التضييق على الصحافة يقتل: "النموذج" الصيني يحاصر العالم

16 ابريل 2020
اختفى فانغ بين في فبراير (إسحق لورانس/فرانس برس)
+ الخط -
في التعليقات حول تفشي كورونا، وانطلاقاً من نزوع المواطنين حول العالم للتمسّك بمفهوم الدولة التي تحميهم خلال أزمةٍ صحيّة كهذه، تكثّفت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى "الديكتاتوريّة" كـ"ملاذٍ يقي من الموت" جرّاء الفيروس. تكرّس ذلك بعد انتشار الوباء في الدول "الديمقراطية"، كالولايات المتحدة الأميركيّة وأوروبا، وتقصير أنظمة تلك البلدان في تقديم رعايةٍ صحيّة لمواطنيها، ولطاقمها الطبي أيضاً، تزامناً مع تقارير بثّتها الصين بكثافة عن "نجاحها" في احتواء الوباء وإعادة الحياة للمناطق التي تفشى فيها. 
لكنّ الحقيقة أنّ تلك المقاربة ساذجة، إذ إنّها تغرق في تصديق البروباغندا والمواد الدعائيّة الرسمية، في ظلّ غياب صحافةٍ حقيقيّة إثر التعتيم الإعلامي والتضييق على حرية التعبير في الصين. في حين أنّ الواقع بعيدٌ جداً، ويختفي مع اختفاء الصحافيين الصينيين الذين تجرّأوا على تحدي الرقابة وقول الحقيقة كي يحموا ذاكرتهم الاجتماعيّة... فأُخرسوا.

في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بدأت حالات لمرض يشبه "السارس" تنتشر في ووهان الصينيّة، لكنّ العالم لم يعرف المعلومات الحقيقيّة عنها إلا بعد ثلاثة أسابيع، أي عند الإعلان الرسمي الصيني عن الإغلاق بسبب فيروس كورونا. في ذلك الوقت، تحدّث طبيب العيون في مستشفى ووهان المركزي، لي وينليانغ، في مجموعة تراسل مغلقة على "وي تشات"، عن وباء محتمل ينتقل بين البشر، لينتشر تحذيره بكثافة على تطبيق التدوين الصيني "ويبو". كانت السلطات بين مَن شاهدوا المنشورات، فتمّ اعتقال وينليانغ مع 7 من أطباء آخرين، بينهم آي فين، تم استجوابهم، وأجبر وينليانغ في الثالث من يناير/كانون الثاني، على التوقيع على اعتراف بأنّه "نشر ادّعاءات كاذبة على الإنترنت". في الأول من فبراير/ شباط، أصيب وينليانغ بالعدوى ليتوفى بعدها بستّة أيام، أي في الساعات الأولى ليوم 7 فبراير.
تسبّبت وفاة وينليانغ بغضبٍ شديد في الصين، حيث طالب زملاؤه ومواطنون بحريّة التعبير، وبدأ "العصيان الإلكتروني" يأخذ شكلاً أوسع وأكثر شجاعةً. انتشر وسم "أنا أريد حريّة التعبير" على منصات التواصل، قبل أن تحجبه السلطات الصينية وتمنع تداوله من التطبيقات، مع آلاف التعليقات المنتقدة والمعلّقة على وفاته.

النموذج الصيني هذا، يبدو هو نفسه مستقبل العالم حالياً. ففي الأوقات المشابهة لتلك التي نعيشها اليوم، تبدو الحرية على كل مستوياتها هامشية، مقارنة بالتمتع بالصحة، والبقاء على قيد الحياة. فكيف إذا كانت تجربة قمع الحرية مرتبطة بدعاية عنوانها الانتصار على فيروس كورونا؟ ما كانت تداريه الصين في السنوات السابقة، باتت تجاهر به: القمع أداة من أدوات الانتصار على الوباء.

لكنّ المواطنين الصحافيين الذين كانوا يفتّشون عن الحقيقة لنقلها للمواطنين في ووهان وغيرها من المناطق الصينيّة، لم يذعنوا للرعب الذي بثّته السلطات. قام تشين تشوتشي، وهو محامٍ اشتُهر على المنصّات الصينيّة في عام 2019 خلال تغطيته التظاهرات المطالبة بالديمقراطية في هونغ كونغ، بالسفر عبر القطار إلى ووهان في هوباي، يوم 23 يناير/ كانون الثاني. على مدى أسبوعين، نقل تشوتشي حقيقة ما يجري في المدينة عبر سلسلة مقاطع فيديو قصيرة، بعضها يظهر فيها شخصياً، وبعضها تُظهر المئات من المواطنين مكّدسين في أروقة المستشفيات، ونقصاً في المعدات الطبية، وبطئاً في التعامل مع المرضى، وجثثاً مكدّسة على
الأسرّة وفي باصات قريبة للمستشفى...
في فيديوهاته الميدانية، يسأل تشين، الذي خسر وظيفته بسبب تغطياته: "أيّ نوعٍ من الصحافيين ستكون إذا لم تهرع إلى الخطوط الأمامية في حالاتٍ كهذه؟". يشرح الواقع ويستصرح مواطنين وينقل صرخات وآلام آخرين أصيبوا أو خسروا أفراداً من عائلاتهم بسبب إنكار السلطات في البداية وجود المرض.
خلال أسبوع، سألت السلطات عائلته عن مكانه، واتّصلت به. "أنا خائفٌ جداً. أمامي فيروس، وخلفي قوة الصين القانونية والإداريّة. سأواصل التغطية طالما أنا في المدينة. أغطي فقط ما أسمع وما أرى"، يقول تشين في فيديو نشره يوم 30 يناير. يذرف دموعاً ثم يقول: "لستُ خائفاً من الموت. هل تعتقدون أنّي خائف منكم أيها الحزب الشيوعي؟"، منهياً الفيديو بغصّة.
يوم الرابع من فبراير، نشر تشين آخر فيديو له. فيه، أجرى مقابلةً مع مواطن من ووهان يُدعى آي مينغ، قال إنّ والده توفّي جرّاء الفيروس، بعدما انتقلت إليه العدوى خلال فحصٍ طبي عادي في بداية يناير، أي قبل اتّخاذ إجراءات للوقاية.
اختفى تشين في السادس من فبراير. قالت والدته إنّ السلطات أبلغتهم يوم 7 فبراير بأنّه "تحت السيطرة". في فيديو على "يوتيوب"، يقول أحد أصدقائه، شو شياو دونغ، إنّه "أُجبر على العزل" بالرغم من أنّه لم يُظهر أي عوارض، أي أنّه اعتقل. حُذفت جميع مقاطعه من "ويبو" و"وي تشات". لم تُعرف عن تشين أي معلوماتٍ بعدها.



يوم 25 يناير/ كانون الثاني، نشر فانغ بين، وهو رجل أعمال من ووهان، أول مقطع فيديو لتغطيته في المدينة، حيث ظهر أمام مستشفى ووهان المركزي، يعدّ جثثاً مكدّسة في باصٍ أمامه: "ثمانية أشخاص في 5 دقائق... كثيرون في عداد الموتى!"، يقول. حُذف الفيديو الذي حاز على آلاف التعليقات والمشاهدات. بعد أسبوع، أي في الثاني من فبراير/ شباط، صادرت الشرطة حاسوب فانغ واستجوبته. بعد يومين، نشر بثاً مباشراً يُظهر شرطةً بزيّ مدني تحاصر منزله. خلف باب حديدي، يسأل فانغ عن هوية من يقفون على بابه، فيجيب أحدهم بأنّه شرطي. يستفسر فانغ أكثر: من أي فرعٍ أنتم؟ ما هو عددكم؟ يؤكد الشرطي أنّهم اثنان فقط، فيما يعدّ
فانغ أربعة أشخاص وخامساً يصوّر. ماذا تفعلون هنا؟ نريد أن نطرح عليك بعض الأسئلة، يجيبون. لم يفتح فانغ بين الباب، كي يتجنّب الاعتقال.
يوم السابع من الشهر نفسه، تحدّث فانغ، باكياً، في مقطع فيديو: "اختفى المحامي تشين تشوتشي. تمّ حظر حسابي على وي تشات. أصدقاؤنا قلقون للغاية (...) على الجميع أن يتحرك كي تنتشر الحقيقة". في التاسع من فبراير، نشر فانغ رسالته الأخيرة. مقطع فيديو صامت من 12 ثانية يظهر ورقةً كتب عليها: "ليقاوم جميع المواطنين. القوة للناس". بعدها، اختفى فانغ بين. توقّف عن الرد على هاتفه والنشر على وسائل التواصل وبينها حسابه على "تويتر".


استقال المذيع لي زيهوا (25 عاماً)، من عمله في قناة CCTV الصينيّة الرسميّة (إحدى أذرع الدولة الدعائية)، وغادر إلى ووهان. كان شاباً وسيماً على طريق النجومية، لكنّه قرر أن يكون أحد المواطنين الصحافيين الذين يقاومون الرقابة لإيصال الصوت الحقيقي حول ما يجري في المدينة، عبر "ويبو" و"يوتيوب". أجرى لي مقابلاتٍ مع مقيمين ووافدين في ووهان، كما زار منازل الجنازة متحدثاً إلى عاملين فيها.
عبر فيديوهات لي (وغيره العشرات من المواطنين الصحافيين)، عرف العالم أنّ السلطات الصينيّة لم تقم بما يكفي لاحتواء الفيروس، كما كان هناك نقصٌ كبير في المواد الغذائيّة. أصرّ
على الاستمرار، قائلاً في أحد مقاطعه "إن اختفى تشين تشوتشي، سيظهر 10 ملايين تشين تشوتشي غيره".
لم تكن السلطات لتدع ذلك يحصل. يوم 26 فبراير، نشر لي مقطع فيديو قصيراً، بنَفسٍ متقطّع وصوتٍ يملأه الخوف، يطلب النجدة: "تتم ملاحقتي، أقود بسرعة جنونية. خلفي سيارة مدنية فيها ضابط مخابرات تلاحقني. لا بدّ أنّهم يريدون عزلي... أحتاج للمساعدة". في اليوم نفسه، نشر لي بثاً مباشراً استمرّ لأكثر من ثلاث ساعات. يطفئ النور ويشعله، يتنقّل في غرفته وفي المنزل، ويتحدث عن احتمالات اعتقاله. مع اقتراب نهاية البثّ، يطرق شرطيان بلباس أسود بابه. يتلو لي خطابه الأخير: لقد التزمتُ بالقوانين والدستور. صحّتي أحسن ما يكون. لقد التزمتُ بمبادئ الصحافة التي تعلّمتها. أستحقّ عائلتي وأستحقّ وطني. ضميري مرتاح". ثم يصرخ مقتبساً قولاً لـ لو تشون، يؤكد فيه أنّ "هناك دائماً مواطنين مستعدين لأن يكونوا فداءً لمواطنين آخرين. أن يكونوا شهداء. وهؤلاء هم العمود الفقري لبلدنا". يضيف لي في آخر كلماته: "لن أخرس. لن أقول غير ما أرى. كان يمكنني أن أعيش حياةً سعيدة.... آمل أن يكون هناك الكثير من الشباب، مثلي، يجرؤون على قول الحقيقة". لم يسمع أحد (من الشعب) صوت لي زيهوا بعد ذلك اليوم.


في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن بروفيسور صيني عبر قناة CCTV الرسمية، أنّ الفيروس ينتقل بين البشر. كان ذلك الإشعار الأول للشعب بالخطر المرتقب، لكنّه كان متأخراً. في اليوم نفسه، خرج الرئيس الصيني، شي جينبينغ، في أول خطابٍ رسمي عن فيروس كورونا، متحدثاً عن ضرورة تكافل الشعب وتقديم كلّ ما يمكن لمجابهة المرض. جاء ذلك بعد ثلاثة أسابيع من اتهام الطبيب لي وينليانغ بنشر الأخبار الكاذبة، وبعد أسبوعين على أول وفاة مؤكّدة نتيجة الفيروس، في التاسع من يناير، لرجل يدعى زينغ، ويبلغ من العمر 61 عاماً. أغلقت ووهان يوم 23 يناير، وأجبر 11 مليون شخص على الحجر المنزلي فيها، فيما تأثر أيضاً 57 مليون شخصٍ في 15 مدينة أخرى. في ذلك الوقت أيضاً، كانت هناك حالة مؤكّدة في الخارج: سائح من ووهان مصاب بالفيروس في تايلند.
نهاية يناير/ كانون الثاني، بعد أيام من الإغلاق، أطلقت الصين الخطة الدعائية الخاصة بفيروس كورونا. تدريجياً، بدأت مساحة التغطية التي اغتنمتها مؤسسات صحافية كموقع "تساتشين" ومواطنون صحافيون بالتقلّص. حازت مقاطع الفيديو الميدانية والتقارير من الصحافيين الصينيين على قراءات ومشاهدات عالية، لكنّها لم تدم طويلاً. حُذفت أغلب التقارير في محاولةٍ لدفن التقصير الصيني الحكومي والدلائل على البطش تجاه من يقول الحقيقة. هنا، ارتفعت وتيرة التغطية في المؤسسات الرسمية الصينيّة، لكنّ أغلبها كان يتحدث عن "النجاح الصيني الرائع". باستخدام أسلوب "الشفافية المُدارة"، وبتعابير تدل على "البطولة"، وُصف أداء الأطباء والمواطنين وجهات التعامل مع الفيروس في الإعلام الصيني الرسمي. حتى لي وينليانغ، الطبيب المتّهم بالأخبار الكاذبة، نعاه التلفزيون الصيني بكلماتٍ ركّزت على أدائه الطبي، وعُمّمت لتثني على أداء الأطباء جميعاً، مع إخفاء حقيقة كونه المُبلّغ الأول عن الفيروس.

سريعاً، تحرّك صحافيو الصين. فبينما كان الناشطون والصحافيون يقومون بالتوثيق على الأرض، كان ناشطون وصحافيون آخرون يوثّقون تلك التقارير قبل حذفها من الشبكة، وهو ما حصل بكثافة بين 28 يناير و3 فبراير، حين حذفت تقارير من مواقع صحافية ومنشورات عن "ويبو" و"وي تشات". حاول هؤلاء الناشطون إخفاء هوياتهم حتى لا يلقوا مصير زملائهم المختفين والمعزولين بالإكراه نفسه. ترجموا مئات المقالات المنشورة باللغات الصينية إلى الإنكليزية، ورفعوا لقطاتٍ (سكرينشوتس) عن المنشورات المرتقب حظرها على شبكةٍ للأرشيف. حاولوا حفظ قصص الصينيين قبل أن تمحى وتنسى كأنّها لم تكن، حسبما تقول الصحافية الصينية في نيويورك، شين لو.


نهاية فبراير/ شباط، كانت حريّة الصحافة قد اختفت تقريباً مع الحذف المستمر والرقابة المرتفعة والدعاية المكثّفة حول "ريادة الصين"، واتّهام خصومها السياسيين بالفشل، لا بل إغراق الشبكة بنظريات مؤامرة تتّهم هؤلاء الخصوم بنشر الفيروس في ووهان لضرب الصين. لكنّ ذلك لم يكن كافياً للنظام الصيني المتعطّش للقمع. فُرضت قوانين جديدة تزيد من التضييق على حريّة الإنترنت، وكان بينها "منع نشر المواد السلبيّة"، بين يناير/ كانون الثاني ومارس/ آذار. لاحقاً، طردت الصين 13 صحافياً يعملون في مؤسسات أميركية، متذرّعةً بحرب تصريحات بينها وبين واشنطن، حيث كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يكثّف من عنصريّته تجاه الصينيين. تزامناً، استعرّت بروباغندا الصين، فاستخدمت الآليات الممنوعة على المواطنين، كالتلفزيونات وشبكات التواصل، الصينية منها والأميركيّة المحظورة، لنشر المواد المحرّفة، مستغلّة عشرات الآلاف من الحسابات على "فيسبوك" و"تويتر" لنشر الدعاية باللغة الإنكليزيّة.

5511 حالة "معاقبة" بسبب التعبير في الصين تحدّثت عنها وسائل الإعلام الرسمية حتى 21 فبراير/ شباط الماضي فقط، أي أعلى بأكثر من ألفين من عدد الوفيات البالغ قرابة 3300
جرّاء الفيروس حتى 11 إبريل/ نيسان. حتى 26 مارس/ آذار الماضي، وثّقت مجموعة المدافعين عن حقوق الإنسان في الصين CHRD أكثر من 897 حالة مؤكّدة لتلك الإجراءات العقابيّة، بسبب منشورات على الشبكة عن الفيروس. حصل العقاب الأول، وكان اعتقالاً إدارياً لمدة 10 أيام، في 18 يناير/كانون الثاني في مدينة هاربن لمواطن/ة يدعى يانغ، بسبب منشورات اعتُبرت "سلبية" وتسببت "بالذعر" على "وي تشات". كان ذلك قبل 5 أيام من إعلان إغلاق ووهان بسبب تفشي كورونا. استمرّت الإجراءات العقابيّة، وتنوّعت بين الاعتقال الإداري من 3 إلى 15 يوماً، والإجبار على الاعتراف بارتكاب "الأخطاء"، الغرامات، والتوبيخ التربوي أو الاعتقال الجنائي، بحسب المجموعة. هذا فيما تؤكّد مقاطع الفيديو التي تداولها المواطنون الصحافيون أنّهم "أجبروا على العزل"، بالرغم من عدم ظهور أي عوارض عليهم، ثم اختفوا.

تؤكّد تلك التقارير والأحداث والأرقام أنّ الصين بدأت الإجراءات العقابيّة على حريّة الكلمة والتغطية حول فيروس كورونا قبل بدئها بمكافحة المرض نفسه بثلاثة أسابيع على الأقل. في ذلك الوقت، كان يُمكن للصحافيين أن ينقلوا الحقيقة إلى العالم، ما كان من شأنه أن يحمي حياة المئات ممّن توفوا نتيجة الإصابة بكورونا حول العالم، حسبما تشير دراسة من "ساوث هامبتون"، نشرت في مارس/ آذار الماضي، والتي تؤكّد أنّ 86 بالمئة من الإصابات كان يمكن تجنّبها لو أنّ الصين فرضت القيود بداية يناير بدلاً من نهايته (الصين لم تبلغ منظمة الصحة العالمية بأن الفيروس ينتقل من إنسان إلى آخر إلا في 20 يناير). تقول منظّمة "مراسلون بلا حدود" إنّ تقارير فرديّة من أطباء وصحافيين في الفترة ما بين 25 ديسمبر/ كانون الأول و13 يناير/ كانون الثاني قُمعت بكثافة على الإنترنت، فتسبّب التضييق بخسارات في الأرواح حول العالم، معتبرةً أنّ لولا ذلك التضييق، ربما لم يكن كورونا ليصبح جائحةً عالمية. يقاوم الصحافيون الصينيون الرقابة، في محاولةٍ منهم لحفظ قصصهم الإنسانيّة وذاكرتهم الجماعيّة، قبل أن تطاولها يد الحذف، فتمحوهم من الوجود للأبد، فيما تظلّ صورة "النجاح" الصينيّة الدعائيّة موجودةً لا يمسّها حظر، لتُصبح "الحقيقة" الجديدة.
المساهمون