أثار استقبال وزيرة التربية الجزائرية لإمام ومحامٍ للتوسط لدى نقابة المجلس الوطني المستقل للتعليم، لوقف الإضراب، سخريةً سياسية وجدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وسخرت مواقع التواصل من استقبال الوزيرة بن غبريط، الإمام علي عية، المثير للجدل، والمحامي نجيب بيطام، بعد اقتراحهما للتوسط مع النقابة لإقناع قيادتها بوقف الإضراب الراهن، خدمةً لمصلحة التلاميذ الذين توقفوا عن الدراسة منذ أسابيع.
واستغرب ناشطون تدخل إمامٍ ومحامٍ في قضية بين الحكومة والنقابات، واعتبروا ذلك إهانةً للدولة وانكشافاً لضعف ووهن مؤسساتها وعجزها عن حل المشاكل العالقة.
وكتب الباحث في علم الاجتماع السياسي، ناصر جابي، عبر "فيسبوك": "توقعات الحكومة ومؤسسات الدولة الأخرى لم تترجم في استراتيجية واضحة للتعامل مع هذا الحراك الذي لم يكن سراً. لنشاهد تخبط قل نظيره في التعامل مع الحراك منذ بداية ظهوره في الشهور الأولى لسنة 2018".
وتابع: "رئيس حكومة غائب كان قد توقع كل شيء، وزراء لا يعرفون ماذا يقولون وكيف يتصرفون وبماذا يصرّحون، تهديد بالمسّ بالحقوق الدستورية للجزائريين كالحق في الإضراب وحتى تلميح بحلّ النقابات مما أدى إلى ضغوط دولية على الجزائر، ليست في حاجة إليها في الوقت الحالي مع كل الانزلاقات التي يمكن أن تنتج عن هذا الوضع، تفاوض على المباشر يقوم به الإمام والصحافي ورئيس الجمعية، على البلاتوهات التلفزيونية بسذاجة منقطعة النظير. في وقت تغيب فيه مؤسسات الحوار والاستشارة كالمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي على سبيل المثال وليس الحصر".
وكتب أحمد لعلاوي قائلاً: "نحن في قبيلة، فما دخل علي عية في قطاع التربية؟ أليس هو إمام مسجد فقط؟".
وأضاف: "الإمام في المسجد وليس في وساطة بين وزيرة تربية وأساتذة، نحن في دولة لها قوانين عمل تحكم الطبقة الشغيلة، الذين هم أساتذة ولديهم الحق في الإضراب يكفله الدستور لتحقيق مطالبهم الاجتماعية والمهنية، الإمام دوره في توعية الناس مسجدياً والرفع من قيمة خطبه يوم الجمعة حتى لا ينام المصلون فيها، هذه دولة تحكمها القوانين وليست قبيلة يتحكم فيها حاكم القبيلة".
وكتب خالد عميمور: "هل يعقل أن يكون محام وإمام وسيطين بين نقابة شلت قطاع التعليم وبين الوزارة؟ أقل شيء يجب أن يتوفر في الوسيط هو الضمان".
وعلّق الإعلامي، محمد شراق، على هذه القضية قائلاً "بعد لقاء بن غربيط والإمام، لقاء بين بلحمر (ممارس شهير للرقية في الجزائر) ووزير الصحة الآن في مقر الوزارة من أجل الوساطة لوقف إضراب الأطباء".
Twitter Post
|
Twitter Post
|