وقال علي غزال، رئيس منظمة الخير الإنسانية إن "الظروف المعيشية التي يمر بها النازحون والمحاصرون في مدينة الفلوجة قاسية للغاية وتتلخص في انعدام حليب الأطفال والغذاء بشكل عام في المدينة ما أسفر عن وفاة عدد من الأطفال الرضع".
وأوضح غزال لـ"العربي الجديد" أن مخيمات النازحين في عامرية الفلوجة تعاني نقصاً حاداً في الأغذية والأدوية، ما يجعل الأطفال النازحين عرضة لسوء التغذية والجفاف والإصابة بمختلف الأمراض".
وتابع "نحن كمنظمات إنسانية وناشطين ليس بمقدورنا تقديم ما يكفي للنازحين سوى بعض المساعدات البسيطة لقلة إمكانياتنا وقدراتنا".
من جهته، قال الناشط عمر الدليمي إن "المخيمات في حالة يرثى لها، والحكومة لا تقدم المساعدات اللازمة للنازحين، وخاصةً الأغذية والأدوية اللازمة، وعليه أصيب عشرات الأطفال بالجفاف، توفي 3 منهم، حتى الآن، بينهم رضيعان لشح حليب الأطفال داخل تلك المخيمات".
ولفت الدليمي إلى الحصار الحكومي الخانق على الفلوجة الذي سبب نفاد كل مخزون الأهالي من الغذاء، حيث يوجد أكثر من 100 ألف نسمة بينهم 7000 آلاف رضيع بحاجة ماسة لحليب الأطفال وهم مهددون بالموت جفافاً".
اقرأ أيضاً: المجاعة تهدد أهالي الفلوجة
وبدأ الموت بسبب الأمراض المزمنة والجفاف يقتل أهالي الفلوجة ببطء، فيما يكافح الأهالي للبقاء على قيد الحياة، بتناول ما بقي لديهم من النباتات البسيطة، بسبب منع الحكومة العراقية إدخال أي أغذية أو أدوية إلى المدينة.
وقال الشيخ محمد الهاشمي، أحد شيوخ ووجهاء الفلوجة لـ"العربي الجديد" إن "الوضع المعيشي في الفلوجة صار خطيراً، وبدأ الناس يموتون وخاصة كبار السن والمرضى والأطفال لعدم توفر الحليب والأدوية اللازمة للمصابين بالأمراض المزمنة".
وكشف الهاشمي أن "بعض الأهالي يلجأون لاصطياد الطيور لإطعام أطفالهم، ولكن المشكلة الخطيرة تكمن في تغذية الأطفال الرضع، حيث توفي منهم أكثر من ثلاثة أطفال، حتى الآن، وأصيب عشرات آخرون بجفاف شديد". ودعا " الأمم المتحدة والجامعة العربية للتدخل لفك الحصار عن مدينة الفلوجة وإدخال الغذاء والدواء على غرار بلدة مضايا السورية".
ويعمد الأهالي المحاصرون إلى تناول بعض الأعشاب والنباتات البسيطة بسبب الجوع ونقص الغذاء منها نباتات "الخباز" و"السلق" و"الجنيبرة" وغيرها.
ويخرج ماضي حسن (39 عاماً)، كل يوم، ليجمع ما تيسر من النباتات الصحراوية التي تنبت قرب مخيم عامرية الفلوجة لطبخها وإطعام أسرته. ويقول حسن"نعيش ظروفاً قاسية والحكومة تناستنا تماماً والمنظمات الإنسانية لا تستطيع تقديم شيء لضعف الإمكانيات، فلجأنا إلى تناول بعض الحشائش والأعشاب الصحراوية".
ويقول ياسين الفلوجة (47 عاماً) "توفي عدد من كبار السن من المصابين بالأمراض المزمنة لشح الدواء وعدد من الأطفال الرضع لشح الحليب".
وذكرت مصادر طبية من مستشفى الفلوجة أن ثلاثة مصابين بمرض السكر توفوا في المدينة لعدم توفر الأنسولين، فيما توفي ثلاثة أطفال رضع بسبب شح الحليب.
اقرأ أيضاً: العراق: الحيوانات المفترسة والحشرات تهدّد مخيمات النازحين