التلفزيون العربي في عيده الرابع: جرعة سياسية إضافية

25 يناير 2019
تحاول القناة كسر قتامة المشهد (أحمد الداوودي)
+ الخط -
قبل 4 أعوام، انطلقت شبكة "التلفزيون العربي" لتكون إحدى المنصات التي أخذت وأعطت في الوقت نفسه، من وإلى روح الشباب، الذي خرج إلى الشوارع في عدة عواصم عربية، مطالباً بالتغيير السياسي، لتحقيق آماله بالحرية والعدالة الاجتماعية والرفاه الاقتصادي.

وتمكنت شبكة "التلفزيون العربي" خلال مسيرة سنوات قصيرة، من حجز مكانة لها في وعي المشاهد العربي خلال منافسة لم تكن سهلة على ساحة الإعلام، لتستحوذ على متابعة متميزة تحترم عقل ووجدان المشاهد، عبر سلّة من البرامج المتنوعة سياسياً وفكرياً وفنياً وترفيهياً، الرصينة بمحتواها والجذابة بعرضها، متوخية المعايير المهنية.

ومع دخول الشبكة عامها الخامس، يصف عباس ناصر مدير "التلفزيون العربي" القناة بأنها "قناة الإنسان"، لذلك سعت كاميرا "العربي" لتروي حكايات المنهكين من ويلات الحرب في اليمن وسورية، ولتكون صوتًا لمكمَّمي الأفواه في مصر، ولتضيء على الصامدين في وجه الاحتلال في فلسطين، مؤكدًا اهتمام "العربي" بالإنسان في أي بقعة من هذا العالم، إذ رصدت شاشته قوافل المهاجرين غير الشرعيين بين أميركا والمكسيك، وقوارب الموت المكتظة بهم في بحار العالم، والإبادة الجماعية بحق الروهينغا في ميانمار.



ويشير ناصر، في حديثه مع "العربي الجديد"، إلى سعي "العربي" في الوقت نفسه، إلى إفساح المجال للأمل الذي لا يمكن للحياة أن تستمر من دونه، كاسرًا قتامة المشهد المأساوي بالحكايات المبهرة لأناس نجحوا وأبدعوا في ابتكاراتهم وتشبثهم بالحياة، على الرغم من حصارهم بكل أسباب الخيبة والفشل، إدراكًا لأهمية "الإعلام الإيجابي" بحسب وصفه.  

ويشدد ناصر على استمرار رسالة القناة، بتبني أجندة قيمية وأخلاقية ومعرفية، غير مرتهنة لأي هيمنة سياسية أو إيديولوجية ضيقة، يفسرها بقوله: "إن الشبكة تسعى دوماً لأن تكون الأكثر موضوعية ومهنية، عبر الالتزام بالحياد السياسي وليس الأخلاقي، من خلال الحرص على عدم الوقوع بالحياد المزيف، ما يستدعي منا الانحياز للضحية وعدم مساواتها بالجلاد"، مؤكداً على أن الشبكة ستظل خارج موجة الاستقطاب الإعلامي العربي والعالمي في كثير من الأحيان، لهذه الثنائية.
جديد الشبكة في عامها الخامس... سياسة وجرأة أكثر

يؤكد محمد أبو العينين، مدير البرامج في شبكة "التلفزيون العربي"، بأن الشبكة ستسعى في عامها المقبل إلى زيادة الجرعة السياسية، من خلال فرد مساحة أكبر للأخبار السياسية، مع الحرص على عدم الاقتصار على ملاحقة الخبر بل البحث في أسبابه ومآلاته، وهو النهج الذي واظب عليه "العربي" في عديد برامجه، مثل "تقدير موقف" و"للخبر بقية" وغيرها.



ويضيف أبو العينين لـ"العربي الجديد": "هناك وجهة نظر سائدة حول التغير في أعداد المشاهدة ومتابعة الأخبار والبرامج التلفزيونية لصالح وسائل التواصل الاجتماعية، حيث باتت الأخيرة المصدر الرئيسي للأخبار لا سيما بين أوساط الشباب، لكن في المقابل تغيب عن تلك المنصات معايير الضبط والتحقق التقليدية، ما خلق شكوكًا لدى شريحة من رواد تلك المواقع عززتها فضائح كبرى كشفت عن استغلال تلك المنصات في توجيه الرأي العام، مثل فضيحة كامبريدج أناليتيكا، وفضيحة التدخل الروسي للتلاعب بالناخب الأميركي وتوجيهه".

وفي هذا المجال، سيثبت التلفزيون "العربي" في استراتيجيته الجديدة لمكافحة الأخبار الكاذبة، أن تلك الشريحة كانت على حق في نظرتها المتشككة، من خلال هجمة مرتدة سينفذها "العربي" على منصات التواصل الاجتماعي، وما تحمله من تزييف للوعي. ويأمل التلفزيون جذب الكثيرين من رواد التواصل الباحثين عن الحقيقة إلى شاشته، من خلال برنامج متخصص، يكشف الأخبار الكاذبة ومن يقف وراءها، ويقرأ الأهداف المستترة لمحاولات تزييف الوعي العربي.

ويتابع أبو العينين: "عوّد العربي مشاهديه على الجرأة في اختيار القضايا التي يطرحها، وكشف المسكوت عنه اجتماعيًا، لا سيما في ما يخص المرأة وما تتعرض له من انتهاكات، تجلى ذلك في برنامج "شبابيك". وإلى جانبه، سيقدم تلفزيون "العربي" برنامجاً يعالج بالجرأة نفسها، قضايا شائكة تشغل بال المواطن وتؤثر في حياته، ليفند القراءات المختلفة بشأنها، وبعضها له طابع ديني، كاشفاً عن قراءاتها المتعددة، سعيًا لتحرير المشاهد من هيمنة القراءة الواحدة أو السائدة". ويختم: "سيكون العام القادم بمثابة تجديد لعهد استمر طوال 4 سنوات".
 
المساهمون