أعلنت السلطات الصحية في الجزائر عن ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا الجديد إلى 17 حالة، بعد تسجيل حالتي وفاة جديدتين في خنشلة وبجاية شرق البلاد. وأفاد المتحدث باسم اللجنة الوطنية المكلفة إدارة الأزمة الوبائية جمال فورار بأنه تم تسجيل حالتي وفاة، ما يرفع إجمالي عدد الوفيات بالفيروس إلى 17 حالة، بينها ثماني حالات في منطقة البليدة قرب العاصمة الجزائرية، وهي البؤرة الكبرى للوباء في البلاد.
وكشف فورار أن عدد الإصابات ارتفع إلى 201 إصابة مؤكدة بالفيروس، بعد تسجيل 62 حالة جديدة، مقارنة مع حصيلة أمس السبت (139 حالة). أضاف أن 110 إصابات مؤكدة بالفيروس سجلت في ولاية البليدة قرب العاصمة الجزائرية وحدها، وهي المدينة التي اكتشفت فيها أولى الحالات في 26 فبراير/ شباط الماضي، حيث أصيب 17 فرداً من عائلة واحدة انتقلت إليهم العدوى من قريبين لهما قدما من فرنسا وأقاما عندهم بين 17 و24 فبراير/ شباط الماضي.
من جهة أخرى، سلم شخص مصاب بكورونا نفسه إلى مركز للأمن في منطقة بسكرة جنوبي الجزائر، بعد يوم من هروبه من المستشفى، حيث كان يخضع للحجر الصحي للاشتباه في إصابته. وعاد إلى المركز الأمني بعد الإبلاغ عن هروبه وبدء حملة للبحث عنه، وبعد تأكد إصابته بالفيروس.
وقال بن بوزيد، في برنامج بثته الإذاعة الجزائرية: "يجب أن نحضّر أنفسنا للأسوأ، فالحصيلة الوطنية للمصابين ارتفعت"، لافتاً إلى أنّ "هناك أشخاصاً ظهرت عليهم أعراض الفيروس ولم يتقدموا إلى مصالح الصحة، وأغلب الذين توفوا من الفيروس لم يكونوا تحت الرقابة الطبية ولم يذهبوا إلى المستشفيات".
ولم يكشف الوزير عن حصيلة أرقام المصابين الجديدة، بعد نقل صلاحيات تقديم التفاصيل من وزارة الصحة إلى "اللّجنة الوطنية لمتابعة الوباء".
وبشأن إعلان الحجر الصحي الشامل المتوقّع، عقب الاجتماع العاجل اليوم لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مع الحكومة، أكّد الوزير الجزائري أنّ هذه صلاحيات رئيس الجمهورية وحده وهو المخوّل الوحيد الإعلان عنه، مشيراً إلى أنّ "ثمة فرقاً بين الوضع في الجزائر ونظيره في إيطاليا، ألا وهو أنّنا اتخذنا احتياطاتنا منذ البداية، على عكس الإيطاليين الذين لم يقوموا بأيّ إجراءات إلّا بعد تفشي الفيروس بشكل كبير".
ومن المتوقّع أن يعلن الرئيس الجزائري، اليوم، بعد الاجتماع الوزاري المصغّر مع وزراء وكبار قادة الجيش والأمن، عن الحجر الصحي وحالة الطوارئ. وكانت مقدمات ذلك قد بدأت الليلة الماضية عندما قامت فرق من الأمن والدرك بتسيير دوريات ليلية، لإجبار كل من كان في الطرقات على العودة إلى منزله، وتفريق جموع الشباب في الأحياء الشعبية. كذلك سيّرت البلديات، صباح اليوم، سيارات طالبت المواطنين عبر مكبّرات الصوت بالتزام المنازل وتطبيق إجراءات الصحة والسلامة.
ولفت عبد الرحمان بوزيد، في حديثه مع الإذاعة الجزائرية، إلى أنّ انتشار الفيروس مسّ أيضاً الكوادر الطبية، وأعلن "وفاة أحد الأطباء بالفيروس، وهو طبيب مسنّ، مريض بالسرطان، كما أصيب عدد من العاملين في القطاع بالفيروس".
وتدخّل عدد من رجال الأعمال في الجزائر للمساعدة في اقتناء بعض التجهيزات لصالح المؤسسات الاستشفائية، لمواجهة انتشار فيروس كورونا ودعم الأجهزة الطبية، كرجل الأعمال يسعد ربراب، مثلاً، الذي أعرب عن استعداده لشراء عدد كبير من أجهزة التنفس.
وكان الرئيس الجزائري قد قرر، الخميس الماضي، تعطيل حركة النقل العام داخل المدن والبلدات وبين الولايات، وتعليق حركة القطارات والنقل الجوي الداخلي والخارجي، وتعليق الملاحة البحرية، وغلق الحدود البرية، وتسريح نصف الموظفين من الإدارات والمؤسسات الخدماتية. على أن تدخل هذه الإجراءات، اليوم الأحد، حيّز التنفيذ. يأتي ذلك بعد إغلاق الحدود البرية وتعليق الرحلات الجوية مع الخارج والملاحة البحرية، عدا النقل التجاري، كما بدأت عمليات تعقيم الشوارع والفضاءات العامة.