ويساهم هؤلاء المثقفون السودانيون في الحراك الثقافي المصري بشكل متفاوت. فمنهم من لمع نجمه في وقت من الأوقات، مثل الفنان الراحل محمد وردي والشاعر الكبير محمد الفيتوري، ومنهم من اختبر في مصر ظروفاً سيئة، مثل الشاعر والفنان الراحل محمد بهنس الذي توفي من شدة البرد على رصيف القاهرة القاسي هذا الشتاء.
ولأول مرة منذ أعوام عديدة تشترك عدة تجمعات للجالية السودانية بمصر في تدشين مهرجان ثقافي كبير لها، بدأ في 15 شباط/ فبراير الجاري ويستمر حتى نهاية هذا الشهر، علماً بأن ثمة أربعة أيام رئيسية فيه: الأول هو اليوم الافتتاحي الذي استضافته جمعية "صاي" في عابدين بالقاهرة واُطلق عليه اسم "يوم محمد وردي" لحلول ذكرى وفاته في السابع عشر من هذا الشهر. واليوم الثاني (20 يناير)، "يوم الفيتوري" ويستضيف نشاطاته "النادي السوداني العام" في عين شمس. أما الثالث (22 فبراير) فتستضيف نشاطاته "دار السودان" في القاهرة ويحمل اسم "الطيب صالح" الذي تحل ذكرى وفاته في 18 فبراير الحالي. وأخيراً يوم الختام (27 فبراير) ويستضيفه "بيت السناري" في حي السيدة زينب.
ويقام على هامش المهرجان معرض للكتاب تشارك فيه عدة دور نشر سودانية، ومعرض للمشغولات السودانية، كما يتضمن البرنامج فقرات مسرح شارع، ومطارحات شعرية، ورُطانة نوبية، وورش لتعليم الرقص السوداني، وجلسات شاي، وحفلات للعود والطنبور، وندوات وأمسيات ثقافية وغنائية متنوعة، بينها ندوة عن الشاعر والفنان محمد بهنس.