التوائم: شيزوفرينيا النجوم السينمائية

24 يونيو 2014
ممثّلون أبدعوا في أداء أدوار التوائم
+ الخط -

لا شك في أنّ أداء شخصيتين في عمل واحد، أمر يتطلّب جهدا مضاعفا من الفنان الذي يضع نفسه في اختبار إبداعي أقرب إلى الشيزوفرينيا، ولن يتمكّن الممثل فعلا من النجاح إلا إذا تمتّع بموهبة حقيقية وقدرة داخلية على فصل الشخصيتين. فنجد في تاريخ السينما عددا من الأفلام والمسلسلات التي اهتمّت بموضوع "التوائم" بشكل خاصّ، فقد أدّى نجوم متألّقون أدوارا مزدوجة ببراعة أمام الكاميرا.

 

اسماعيل ياسين:

في 1956 أحدث اسماعيل يس طفرة في تاريخ السينما المصرية من خلال فيلم "اسماعيل ياسين في الطيران". فرغم الإمكانات التقنية البسيطة آنذاك، جسّد شخصية الممثل اسماعيل الذي ينتحل صفة أخيه التوأم حسين، وهو طيّار، من أجل الفوز بقلب الراقصة سهير التي أدّت دورها نجوى فؤاد. وظهرت الشخصيتان معا في مشاهد كثيرة بطريقة محكمة، كان وراءها المخرج الكبير فطين عبد الوهاب، كما شارك في العمل رياض القصبجي وعبد المنعم ابراهيم.

 

فريد شوقي:

لا يعرف كثيرون أنّ الفنان فريد شوقي، كان له أخ توأم حقيقي اسمه أحمد. كما لا يعرفون أنّه يحتلّ المرتبة الأولى في عدد الأدوار المزدوجة التي أدّاها في السينما، سواء بتجسيده شخصيات التوائم أو أشخاص متشابهين بالصدفة. وقد بدأ ذلك عام 1961 حين أدّى دور التوأمين يسري وعبّاس، في فيلم " النّصاب" الذي كان من تأليفه ومن إخراج نيازي مصطفى. كما أدّى دورا طريفا في فيلم "ابن الحتة" عام 1968، هو شخصية عاشور العجلاتي، الذي يشبه النجم فريد شوقي، إضافة إلى أدواره في أفلام أخرى، منها: "صاحب الجلالة" عام 1963، و"سكرتير ماما" عام 1969.

 

محمود المليجي:

لطالما أبهرنا المليجي بأدائه شخصيات شرّيرة. لكنّه في فيلم "القصر الملعون" عام 1962 استطاع إثبات عبقريته من خلال أداء شخصيتين متناقضتين، هما فهمي بيه وأخوه التوأم الذي يحاول قتله. فكان ذلك الفيلم الذي أخرجه حسن رضا من أنجح أفلام السينما المصرية.

 

سعاد حسني:

وقع اختيار المخرج أحمد بدرخان على سعاد حسني لتؤدّي دورين متناقضين جدا في فيلم "نادية" عام 1969. فاستطاعت السندريللا أن تثبت موهبتها التي لا تتكرّر من خلال تقمّص شخصيتين هما التوأمان نادية ومنى. وكان هذا الفيلم، المقتبس من قصة للكاتب الكبير يوسف السباعي، من أجمل وأشهر أفلامها.

 

عادل إمام :

استطاع عادل إمام أن يؤدّي دور التوأم شريف وحسين، في فيلم "مين فينا الحرامي" عام 1984، وشاركته شريهان في بطولة العمل الذي أخرجه عماد عبد العظيم. وكان هذا الفيلم إضافة صغيرة، لكنّها مختلفة تماما في مشوار الزعيم الزاخر بالتجارب الفنية المتنوعة.

 

ليلى علوي:

عام 1997 ظهرت ليلى علوي في مسلسل التوأم وأدّت دور البطلتين عزيزة وتهاني، وقد لاقى المسلسل صدى جماهيريا واسعا، إذ شارك فيه كلّ من يوسف شعبان وفادية عبد الغني وأخرجه مجدي أبو عميرة.

 

هشام سليم:

استطاع هشام سليم في مسلسل "اليقين" أن يؤدّي دور التوأم ناجي ومحروس ببراعة، وكان العمل من إخراج يحيى العلمي عام 1989، ومن بطولة شهيرة ومحمود عبد العزيز.

 

عمرو واكد:

أقدم عمرو واكد عام 2009 على أداء شخصيتي التوأم مجدي ومعتزّ، في فيلم "المشتبه" الذي أخرجه محمد حمدي. وقد كان دور أحد التوائم صغيرا، إذ يختفي من أوّل الفيلم بعد قتله، ليواصل واكد تجسيد شخصية واحدة، ما سهّل مهمته كثيرا. غير أنّ الفيلم لم يحقّق أيّ نجاح وتبرّأ منه بطله شخصيا واتهمه بالضعف والفشل.

 

أحمد عزّ:

يتفق معظم النقاد على أنّ فيلم "بدل فاقد" من أفضل الأفلام السينمائية المعاصرة، وأنّه شكّل منعطفا حقيقيا عام 2009 في مسيرة الممثل أحمد عزّ الذي أدّى خلاله شخصيتين، هما التوأم فارس ونبيل. وقد شاء القدر لهما أن يصبح أحدهما ضابطا بينما يقع الثاني في فخّ الجريمة والإدمان.

 

أحمد مكّي:

يمكن القول إنّ أحمد مكي قد تخصص في أداء "التوأم" والشخصيات المزدوجة. فقد كرّر هذه التجربة في أجزاء مسلسل "الكبير أوي" كلّها، من خلال التوأم "الكبير" و"جوني"، والأخ الثالث لهما "حزلقوم"، وذلك منذ عام 2010 حتّى يومنا هذا. إذ يحضّر حاليا الجزء الرابع لعرضه في شهر رمضان قريبا. وقد برع مكّي جدا في هذا التخصّص من خلال أعمال أخرى مثل فيلم "لا تراجع ولا استسلام"، وأصبح أداؤه المركّب علامة فارقة في مسيرته.

 

أحمد حلمي:

تجاوز أحمد حلمي حاجز الشخصيتين المعتاد، إلى ثلاث شخصيات في فيلم "كده رضا" عام 2007. فتنقّل بقدرة تقمّص فائقة بين شخصيات الإخوة الثلاثة المولودين معا: "بيبو، البرنس، وسمسم". وهم يحملون جميعا اسم "رضا". وكان هذا الفيلم الذي أخرجه أحمد نادر جلال من أفضل أفلامه.

شريهان:

من يستطيع أن ينسى فوازير ألف ليلة وليلة التي قدمتها شريهان؟

في عام 1987 قدّمت ثلاثة أدوار أيضا، هنّ الأخوات الثلاث "فطيمة، حليمة، وكريمة". غير أنّها حرصت على صنع نوع من الاختلاف الشكلي بينهنّ، ليستطيع المشاهد التفريق بين البطلات اللواتي أبدعت شريهان في عرض شخصياتهنّ.

فنانون كثيرون كبار برعوا في أداء هذا النوع من الأدوار منذ بداية اهتمام السينما بهذا الموضوع. وقد كانت كلّها تعكس فكرة وجودية عميقة هي صراع  الخير والشرّ بين الأخوين المتشابهين اللذين يمثّلان الإسقاط الفلسفي لهذا الصراع الأبدي داخل الإنسان الواحد. ورغم أنّ الأعمال التي تناولت التوائم والشخصيات المتشابهة شكلا كانت قليلة، إلا أنّ أغلبها كان ناجحا، وارتبط بأسماء نجوم لا يتكرّرون ولا يمكن أن يشبههم أحد.

 

المساهمون