين مضخات الأنسولين للأطفال المرضى، نظراً لارتفاع أسعارها. وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، افتتحت في مقر الجمعية في الدوحة بالتعاون مع "ساسول" (الشركة الدولية المتكاملة التي تعمل في مجال الطاقة والكيميائيات)، غرفة تثقيف عن السكري للتوعية حول سبل الوقاية من المرض وتحسين النتائج المتعلقة بعلاج السكري في مرحلة الطفولة. وتتكون الغرفة من قسمين: الأول يوفر مساحة آمنة للأطفال تمكّنهم من اللعب فيها، إضافة إلى ثلاث ألعاب تعليمية عن السكري وكيفية علاجه صممتها "ساسول" والجمعية عام 2016. وفي القسم الثاني، توعية الآباء والأمهات من قبل متخصّصين تتعلق بالتغيرات التي تطرأ على أسلوب حياة أطفالهم، والنظام الغذائي الأمثل، وغيرها من المعلومات المهمة التي تعزز مهاراتهم في العناية بأطفالهم.

تعد الجمعية أنشطة توعوية وتثقيفية موسمية (العربي الجديد) 


وعن أهداف الجمعية وأبرز أنشطتها، يؤكد الحمق أن الهدف الأوّل هو التوعية بمرض السكري، وتثقيف المواطنين والمقيمين. وتتركز جهود التوعية في الأماكن التي يقصدها الناس كالمراكز والمجمعات التجارية وثمة برنامج للسكري في أماكن العمل (الوزارات والمصانع والشركات). ويجري المتخصصون فحوصات مجانية لمن يرغب في كل تلك الأماكن، كما تستهدف هذه الجلسات تلاميذ المدارس.

يتابع أن الجمعية تنظم مخيّمات للأطفال، معلناً أنها تستعد لإقامة "مخيم البواسل الدولي" في نسخته الـ 19 خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل في المدينة التعليمية، بمشاركة وفود من الدول العربية. ويعد مخيم البواسل فرصة يلتقي فيها الأطفال المصابون بالسكري من مختلف الدول، إذ يتبادلون الخبرات ويتعلمون مهارات العناية الذاتية (التدرب على فحص السكري بأنفسهم، وحقن الأنسولين، واختيار الغذاء المناسب).

وتعد الجمعية أنشطة توعوية وتثقيفية موسمية، كـ "الصيام والسكري" مع حلول رمضان، أو الحج ومريض السكري.

وتتولى العيادة المتنقلة توعية المواطنين والمقيمين بسبل الوقاية من الأمراض، وفحص شبكية العين للتأكد من عدم الإصابة بالسكري. وفي حال الاشتباه بالإصابة، يجري تحويل المريض إلى مستشفى حمد.

وتنظم الجمعية القطرية سنوياً، في اليوم العالمي للسكري (14 نوفمبر/ تشرين الثاني) مسيرة "كافح السكري" بهدف نشر الوعي حول مرض السكري، وتحظى بمشاركة رسمية وشعبية واسعة، وشارك أكثر من 9 آلاف شخص في مسيرة العام الماضي. ويؤكد الحمق أن تغيير نمط الحياة هو العامل الأساسي في الإصابة بالمرض، الذي يتمثل في السمنة وزيادة الوزن أو عدم ممارسة الرياضة، أو نتيجة عوامل وراثية تؤدي إلى تدمير الخلايا المسؤولة عن إفراز الإنسولين. وأثبتت الدراسات أن الإصابة بالسكري ناتجة عن عاملين أحدهما وراثي والآخر بيئي.

 الهدف الأوّل هو التوعية بمرض السكري (العربي الجديد) 


إلى ذلك، ساهم المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض منذ تأسيسه في مايو/ أيار عام 2016، في إعداد خطط متطورة وتحسين مجال الرعاية بمرضى السكري.

ويسعى المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض من خلال الجهود والمبادرات التعاونية التي تجمع بين الأبحاث والتعليم والرعاية العالية الجودة إلى توفير أفضل النتائج العلاجية لمرضى السكري ومكافحة الإصابة بهذا المرض بصورة استباقية.




وأُنشئ المعهد بالتعاون مع شركاء النظام الصحي الأكاديمي في قطر، بهدف التركيز بشكل رئيسي على الأمراض ذات الصلة بالتمثيل الغذائي في البلاد. وتضم هذه الشراكة كلاً من مؤسسة حمد الطبية، كلية طب وايل كورنيل في قطر، وجامعة قطر، وكلية الشمال الأطلنطي في قطر، وجامعة كالجاري في قطر، ومركز سدرة للطب والبحوث، ومعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية.
المساهمون