الجسد يعمل أكثر خلال النوم

ربّما نقضي نحو ثلث حياتنا نائمين. وفي وقت يعتقد بعض الناس أن العقل يهدأ والجسد يرتاح أثناء النوم، تبدو الحقيقة مختلفة تماماً، علماً أن أجسامنا تعمل كثيراً خلال هذه الساعات. فحسب صحيفة "هافنغتون بوست"، يشكّل الدماغ أثناء النوم مسارات عصبية تساعدنا على التعلّم وحفظ الذكريات وتطوير رؤى جديدة. أيضاً، يفرز الجسد هرمونات ضرورية تساعد على الحماية من الأمراض، وذلك نقلاً عن أبحاث المعاهد الوطنية للصحة.

وكما نتعلم المزيد عن أهمية النوم في الحفاظ على صحتنا، نكتشف، في الوقت نفسه، أننا لا نحصل على ما يكفي. تضيف أن أكثر من ثلث البالغين يعانون من النعاس لنحو 15 يوماً أو أكثر خلال الشهر، الأمر الذي يؤثر على العمل والقيادة وقضاء الوقت مع الأصدقاء أو العائلة.
وتجدر الإشارة إلى أن النوم القليل يعدّ مكلفاً جداً، علماً أن اضطرابات النوم المزمنة تؤثر على نحو 70 مليون أميركي، وتكلّف نظام الرعاية الصحي نحو 15.9 مليار دولار سنوياً، ما يؤثر على اقتصاد البلاد بطبيعة الحال.

من جهة أخرى، يمكن لقلّة النوم أن تؤثّر على أداء أي شخص ومزاجه وصحته، حتى لو نام أقل من حاجته بساعة واحدة فقط. كذلك، فإن الناس الذين يعانون من قلة النوم بشكل دائم أكثر عرضة للاكتئاب من غيرهم. وربط الباحثون بين قلة النوم وخطر ارتفاع ضغط الدم والإصابة بأمراض القلب وغيرها.
إلى ذلك، فإن عدم الحصول على ساعات نوم كافية يؤثر على صحّة الأطفال، التي تختلف حاجتهم للنوم بالمقارنة مع الأكبر سناً. أثناء النوم، يفرز الجسم هرمونات تساعد الأطفال على النمو ومحاربة الأمراض وتجديد الخلايا. في المقابل، فإن الأطفال الذين لا ينامون كثيراً أكثر عرضة لزيادة الوزن، والإصابة بداء السكري، وتناول الوجبات الدسمة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية.

في هذا الإطار، يُنصح بالالتزام بوقت محدد للنوم، والاسترخاء قبل الذهاب إلى الفراش، وخلق بيئة جيدة للنوم كالضوء الخافت وعدم وضع جهاز التلفاز أو الحاسوب في غرفة النوم. كذلك، ينصح بعدم تناول الكافيين أو المشروبات الكحولية أو وجبات الطعام الدسمة قبل النوم، وعدم أخذ القيلولة بعد الساعة الثالثة من بعد الظهر.

اقرأ أيضاً: أحلام الفتى النائم