الجامعات الأميركية رجل أعمال شاطر، والدليل أن جامعة مثل هارفارد تحقق عوائد سنوية تفوق 8.1% على استثماراتها المختلفة، وهو ما يفوق أربعة أضعاف أسعار الفائدة الممنوحة على الودائع المصرفية وربما أكثر، ورغم هذا العائد المرتفع الا أن القائمين على إدارة وقف الجامعة يرون انه ضعيف جدا مقارنة بالعوائد المحققة في جامعات أميركية أخرى.
وقال نيرمال نارفيكار، الذي تولى مهام إدارة شركة "هارفارد مانجمنت" في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في رسالة، إن المشاكل التي يعاني منها الوقف تسلط الضوء على التأثير الحاسم للثقافة والهيكل والحوافز داخل المؤسسة، بحسب قناة cnbc.
ويعد العائد السنوي للمؤسسة خلال السنة المالية المنتهية في يونيو/ حزيران الماضي، هو الأسوأ بين أكبر عشرين وقف جامعي أعلن نتائج أعماله إلى الآن، حيث يواجه نارفيكار تحديات عديدة في سبيل تعديل مسار "هارفارد مانجمنت" التي استبدلت ثلاثة رؤساء تنفيذيين في أربع سنوات.
وأضاف نارفيكار: أداؤنا مخيب للآمال حيث يجب أن يكون. في الواقع جذبتني الفرصة المتاحة لتعديل المسار إلى تولي قيادة الوقف، لكن العائد يعكس مشاكل عميقة في المؤسسة.
وعلى مدار العقد المنتهي بانقضاء يونيو/ حزيران 2016، كان متوسط العائد السنوي لوقف "هارفارد" 5.7%، بينما بلغ وقف جامعة "ييل" 8.1%، مقابل 10% لوقف جامعة "كولومبيا" خلال السنوات العشر المنتهية في منتصف 2015.
مع ذلك، وبنهاية يونيو/ حزيران من العام الجاري، بلغت قيمة "هارفارد مانجمنت" الذي يعد أكبر وقف جامعي في العالم 37.1 مليار دولار، بارتفاع نسبته 4%، مستفيداً من مكاسب الأسهم والاستثمارات العقارية.
وتعد أوقاف الجامعات الأميركية نموذجاً مميزاً لاستثمار الأموال المتبرع بها للإنفاق على تطوير التعليم، وخاصة أنها تتمتع بحجم ضخم.
وتمثل أوقاف الجامعة الأموال أو الأصول المالية الأخرى التي يتم التبرع بها للكليات بهدف استثمارها وتحقيق عوائد مجدية يتم استخدامُها لدعم الميزانية التشغيلية للجامعة ولمساعدتها على الاستثمار في مستقبلها، بما في ذلك تقديم المنح الدراسية والمساعدات المالية للطلاب ولتمويل البحوث وغيرها من المبادرات.
ويتم التعامل معها كمنظمات غير ربحية معفاة من الضرائب، وعادة، الصناديق الوقفية تتبع سياسة صارمة حول كيفية تخصيص الأموال فيها، ونسبة العوائد المستهدفة من دون أخذ مخاطر كبيرة، إضافة إلى النسبة المسموح بإنفاقها من الصندوق.
وشهدت أرقى الجامعات الأميركية نمواً بأصول صناديق الأوقاف لديها منذ أزمة 2008 بنحو 30%، إلى 529 مليار دولار.
وتعتبر جامعة هارفارد أغنى الجامعات الأميركية، تليها جامعة YALE بنحو 25.6 مليار دولار، فجامعة تكساس بنحو 24.1 مليار دولار.
أما جامعة PRINCETON فتأتي بالمرتبة الرابعة بوقف قدره 22.7 مليار دولار، تليها STANFORD بنحو 22.2 مليار دولار.
وتختلف نماذج إدارة أموال الأوقاف الجامعية، فعلى سبيل المثال أكبر وقف جامعي في العالم التابع لجامعة هارفارد يضم 12 ألف صندوق، ثلثها مدار من قبل شركة HARVARD MANAGEMENT COMPANY التابعة للجامعة، أما النسبة المتبقية فمدارة من قبل شركات متخصصة.
(العربي الجديد)