تعيش محطات الوقود في الجزائر ضغطا كبيرا في اليومين الأخيرين من السنة الحالية، إذ تهافت الجزائريون لملء خزانات مركباتهم للمرة الأخيرة هذه السنة، قبل اعتماد الأسعار الجديدة للوقود بدءاً من يوم الأحد الأول من يناير/كانون الثاني 2017.
في الجزائر العاصمة، يصعب إيجاد محطة وقود من دون أن يكون خارجها طابور طويل من السيارات، فيما تفاجأ أصحاب بعض محطات الوقود بطوابير السيارات حتى قبل أن يفتحوا محطاتهم في الساعات الأولى من يومي الجمعة والسبت.
وإن كان هذا "الإنزال" على محطات الوقود لدى الكثير من الجزائريين غير مبرر طالما أن خزانات السيارات لا يمكنها الصمود لأكثر من أسبوع كأقصى تقدير، ما يعني عودتهم إلى المحطات وشراء الوقود بالأسعار الجديدة، إلا أن بعضاً آخر من المواطنين ممن التقى بهم "العربي الجديد" في طوابير الانتظار أمام محطات الوقود لهم رأي آخر.
يقول المواطن نور الدين ديغار لـ"العربي الجديد"، إنه "قصد أكثر من 4 محطات للوقود وكلها كانت مسبوقة بطوابير من السيارات".
وأضاف ديغار أن "توجهه إلى المحطة يعتبر ضرورياً من جهة، ومن جهة أخرى هو سلوك بات يلازم الكثير من الجزائريين عشية كل زيادات في الأسعار أو عشية كل مناسبة، وهو شيء من "اغتنام الفرصة" لربح بعض الدنانير"، حسب اعتراف المواطن الجزائري.
وراء سيارة نورالدين ديغار، تأتي سيارة الطيب جدين الذي أعرب في حديث مع "العربي الجديد" عن سخطه من الزيادات التي أقرتها الحكومة الجزائرية على أسعار الوقود.
وقال جدين: "نحن في بلد النفط والغاز ويحدث لنا هذا، طوابير طويلة للظفر ببعض اللترات من الوقود نقتصد من خلالها بعض الدنانير لاتسمن ولا تغني من جوع".
وأردف جدين قائلا "أكيد أن خزان سيارتي سيفرغ غداً أو بعد أسبوع، وأكيد أنني سأعود إلى شراء الوقود بالأسعار الجديدة لكنني سأعتبر نفسي سعيداً لأنني ملأته قبل رفع الأسعار، هكذا أرادت حكومة (رئيس الوزراء عبدالمالك) سلال أن تفرحنا من خلال دفعنا دفعاً نحو الاصطفاف في طوابير مثل ما حدث السنة الماضية في مثل هذا الوقت عندما قررت رفع أسعار الوقود للمرة الأولى".
وإذا كانت "لهفة" المواطنين على اقتناء الوقود بالأسعار الحالية محل "جدلٍ" بينهم، إلا أن أصحاب محطات الوقود من جانبهم لم يتفاجأوا بهذه الطوابير، في وقت لا يزالون ينتظرون فيه حضور تقنيين من وزارة الطاقة لضبط عدادات المضخات على الأسعار الجديدة.
ويقول كمال دالي مالك محطة وقود خاصة إن "محطته عاشت نفس الحالة في اليومين الأخيرين من سنة 2015 حيث كانت هناك طوابير طويلة من السيارات".
وأضاف دالي أن "الزيادات حسب ما قرأنا في الجرائد ستكون بمتوسط 4 دنانير أي عند ملء الخزان اليوم سيستفيد المواطن من نحو 160 ديناراً مقارنة مع الأسعار الجديدة".
وحول ضبط العدادات على الأسعار الجديدة، أجاب دالي لـ"العربي الجديد" قائلا "لم يصلنا بعد أي شيء رسمي ننتظر وصول تقنيين من (شركة توزيع الوقود) "نفطال" مع ممثلي وزارة الطاقة لتغيير التسعير رسمياً" .
يذكر أن الحكومة الجزائر كانت قد أقرت زيادة في أسعار الوقود تضمنها قانون الموازنة العامة للسنة القادمة، وتعد هذه الزيادة الثانية في ظرف 12 شهراً، تعود إلى رفع الضريبة على المواد النفطية بالنسبة للوقود بمعدل دينارٍ واحد لـ "الديزل" و3 دنانير بالنسبة للفئات الأخرى من الوقود " ممتاز وبدون رصاص" .
وستكون الأسعار بدءاً من منتصف ليل يوم الأحد الأول من يناير/كانون الثاني على النحو التالي: "البنزين الممتاز" 49. 35 ديناراً (0.34 دولار) للتر ونحو 08. 35 ديناراً (0.32 دولار) للبنزين الخالي من الرصاص، و19.76 ديناراً (0.17 دولار) للديزل، وعليه يكون الأثر الضريبي قيمته أربعة دنانير".
بالنسبة لوقود "الغاز" تنتقل الأسعار في المحطات من 76. 18 إلى 23. 20 ديناراً للتر (0.18 دولار)، وبهذا يكون الأثر الضريبي قيمته 1.47 دينار.