وحذّر ناشطون من كارثة ستضرب أكثر من مليون مدني يقطنون في المدينة. وقال المتحدث باسم تنسيقية مدينة التل، أحمد البيانوني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات النظام ومنذ أكثر من 114 يوماً تضرب حصاراً خانقاً على المدينة، إذ تمنع أيضاً دخول المواد الغذائية والطبية والمحروقات، ما تسبب في إغلاق معظم المحلات وارتفاع الأسعار، في ظل انقطاع تام لمادة الطحين ما أدى إلى توقف الفرن الآلي في المدينة عن العمل".
ولفت البيانوني أيضاً إلى عجز المراكز الطبية عن تقديم الخدمات في كل الاختصاصات لعدم توفر المستلزمات الطبية والأدوية.
ومع بداية الثورة عام 2011، نزح عدد كبير من السوريين، ومن مختلف المحافظات إلى مدينة التل، حتى باتت تضمّ نحو مليون نازح إضافة إلى سكانها البالغ عددهم نحو 130 ألفًا.
وأخيراً، وضعت قوات النظام "شبيحات" على أحد الحواجز المحيطة بالمدينة (النقطة)، ليقمن بتفتيش النساء الداخلات إلى المدينة. وذكر البيانوني، نقلاً عن نساء دخلن المدينة أن "الشبيحات" يضربن ويشتمن النساء، ويعاملهن معاملة مهينة، ويصادرن الأغذية التي تحاول بعض النساء إدخالها، واصفاً ما يجري بحق نساء المدينة بـ "المُهين".
وتتبع قوات النظام أسلوب الحصار لـ"ترويض" المدن، التي خرجت عن سيطرتها، وخاصة في ريف دمشق، حيث ضربت حصاراً مُطبقاً على مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية منذ أكثر من عامين، كما حاصرت بعض مدن الغوطة الغربية ومنها داريا ومعضمية الشام. فضلاً عن فرض الحصار على غالبية أحياء دمشق الجنوبية ما تسبب بكوارث إنسانية، إذ توفي أطفال ومسنون جوعاً وبرداً.
ودعا ناشطون إلى تنظيم اعتصام بعد أيام أمام لجنة المصالحة في مدينة التل للمطالبة بفك الحصار وإدخال مواد غذائية وطبية، والسماح بخروج ودخول قاطني المدينة، إلا أن المتحدث باسم تنسيقية التل، قلّل من أهمية هذه الدعوة كونها صادرة عن ناشطين خارج سورية، مشيراً إلى أن لجنة المصالحة عاجزة عن فعل شيء لإنقاذ المدنيين.
اقرأ أيضاً: ستالينغراد سورية... عام ثالث على حصار داريا