الجزائر: حملة تدعو جنرالاً متقاعداً للترشح إلى الرئاسة

10 يناير 2019
+ الخط -

بدأت في الجزائر حملة جديدة لدعوة الجنرال المتقاعد في الجيش علي لغديري، للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة شهر إبريل/ نيسان المقبل، تحت شعار "الجمهورية الثانية".

ونشر عدد من النشطاء والكتاب والصحافيين بياناً يطالبون فيه الجنرال علي لغديري بالترشح، وجاء فيه: "نوجه نداءنا لعلي غديري ليعلن ترشحه في الموعد الانتخابي المقبل لمنصب رئيس الجمهورية، وهذا بعد تفحص أفكاره التي تنمّ عن ميلاد الجمهورية الثانية لجزائر جديدة، ينعم فيها الجزائريون الذين لا غاية لهم سوى العيش على أرض وطن تسود فيه العدالة والكرامة، والمساواة في الحقوق والواجبات وحرية الرأي وحرية المبادرة".

واعتبر موقعو البيان، وبينهم الكاتب عبد القادر حريشان، والصحافي محمد فرج الله، أن توجيه هذا النداء "حرص منا على مصلحة وطننا الجزائر وحفاظاً على مصداقية قيم شعبنا وتاريخه، وبعد تفحّص حالة الانسداد السياسي الذي يكتنف الحكم والموالاة والمعارضة، وخوفاً من شبح التيه المخيم على الموعد الانتخابي المقبل".

وكان لغديري قد نشر خلال الأسابيع الماضية حوارات ومقالات طويلة، حلل فيها الأوضاع السياسية في الجزائر، واقترح مساراً سياسياً للدخول إلى الجمهورية الثانية، وانتقد خيارات ومخرجات حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وطالب القيادة الحالية للجيش باتخاذ موقف لمنع استمرار حكم بوتفليقة، وقطع الطريق على توجهه نحو ولاية رئاسية خامسة في انتخابات إبريل/ نيسان المقبل.

وأغضبت مواقف الجنرال لغديري المؤسسة العسكرية في الجزائر، وبات معنياً بالبيانات الحادّة التي أصدرتها وزارة الدفاع والتصريحات المتشنجة التي صدرت خلال الأسبوع الماضي من قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، التي تضمنت اتهامات مباشرة إلى الجنرال لغديري وجنرالات آخرين بالتآمر والتواطؤ مع دوائر وصفت بـ"الخفية تهدف إلى دفع الجيش إلى التورط في انقلاب سياسي أبيض".

كما اعترض عدد من الناشطين على حملة ترشيح الجنرال لغديري، واعتبروا أن "العسكري السابق في الجيش يتحمل من موقع منصبه السابق جزءاً من المسؤولية في المسار الدامي الذي اتجهت إليه البلاد، بعد تدخل الجيش ووقف المسار الانتخابي في يناير/ كانون الثاني 1992، وأن نشر الرجل لثلاث مقالات ليس كافياً للاطمئنان إلى توجهاته وخياراته".

وينتظر أن يعلن بوتفليقة، خلال الأسبوع المقبل، وقبل تاريخ 16 يناير/ كانون الثاني، استدعاء الهيئة الناخبة، ولم تعلن سوى ثلاث شخصيات سياسية ترشحها للانتخابات، وهم فتحي غراس رئيس حزب الحركة الاجتماعية الديمقراطية (الشيوعي الجزائري سابقاً)، ورئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، وناصر بوضياف نجل الرئيس الجزائري الراحل محمد بوضياف.