يشاهد الكثير من الناس رياضة التنس، بل يعشقها البعض إلى حد الجنون، وينتظر كثيرون بداية البطولات في شتى أنحاء العالم، والتي تختلف مواعيد إقامتها بين بلد وآخر، وقارة وأخرى، وهناك بعض الأمور التي تعتبر خفية عن جماهير هذه الرياضة، ونستعرض في هذا التقرير 7 معلومات تاريخية، تعرف انطلاقة هذه اللعبة، وكيف انتشرت في العالم، ومتى بدأت قبل أن تصبح على شكلها الحالي.
بكف اليد
يعتقد المؤرخون أن اللعبة بدأت في القرن الثاني عشر شمالي فرنسا، حيث كان يتم ضرب الكرة باستعمال كف اليد. وكان لويس العاشر، لاعباً قوياً في لعبة "jeu de paume"، والتي تطورت بعد ذلك إلى التنس الحقيقي، ويعتقد أنه أول شخص أمر ببناء ملاعب تنس داخلية على الطراز الحديث. وكان لويس غير راض عن لعب التنس في الهواء الطلق، وبالتالي كان يفضل الأماكن المغلقة، وراج الأمر كثيراً في بداية القرن الثالث عشر.
المضرب الأول واستخدام الحائط
بقيت كرة المضرب حتى القرن السادس عشر على حالها حيث استعمل القفاز بدل اليد الخالية لضرب الكرة، لكن بدأ استخدام نوع من المضارب بعد ذلك، وقرر تسمية اللعبة بالـ"التنس" وهو مصطلح فرنسي قديم، ومعناها أخذ ورد، أو تلقٍ، وراجت هذه اللعبة كثيراً في إنجلترا وفرنسا، وعلى الرغم من ذلك كانت المباريات تُجرى في مكانٍ مغلق، وسمح بضرب الكرة بالجدار، وكان هنري الثامن الإنجليزي من عشاق هذه الرياضة، وخلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر بدأ التنس الجديد بالظهور.
فرنسا والتنس
كان فرانسيس الأول ملك فرنسا (1515-1547) عاشق لهذه اللعبة ومروج للتنس الحقيقي، وشجع إجراء المباريات بين الخدم وعامة الشعب، واستمر هذا التقليد الفرنسي الملكي طويلاً. وتوفي اثنين من ملوك فرنسا من جراء التنس، فلويس العاشر مات بسبب البرد الشديد، وشارل الثامن تعرض لضربة أثناء المباراة، فأردته قتيلاً.
إنجلترا والملاعب
العائلة المالكة في إنجلترا اهتمت بالتنس كثيراً، حيث بدأت مع هنري الخامس (1413-1422)، ومن ثم مع هنري الثامن (1509-1547)، وهو الذي أثّر بشكل كبير على اللعبة، وكان يلعب دائماً في ملعب هامبتون كورت الذي بني عام 1530 وفي عهد جيمس الأول (1603-1625)، كانت مدينة لندن تحتوي 14 ملعباً.
الكتاب والمنافسة الأولى
في عام 1555 قام الكاهن الإيطالي أنطونيو دا سكاينو سالوذي، بخط أو كتابة عن عالم التنس، واسماه "Trattato del Giuoco della Palla" "أي معاهدة كرة المضرب"، ونظم الملك شارل التاسع سنة 1571 أول بطولة للمحترفين، وحدد بعض المستويات فيها والقوانين، وتم إنشاء ثلاثة مستويات معترفا بها: مبتدئ، المساعد أي زوجي (فريق)، والماجستير (المستوى الأعلى)، وطلب حينها بتدوين القواعد.
التنس في الأدب العالمي
ذكر التنس الحقيقي في الأدب من قبل ويليام شكسبير الذي كتب "كرات التنس" عن هنري الخامس (1599)، حين تم تقديم سلة تحتوي على كرات التنس، للملك هنري، وكانت بمثابة سخرية من شبابه وعمره وحبه للمرح، وذكر الحادث أيضاً في بعض سجلات والقصص السابقة، وهناك واحدة من الإشارات المبكرة الأكثر لفتاً للنظر، ظهر في لوحة للجيامباتيستا تيبولو، بعنوان موت هياسنتوث (1752-1753)، موضوع اللوحة هو القصة الأسطورية أبولو وهيسنتوث حين ماتت الأخيرة، بعد رمي القرص عليها من قبل الأول وهو إله يوناني.
الازدهار والثورة
ازدهرت اللعبة بعد ذلك بين النبلاء في القرن الـ17 في فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، وفي الإمبراطورية النمساوية المجرية، ولكن عانت من بعض التحفظ، حيث اقتصرت على هذه الفئة فقط، ومع قدوم عصر نابليون، بدأت الأسر المالكة في أوروبا بالتخلي عن التنس الحقيقي إلى حد كبير. وكانت ملاعب التنس منطلقا مهما للناس خلال الثورة الفرنسية، وفي إنجلترا أيضاً، خلال القرن الثامن عشر وانتهى التنس الحقيقي القديم بعد ذلك، وظهرت ثلاثة أنواع جديدة مكانه: "الراكيت" وبالعربية الراح، تلعب بكرة مطاطية، وكذلك الإسكواش، وختاماً التنس الحديث، وبعدها بات التنس لجميع الفئات، وليس لذوي الطبقات الغنية.
اقرأ أيضاً:لعبة "فيفا" ترفع قدرات الجزائريين محرز وسليماني والمصري كوكا