أثارت التعزيزات البرّية الأميركية في محافظة الأنبار، بهدف تحريرها من تنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش)، ارتباكاً في صفوف الأخير، إذ عمد إلى تجميد بعض نشاطاته الميدانية، وإدخال تغيرات على الاستراتيجية التي يتّبعها في المحافظة.
وقال عضو مجلس المحافظة محمد فرحان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تنظيم داعش يعاني اليوم من إرباك كبير في صفوفه، بعد أن أصبحت معركة الأنبار قريبة المدى، ووصلت الأسلحة الأميركية الى المحافظة وقوات بريّة".
وأضاف أنّ "داعش جمّد كافة نشاطاته على الأرض في عموم المحافظة، سوى بعض الهجمات البسيطة والتي لا قيمة لها والتي ينفّذها هنا وهناك، محاولاً من خلالها إثبات وجوده في المحافظة، وعدم خشيته من المعركة".
وبحسب فرحان، فإن "أغلب قادة التنظيم انشغلوا هذه الفترة بأعمال التحصين وتكوين خطوط دفاعيّة فقط، فضلاً عن مساعيهم لإخراج عوائلهم من المحافظة حفاظاً على أمنهم"، مشيراً الى أنّ "الاستعدادات حققّت اليوم انتصاراً معنويّاً على داعش، سيسهم بحسم المعركة ميدانيّاً بأقل الخسائر".
ويلاحظ أهالي الأنبار من غير النازحين في المناطق التي يسيطر عليها داعش، تغيّراً كبيراً في استراتيجيّة التنظيم، ومحاولات لتلافي الهجوم، فضلاً عن تغيّر معاملتهم مع الأهالي، محاولين كسب ودّ السكان، وفق فرحان الذي أكد أن "كل ذلك يؤشر إلى الانكسار الكبير في معنويات التنظيم".
من جهته، قال القائد العشائري في المحافظة، الشيخ عبد الرحمن المحمدي، لـ"العربي الجديد" إنّ "داعش يعيش اليوم حالة رعب، ويعلم أنّه يخوض معركة خاسرة في الأنبار".
وأوضح أنّ "التنظيم أثبت وجوده وقوته خلال معاركه مع مليشيات الحشد الشعبي، والتي يعلم أن لا ولاء لها للوطن ولا للمحافظة، وتمكن من قهرها وإجبارها على الانسحاب، وأنّه يعلم جيداً ما الذي تستطيع فعله عشائر المحافظة التي تقاتل حتى الموت في سبيل أبنائها ونسائها، وأنّ تجربة العشائر التي قهرت تنظيم القاعدة في 2007، والتي قاومت داعش خلال عام ونصف، لم تغب عن ذاكرته".
وأشار الى أنّ "الدعم والتنسيق والتعاون المشترك، بين العشائر والجيش والقوات الأميركية، أثار رعب التنظيم وكسر معنويّاته".
بدوره، رأى الخبير الأمني، أحمد السعيدي، في حديث مع لـ"العربي الجديد"، أنّ "معركة الأنبار اليوم لا تحتاج سوى تكثيف الضربات الجويّة على معاقل داعش".
وأوضح أنّ "داعش خسر المعركة وهو موقن بذلك، وأنّ كل المعطيات تؤشر أنه في طور الانكسار والخروج من المحافظة"، مؤكّداً أنّ "المعركة المعنويّة اليوم بحاجة الى تكثيف الضربات الجويّة على معاقل داعش في المحافظة فقط، والتي من خلالها ستنهار معنويّات التنظيم بشكل كامل وستسنزف قوّته وقد تحسم المعركة من خلال تلك الضربات".
ورجّح أن "يسحب داعش قواته من المحافظة، في حال استمرت الاستعدادات واستمرت حالة الانكسار التي يعيشها".
اقرأ أيضاً: مؤتمر لتوحيد صفوف عشائر الأنبار بوجه "داعش"