التسجيل عن بعد عقبة جديدة أمام طلاب الريف التونسي

12 سبتمبر 2019
يتضرر التلاميذ من القرارات الحكومية (العربي الجديد)
+ الخط -
زاد قرار حكومي بفرض التسجيل الإلكتروني من مصاعب العودة المدرسية لتلاميذ الريف التونسي، إذ يضطر أولياء التلاميذ للسفر إلى المدن القريبة أو القرى المربوطة بشبكات الإنترنت لتسجيل أبنائهم.

ويعتبر التسجيل الإلكتروني أحدث الصعوبات التي تعترض تلاميذ الريف، إلى جانب مصاعب النقل المدرسي، وتوفر الإطار التربوي، فضلا عن زيادة تكاليف اللوازم المدرسية، ما يهدد بارتفاع نسب الأمية التي تحاول تونس مقاومتها بنشر المؤسسات التعليمية في كافة الأرياف.
ويشكو الريفيون من فرض وزارة التربية تسجيل التلاميذ عبر موقع إلكتروني خاص، ودفع الرسوم بالبطاقات الإلكترونية، بينما في السابق، كانت إجراءات التسجيل بالمدارس الحكومية تتم داخل مقار المؤسسات التربوية، كما تدفع الرسوم نقدا.
وتبلغ كلفة الترسيم بالمدارس الحكومية في المرحلة الابتدائية 4 دنانير (دولاران أميركيان تقريبا) و8.6 دنانير في المرحلة الثانوية، في حين ينص الدستور التونسي على أن التعليم إلزامي إلى سن السادسة عشرة.
ويفرض القرار الجديد صعوبات عدة على الأولياء، بحسب نشطاء في المجتمع المدني تطوعوا لمساعدة التلاميذ على إتمام إجراءات التسجيل من خلال إتاحة حواسيبهم وبطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بهم لطلاب المناطق الريفية لتجنيبهم كلفة التنقل لإتمام الإجراءات.
وقال المدرس مبروك الصايم، من مدينة الصخيرة (جنوب)، إنه قرر أن يتفرغ طيلة الأسبوع لمساعدة التلاميذ على التسجيل دون مقابل، مشيرا إلى أن "المجتمع المدني مطالب بلعب دور لتذليل الصعوبات أمام طلاب الريف والفقراء. شريحة كبيرة من الطلاب تنقصهم الإمكانيات المادية، ومهددون بالانقطاع المدرسي لأسباب من بينها الأعباء الإضافية للتسجيل الإلكتروني".
وأكد الصايم لـ"العربي الجديد"، أنه ساعد مئات الطلاب من أبناء منطقته على التسجيل، مشيرا إلى ضرورة الانخراط في مجهود مجتمعي من أجل الحد من أسباب الانقطاع عن الدراسة التي تهدد التلاميذ.

وأوضح وزير التربية، حاتم بن سالم، أمس الأربعاء، أن "عدد التلاميذ المسجلين عن بعد في التعليم الابتدائي بلغ  أكثر من مليون و92 ألفا، وأن عدد تلاميذ الإعدادي والثانوي المسجلين عن بعد تجاوز 736 ألفا، وباب التسجيل ما زال مفتوحا لبقية التلاميذ".

ويعزو تربويون استشراء الانقطاع المدرسي في تونس، إلى الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها الأسر محدودة الدخل، إذ تسجل تونس سنويا انقطاع أكثر من 100 ألف تلميذ عن الدراسة، بالإضافة إلى مغادرة أكثر من 4 ملايين تونسي للمؤسسات التربوية في مراحل ما قبل التعليم الجامعي.
وحذر تقرير مشترك نشرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف بالتعاون مع البنك الدولي من أن 25 في المائة من أطفال تونس فقراء، وأن الأمر ينعكس على عملية التمدرس، مؤكدا على أن مكافحة الانقطاع المدرسي من أكبر التحديات في تونس.

المساهمون