ووثّق ناشطون محليون من مدينة حلب، يوم السبت الماضي، مقتل الشاب علاء جولو (25 عاماً) برصاصة متفجرة، اخترقت رأسه على الجانب السوري من الحدود، قرب بلدة حور كلّيس السورية، وذلك بعد جدال مجموعة من النازحين السوريين مع حرس الحدود الأتراك، الذين قام أحدهم بإطلاق النار على النازحين المتواجدين داخل الأراضي السورية، مما أدى إلى مقتل الشاب على الفور، وفق صور نشرها ناشطون محليون على شبكة الإنترنت.
كما وثق ناشطون حملة "الرقة تذبح بصمت"، يوم الأحد، مقتل الطفلة فرح أحمد السرور، وهي من أبناء مدينة الرقة، برصاصة اخترقت جسدها أثناء عبورها مع أقاربها الحدود عبر نقطة تهريب قرب مدينة أعزاز السورية، متجهين لزيارة أقاربهم المقيمين في مدينة أورفا التركية.
وكانت وكالة "الأناضول" قد نقلت عن رئاسة الأركان التركية، يوم الأحد الماضي، إعلانها اعتقال حرس الحدود الأتراك 523 شخصاً حاولوا عبور الحدود بصورة غير مشروعة. وكان بينهم 488 شخصاً حاولوا التسلل من تركيا باتجاه سورية و26 بالعكس.
وتمّ اعتقال الجميع على الحدود بين بلدة قوتشي التركية وبلدة أورم الجوز السورية، شمالي محافظة إدلب، وبث ناشطون محليون من إدلب مقاطع فيديو تظهر نحو 200 طفل وامرأة محتجزين في صالة واحدة، تابعة لقوات حرس الحدود التركية. وأوضحوا أن "المحتجزين يعانون من ظروف اعتقال سيئة، شملت نقصاً في الماء والطعام وصعوبة في الوصول إلى الحمامات".
وكانت سلطات حرس الحدود التركية قد زادت من عمق الخندق، الذي حفرته، في وقت سابق، على الحدود السورية التركية المشتركة، فبعد أن حفرت السلطات التركية خندقاً، بعمق مترين، على طول الحدود التركية المقابلة لريف حلب الشمالي، زادت السلطات التركية عمق النفق إلى نحو أربعة أمتار بحسب الناشط حسن الحلبي.
وعرض الحلبي على "العربي الجديد" صوراً تظهر عدداً من النازحين السوريين من الرجال المسنين والنساء، ممن نزلوا إلى الخندق في محاولة لعبوره، إلا أنهم علقوا فيه وصعب عليهم الخروج منه بسبب زيادة عمقه عن أربعة أمتار.
وجاءت التشديدات التركية غير المسبوقة على الحدود، والتي أدت إلى شبه استحالة عبور النازحين السوريين عبر حدود البلدين المشتركة. ويتزامن الوضع الميداني الصعب، مع حالة عدم الاستقرار السياسي التي تشهدها تركيا في ظلّ عجز حزب "العدالة والتنمية" الفائز بالانتخابات عن تشكيل حكومة تركية جديدة، وارتفاع احتمالات تدخل تركيا عسكرياً في سورية، مع تمدد القوات الكردية بشكل كبير على الجانب السوري من الحدود السورية التركية المشتركة.
وجاءت التشديدات، أيضاً، بعد زيادة التهديدات الأمنية التي تواجهها تركيا في المناطق القريبة من الحدود، خصوصاً مع التفجير الأخير الذي شهدته مدينة سروج التركية المقابلة لمدينة عين العرب السورية، والذي أودى بحياة عشرات الناشطين الأتراك الذين كانوا يتجمعون في المدينة بنية الدخول إلى عين العرب.
ويزيد ذلك من احتمال كون التشديدات الأمنية التركية غير المسبوقة، ناتجة عن معلومات استخبارية حصلت عليها تركيا، تفيد بنية تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، استهداف المدن الحدودية التركية بتفجيرات مثلما حصل في سروج والهجوم على الجيش التركي قبل يومين، قد تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق التركية القريبة من الحدود السورية.
وكانت وكالة "الأناضول" قد نقلت خبر إيقاف السلطات التركية سبعة أجانب في ولايتي كيلس، وغازي عنتاب، جنوبي تركيا، كانوا يحاولون العبور إلى الأراضي السورية، بطريقة غير شرعية، اثنان منهم ينتمون إلى "داعش".
وأشار بيان، صادر عن مديرية أمن ولاية كيلس، يوم الثلاثاء، إلى أن "القوات الأمنية، ووفقاً لمعلومات استخباراتية، أوقفت شخصين في موقف حافلات بلدة أل بيلي، التابعة لولاية كيلس، يحملان الجنسية الروسية، وينتميان إلى داعش". وأفاد البيان أن "الشخصين قد دخلا تركيا بشكل رسمي بجوازي سفر، إلا أن الجوازين لم يكونا بحوزتهما عندما أوقفا في البلدة، وفتحت السلطات تحقيقاً، بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي".
كما أفاد بيان صادر عن ولاية غازي عنتاب، الثلاثاء، أن "قوات الأمن التركية، أوقفت خمسة أجانب، بينهم طفل، خلال محاولتهم العبور إلى الأراضي السورية، بطريقة غير شرعية يوم الاثنين". ويزيد ذلك من التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجهها السلطات التركية على الحدود السورية التركية المشتركة، خصوصاً مع تعدد الأطراف التي تسيطر على الجانب السوري من الحدود من قوات "حماية الشعب" الكردية و"داعش"، وقوات المعارضة السورية وقوات النظام.
اقرأ أيضاً: الجيش التركي في مواجهة التهديدات: الهيكلية والقدرات