الثقافة اليمنية: "احتفال" فولكلوري

10 ديسمبر 2016
حكيم العاقل/ اليمن
+ الخط -

طوال عقود مضت، انتهجت حكومات عربية عدّة تحويل الثقافة في بلدانها إلى مجرد أغانٍ وموسيقى فلكلورية يمكن على أساسها توليف تظاهرة تتضمّن عروضاً وفعاليات ركيكة بلا عمق وتأثير، على أن يقوم الإعلام بتسويقها بوصفها تعكس "التنوّع" و"التعدّد" في المدن والريف والأطراف.

يتواصل إلى اليوم تشويه الإرث الثقافي وتسليعه بصورة تجتذب السيّاح بالدرجة الاولى؛ عرباً وأجانب، ويتحوّل "الفنّان" إلى طرفة أمامهم، غير أن الأمر يبدو أكثر فداحة حين يتعلق ببلدان تشهد انتفاضات أو ثورات أو حروب داخلية خلال السنوات القليلة الماضية، إذ بات مألوفاً أن تُنظّم أسابيع تُسطّح ثقافة وفنون تلك البلدان بدعوى التضامن معها وإبراز العمق التاريخي لشعوبها.

ومثلما يحصل مع "التراثين" السوري والليبي؛ أقيمت في الفترة الأخيرة تظاهرات يمنية في عدد من العواصم العربية، آخرها "المهرجان الثقافي والفني اليمني" الذي اختتم أمس في "دار الأوبرا" في القاهرة، تحت شعار "الثقافة والفن تراثاً وحاضراً من أجل اليمن".

اختارت وزارتا الثقافة في كلا البلدين لـ"تمثيل" التراث والحاضر اليمنيين فِرقاً تقدّم أهازيج تراثية وأغانٍ وطنية لا تجد من يستمع إليها إلاً في الأعياد والمناسبات الرسمية، وانسحب الامر ذاته على المعرض الذي أقيم على هامش المهرجان وضمّ لوحات وصور فوتوغرافية "تُظهر أصالة وإبداع الطبيعة اليمنية المتنوّعة"، بحسب بيان المنظّمين.

ولتكتمل الصورة حضر مسؤولون في حفلي الافتتاح والختام، وألقيت كلمات بروتوكولية وأُلتقطت الصور التذكارية للمشاركين، بينما غاب الفنّانون والكتّاب اليمنيون عن الحدث.

لا تزال المؤسّسة الرسمية تصرّ على "الاحتفال" بالثقافة باعتبارها جزءاً من شعارات ومحفوظات جرى ترديدها لعقود، بينما يهمّش المثقّقون والمبدعون في أوطان تُفرغ من مواطنيها، بشكل أو بآخر، يوماً بعد يوم.

دلالات
المساهمون