التنس بين 2019 و2020.. إنجازات وطموحات

01 يناير 2020
نادال أنهى عام 2019 في الصدارة (بول كاين/Getty)
+ الخط -
استهل الإسباني رافائيل نادال، المصنف الأول عالمياً، يوم الإثنين الماضي، تحضيراته بمدينة برث الأسترالية استعداداً للمشاركة في بطولة كأس رابطة محترفي التنس (ِATP Cup)، وذلك بعدما أنهى عام 2019 بشكلٍ جيد ليبدأ التحضير للعام الجديد 2020 حين تبدأ رحلة البطولة من 3 إلى 12 يناير/ كانون الثاني الجاري، حين يقود منتخب إسبانيا إلى جانب روبرتو باوتيستا أغوت وبابلو كارينو وبوستا وفليسيانو لوبيز.

بالعودة إلى ما تحقق في عالم التنس عام 2019، فإن الماتادور الإسباني نجح في تحقيق لقبين في البطولات الكبرى "غراند سلام" إلى جانب الصربي نوفاك ديوكوفيتش الذي قام بالأمر عينه، ليؤكدا أنهما الأفضلان في الوقت الراهن، بعد تقدّم السويسري المخضرم روجر فيدرير بالسن، مع التأكيد على ظهور أسماء جديدة على الساحة، ستكون المهيمنة في الفترة المقبلة على غرار الألماني ألكسندر زفيريف واليوناني ستيفانوس تسيتسيباس والروسي دانييل مدفيديف والنمساوي دومينيك تييم.

عام رافا في بدايته لم يكن جيداً البتة، قبل أن يصل إلى دورة روما على الملاعب الترابية المفضلة لديه، فكانت الانطلاقة من هناك في شهر مايو/ أيار حين هزم ديوكوفيتش في المباراة، لينجح على إثرها في تحقيق لقبي رولان غاروس البطولة التي يهيمن عليها من سنوات في فرنسا، قبل أن يرفع لقب بطولة فلاشينغ ميدوز الأميركية على الملاعب الصلبة، ليحصد على إثرها لقب كأس ديفيس بنسختها الجديدة، وكلّ تلك البطولات مكّنته من إنهاء العام في المركز الأول للمرة الخامسة في مسيرته.

على المقلب الآخر رغم عدم تحقيق فيدرير أي لقب في الغراند سلام لكنه وضع اسمه بين المتوجين بدورات الماسترز ذات الألف نقطة حين حصد لقب ميامي، فيما ذهبت بطولتا روما ومونتريال لنادال وكلّ من مدريد وباريس لديوكوفيتش.

وواجه الفرسان الثلاثة صعوبات كبيرة في 2019، بسبب عدّة عوامل، منها الإصابات والتعب والجهد الزائد والتقدّم بالسن، لكن لاعبي الجيل الجديد لم يستغلوا الفرصة بأفضل طريقة ممكنة، على الرغم من أنهم أبانوا عن قدرات هائلة، بعدما كان مدفيديف قريباً من هزيمة نادال في أميركا المفتوحة، مع العلم أنه توج بلقبين في الماسترز في سينسيناتي وشنغهاي، وهو الذي برز أنه اللاعب الأكثر تحقيقاً للانتصارات هذا العام برصيد 59 فوزاً أمام نادال (58) وديوكوفيتش (57).

وسيجد فيدرير نفسه في عام 2020 أمام احتمال التخلي عن عرش اللاعبين الأكثر تحقيقاً للبطولات الكبرى إذ يمتلك 20 لقباً مقابل 19 لنادال.

وفشل السويسري في تحقيق أي لقب بالبطولات الكبرى في الأعوام الثلاثة الماضية إذ كان تتويجه الأخير في عام 2016، مع العلم أنه كان قاب قوسين أو أدنى من رفع لقب ويمبلدون على الملاعب العشبية لولا أن الحظ عانده في مباراة تاريخية أمام ديوكوفيتش.

بعيداً عن الرجال ننتقل للحديث عن الجنس اللطيف، وما حصل في 2019. فعلى مستوى السيدات أثبتت العديد من اللاعبات أنهن يمتلكن مواهب وقدرات كبيرة بإمكانها أن تنفجر في عام 2020.

واستطاعت بارتي صاحبة الـ23 عاماً أن تتوج بلقب بطولة الماسترز لتنهي العام في صدارة الترتيب، بعدما حققت قبله رولان غاروس كأول لقب في الغراند سلام.

على المقلب الآخر نجحت اللاعبة أندرييسكو صاحبة الـ19 عاماً، في التقدم من المركز 178 عالمياً إلى الخامس، بعدما حرمت سيرينا ويليامز من دخول التاريخ، بعدما تفوقت عليها في نهائي فلاشينغ ميدوز على الأراضي الصلبة، لتغدو أول لاعبة كندية تحقق لقباً في البطولات الكبرى بمنافسات الفردي، يومها قالت: "الجيل الجديد هنا، سنتحسن".

وفشلت سيرينا للمرة الرابعة توالياً في تحقيق اللقب الـ24 لها في الغراند سلام، في سعيها لمعادلة رقم الأسترالية مارغريت كورت. إذ خسرت في النهائي أمام أندرييسكو، وقبله نهائي ويمبلدون أمام الرومانية سيمونا هاليب، في تكرار لسيناريو عام 2018 بتغيير الأسماء.

ويعود اللقب الأخير للمخضرمة الأميركية، في البطولات الكبرى إلى أستراليا 2017، حين توجت على حساب شقيقتها الكبرى فينوس، قبل أن تبتعد لأشهر بسبب الحمل ووضع مولودتها الأولى.

ولم تتمكن سيرينا من رفع رصيدها في فلاشينغ ميدوز إلى سبعة ألقاب، ما كان سيتيح لها الانفراد بالرقم القياسي (في عصر الاحتراف) لعدد ألقاب البطولة الأميركية، والذي تتشاركه حالياً مع مواطنتها كريس إيفرت. وقالت سيرينا عقب النهائي يومها: "أنا لا أطارد بالضرورة رقماً قياسياً. أحاول فقط الفوز ببطولات غراند سلام، إنه أمر محبط بالتأكيد، لكن الأهم أنني ما زلت هنا. ما زلت أفعل ما يمكنني القيام به".

ونختم مع الأميركية كوكو غوف، بعدما كانت أصغر لاعبة صاعدة من التصفيات تتأهل إلى بطولة ويمبلدون، فاجأت ابنة الـ 15 عاماً مواطنتها المخضرمة فينوس المتوجة خمس مرات في البطولة، بالفوز عليها في الدور الأول، لتصبح غوف بذلك أصغر لاعبة تفوز بمباراة في القرعة الرئيسية (ليس في التصفيات) منذ عام 1991، علماً بأنها كانت أيضاً أصغر لاعبة تشارك في القرعة الرئيسية لويمبلدون عن 15 عاماً و122 يوماً.

وقالت الأميركية اليافعة حينها "كان حلمي هو الفوز. هذا ما حدث"، قبل أن تنهي هاليب مغامرتها في الدور الرابع.

وكانت اللاعبة اليافعة قد أنهت عام 2018 في المرتبة 875 وتدخل عام 2020 مصنفة 68 عالمياً، بعدما توجت بلقبها الأول في مسيرتها الاحترافية في لينتس النمساوية.




المساهمون