الجزائريّون يجدّدون بيوتهم احتفالاً برمضان

26 يونيو 2014
يشكو الجزائريون غلاء الأسعار(هوشين زورار/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

يبدو شهر رمضان بالنسبة للجزائريّين بمثابة "عيد". قبل قدومه، يحرص البعض على طلاء الجدران وتزيينها، واقتناء أوانٍ جديدة للطهي. ولأنّ مأدبة "الإفطار" غالباً ما تكون غنية، تسعى سيدات البيوت إلى تأمين جميع المستلزمات الرمضانية من مواد غذائية وغيرها. حتى أن بعضهن يحددن الأطباق التي ينوين إعدادها على مدار الشهر. وتوفيراً للوقت، يلجأ عدد منهن إلى شراء اللحوم الحمراء والبيضاء ووضعها في الثلاجة، حتى لا يضطررن للخروج إلى السوق يومياً.

ويحرص الجزائريون على إعداد حساء "الحريره"، إضافة إلى "البوراك" (لفائف من العجين الرقيق الجاف المحشي)، وأطباق "البرقوق"، و"الكسكسي"، و"الشخشوخة"، و"الرشتة"، وغيرها. لكن يبدو أن بعض العائلات قد تلجأ إلى تغيير عاداتها والتخفيف من إعداد الوجبات الغنية باللحوم بسبب غلاء الأسعار، التي لم تستثني شيئاً، حتى الخضار والفاكهة التي يزداد الطلب عليها خلال هذا الشهر. وتقول حبيسة إنّ "الدولة تركت للتاجر حرية تحديد الأسعار، ما اضطر ذوي الدخل المحدود إلى بدء الادخار لرمضان قبل أشهر".  

ولأنّه لا غنى عن الحلويات في هذا الشهر، باتت المحلات المتخصصة بصنعها جاهزة لاستقبال هذا الشهر. وقد بدأت بإعداد "الزلابية و"قلب اللوز"، التي لا تخلو عادة من أيّ بيت  في رمضان.

من جهة أخرى، غالباً ما يرجئ الجزائريون حفلات الزفاف وغيرها إلى ما بعد رمضان، ويفضلون التفرغ للعبادة وصلاة التراويح وقراءة القرآن. حتى الأطفال ينتظرون قدوم هذا الشهر، وخصوصاً إنه يُسمح لهم بالبقاء خارج المنزل حتى وقت متأخّر من الليل.

مونديال

لرمضان هذا العام نكهة مختلفة، وخصوصاً إنّه يترافق مع المونديال. وقد عمد عدد من المواطنين إلى "تخصيص بعض المال الذي كانوا ينوون شراء مستلزمات هذا الشهر به، لاقتناء الأجهزة الخاصة بالبث". وفي السيّاق، يقول الموظف سي بن يوسف الذي دفع مبلغ 33 ألف دينار لشراء جهاز الاستقبال الخاص بهذه القنوات، إنّه "لا يمكن أن يحرم نفسه من مشاهدة جميع المباريات، والاستماع لتحليلات المعلقين، علماً أن زوجتي اعترضت على الأمر لأننا اضطررنا إلى التقشف بعض الشيء في أمور أخرى، وتحديداً  مستلزمات رمضان".

موائد الرحمة

تُنظّم عدد من الجمعيات الخيرية ما يعرف بـ "موائد الرحمة"، وهي عبارة عن موائد إفطار جماعية تهدف إلى مساعدة المحتاجين والمشرّدين. وخلال السنوات الأخيرة، عمدت بعض الأسر المقتدرة والجمعيات أيضاً إلى توزيع "قفة رمضان" (مواد غذائية) على الفقراء والمحتاجين.  

وكانت وزارة التضامن الوطني قدرت عدد المحتاجين لـ "قفة رمضان" بحوالي 900 ألف مواطن. وتحتوي القفة على "عشرة كيلوغرامات من السميد، و5 كيلوغرامات من المعجنات، إضافة إلى الزيت والحليب وغيرها".

دلالات