وعن فحوى الاتفاق، كشف دبلوماسيون لوكالة "رويترز"، أن الاتفاق اشترط عدم رفع عقوبات الأمم المتحدة المتعلقة بالصواريخ على إيران قبل ثماني سنوات، كذلك سيستمر حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على طهران خمس سنوات، بينما يسمح بإعادة فرض العقوبات خلال 65 يوماً في حال لم تلتزم إيران بالاتفاق.
بدوره، أعلن دبلوماسي إيراني أنّ إيران والقوى الكبرى الست توصلت لاتفاق نووي تاريخي، سيخفف العقوبات على طهران مقابل كبح برنامجها النووي، مضيفاً "كل العمل الشاق أثمر وتوصلنا لاتفاق".
وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أنّه تمت تسوية كل النقاط الخلافية مع الغرب مع مراعاة خطوط إيران الحمراء.
وأوضح صالحي: تمت تسوية مسألة تفتيش موقع بارشين وهو الموقع الذي تطلب الوكالة تفتيشه بسبب شكوك حول إجراء تجارب نووية فيه.
من جهةٍ ثانية، نقلت وكالة "الطلبة" للأنباء عن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، يوكيا أمانو، قوله إنّ "السماح بدخول مفتشين إلى بارشين احترم الخطوط الحمراء الإيرانية".
ونقلت "رويترز" عن المصدر، أنّه "إذا جرت الموافقة على الاتفاق فإنّ الموافقة على قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ستكون مثالية هذا الشهر، على أن تنفذ الخطوات التي سيتخذها الجانبان بما في ذلك القيود الإيرانية على البرنامج النووي وتخفيف العقوبات على طهران في النصف الأول من 2016".
وتتوافق تفاصيل مسودة الاتفاق محل التفاوض على نطاقٍ واسع، مع اتفاق مؤقت تم التوصل إليه في لوزان في سويسرا في الثاني من أبريل/نيسان.
وفي حين وصلت المفاوضات إلى مرحلة حاسمة، ظهرت تفاصيل جديدة، وكان من المهم أن تشمل أحدث مسودة للاتفاق، عمليات تفتيش مواقع عسكرية، ومقابلة خبراء، والإطار الزمني المقترح لتنفيذ الاتفاق المحتمل.
يذكر، أنّ المفاوضات النووية بين طهران والقوى الست كانت قد أخفقت في التوصل إلى اتفاق نهائي قبل مهلة غايتها منتصف ليل الإثنين، لكنَّ دبلوماسيين من الجانبين عبروا عن أملهم في تحقيق انفراجة في الساعات القليلة المقبلة.
ردود فعل
وفي أول ردود الفعل، رفضت إسرائيل، وكما كان متوقعاً، الاتفاق النووي بعدما باءت جهود حكومتها بعرقلة الاتفاق منذ التوقيع على اتفاق لوزان الأخير، بالفشل.
ووصف رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الاتفاق بأنّه "خطأ بالمقاييس التاريخية". وسارع وزراء حكومة إلى إطلاق التصريحات المعارضة للاتفاق والتي تصفه أيضاً بـ"الخضوع"، للمطالب الإيرانية وتقديم التنازلات لطهران.
كما اعتبرت نائبة وزيرة الخارجية، تسيبي حوطيبيلي، إنّ "الاتفاق هو رضوخ تاريخي من الغرب لمحور الشر برئاسة إيران. وستواصل إيران نشر خلاياها الإرهابية في كل اتجاه، وتواصل إشعال منطقة الشرق الأوسط والأخطر من ذلك أنّها خطت خطوة كبيرة باتجاه تحول إيران لدولة نووية".
وأكدت حوطيبيلي، إنّ "إسرائيل ستبذل كل جهد بالطرق الدبلوماسية لمنع المصادقة على الاتفاق في الكونغرس الأميركي".
بدوره، حمّل عضو الكنيست، عوفر شيلح من حزب "ييش عتيد" مسؤولية التوصل إلى الاتفاق لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، متهماً إياه بالمسؤولية عن فشل سياسته الخارجية في الملف الإيراني، واستئثاره بمعالجة هذا الملف عبر تجاهل الانتقادات الداخلية في إسرائيل والخارج عبر تصريحه بأنه يعرف كيف سيوقف مشروع الذرة الإيراني.
اقرأ أيضاً: تفاؤل وترقّب إيراني في انتظار نتائج الحوار النووي