قالت مصادر محلية في مدينة التل، في ريف دمشق الشمالي، إنّ النظام السوري لم ينفذ حتّى الآن البنود المنصوص عليها ضمن الاتفاق، الذي نتج عنه تهجير عدد من سكان المدينة ومقاتلي الجيش السوري الحر المعارضين للنظام نحو الشمال السوري.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، أوضحت الناشطة في مدينة التل وئام الشاهر، "أنّه لم يتم حتى اليوم الإثنين، تنفيذ البنود المتفق عليها من فتح الطريق، وإلغاء اتفاقية المنفوش، وتفعيل الدوائر الحكومية أو تفعيل الأفران المتوقفة عن العمل وإدخال مواد طبيّة للمشافي".
وبينّت الناشطة أن "اتفاقية المنفوش" هي اتفاقية تم عقدها بين قوات النظام وشخص من التجار لقبه "المنفوش"، وذلك في الوقت الذي بدأت فيه قوات النظام بحصار المدينة، وتنص على عدم إدخال أية مواد غذائية أو ألبسة أو أي شيء للمدينة إلا من خلال التاجر "المنفوش" ويتم دفع مقابل كل كيلو خضر 90 ليرة وكل كيلو قماش 150 ليرة.
وإثر ذلك الاتفاق افتتح "المنفوش" مركزاً للتسوق قرب حاجز قوات النظام بالمدينة، وحتى الآن لم يتم إلغاء ذلك الاتفاق، إذ إنّ أية مادة تدخل المدينة تمر إليه قبل الدخول.
ووفقاً لـ"الشاهر"، "لم يفعل النظام شيئاً حتى الآن سوى أنه أرسل مجموعة من قواته على رأسها (العميد قيس فروة)، ودخلت يوم أمس إلى مدينة التل برفقة لجنة المصالحة وقاموا بجولة ضمن أحياء المدينة"، كما أنّه استدعى المقاتلين الذين فضلوا البقاء في المدينة مقابل تسوية أوضاعهم وذلك للنظر في أمرهم، بعد القيام بعملية تسليم سلاحهم، بينما قام بإعلان طالب فيه المتخلفين عن "خدمة العلم" بالتوجه إلى المركز الثقافي بالمدينة من أجل النظر في أمرهم.
وقام النظام أيضا بتفجير نفق في المدينة بحجة عدم إعادة استعماله من قبل المسلحين، كما أنه ما زال يمنع المدنيين من الخروج والدخول إلى المدينة.
وأكد مدير مكتب وكالة قاسيون في دمشق، مازن الشامي، لـ "العربي الجديد"، أنّ الوضع الذي تعيشه مدينة التل من الحصار إلى الآن لم يتغير، وكل ما قام به النظام هو جولة بسبع سيارات في أنحاء المدينة، إضافة لإدخال بعض المواد الغذائية عن طريق التجار."
وتضم مدينة التل وفق مصادر محلية قرابة 700 ألف مدني، ويتراوح عدد سكانها الأصليين من 250 ألفاً إلى 300 ألف، والعدد الباقي هم نازحون من مناطق أخرى في سورية بسبب المعارك والقصف الجوي من قوات النظام والطيران الروسي.
وشهد يوم الثالث من الشهر الجاري وصول ألفي شخص من مدينة التل إلى ريف إدلب، من بينهم 500 مقاتل من المعارضة المسلحة بسلاحهم الخفيف، وذلك تنفيذا لاتفاق فرضته قوات النظام على المعارضة، بعد حصار المدينة والتصعيد العسكري ضدها، وينص الاتّفاق على تهجير عدم الراغبين في إقامة تسوية مع النظام السوري.