الترابي ينتقد قرار الحكومة السودانية إغلاق المركز الثقافي الإيراني

04 أكتوبر 2014
ضغوط سعودية وراء إغلاق المركز الإيراني (أشرف الشاذلي/فرانس برس)
+ الخط -
وجّه الأمين العام لحزب "المؤتمر الشعبي" السوداني المعارض، حسن الترابي، اليوم السبت، انتقادات علنية لقرار الحكومة إغلاق المركز الثقافي الإيراني، معتبراً القرار أنّه جاء "استرضاء للسعودية".
ودعا الترابي خلال خطبة العيد التي ألقاها أمام حشد من أنصاره في حي (مايو)، أحد أكبر الأحياء الشعبية جنوبي العاصمة الخرطوم، إلى وحدة المسلمين بكل طوائفهم، مستهجناً ما وصفه بـ"التقسيم الطائفي للمسلمين" باعتباره "يبدد قوتهم ويزيد من الهيمنة الغربية عليهم".
وأضاف:"علينا أن نشايع (نقف بصف) من هو على حق ونخاصم من هو على شر ونتقي الله ليرزقنا وينصرنا وليس كما يفعل هؤلاء، (في إشارة إلى الحكومة السودانية)، يذهبون إلى آل سعود ويقولون لهم أغلقنا المركز الإيراني فادعمونا".

وأغلقت الحكومة السودانية الشهر الماضي المركز الثقافي الإيراني بحجة "تجاوز التفويض الممنوح وسعيه لتحقيق مكاسب طائفية وتهديده للأمن الفكري والاجتماعي". غير أنّ مراقبين قالوا إن السبب الرئيسي للإغلاق هو "محاولة الحكومة استرضاء الرياض الغاضبة من التقارب بين الخرطوم وطهران"، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول".
وتتصدر السعودية قائمة الاستثمارات العربية في السودان بأكثر من 4 مليارات دولار وهي ثاني أكبر شريك تجاري لها بعد الصين.

وتوترت العلاقة بين الخرطوم والرياض بشكل خاص عقب رسو سفن إيرانية حربية على الساحل السوداني على البحر الأحمر في أكتوبر/تشرين الأول 2012، وفي ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه. على الرغم من أن دوافع هذا الرسو، حسب خبراء، كان القصف الإسرائيلي الذي تعرض له مجمع اليرموك للصناعات الحربية جنوبي الخرطوم قبل أيام من وصول السفن.

ومنذ عام 2009، قصفت إسرائيل أكثر من مرة أهدافاً في الأراضي السودانية بذريعة الحد من تهريب أسلحة إيرانية عبر السودان مروراً بصحراء سيناء المصرية إلى قطاع غزة، ودأبت الخرطوم على نفي تهريب أي أسلحة للفصائل الفلسطينية في غزة.
وعلى الرغم من سعي الخرطوم لموازنة علاقتها بين طهران والرياض باستضافتها لسفن حربية سعودية في فبراير/شباط 2013، غير أنّ العلاقات لم تتحسن بعدما استقبلت البحرية السودانية مجدداً سفناً إيرانية في سبتمبر/أيلول 2013 وأخرى في مايو/أيار الماضي.

وفي مارس/آذار الماضي، أوقفت الرياض تعاملاتها المصرفية مع البنوك السودانية وقلصت إيراداتها من المواشي السودانية التي تقدر بنحو 50 في المائة من حاجتها.
وأقر وزير الخارجية السوداني علي كرتي في مايو/أيار الماضي، ولأول مرة، بتوتر العلاقة بين بلاده والسعودية وكشف عن رفض الخرطوم لعرض إيراني بإنشاء منصة دفاع جوي على ساحل البحر الأحمر للحد من عمليات القصف الإسرائيلي المتكررة للأراضي السودانية كي لا ترى السعودية أنّها موجهة ضدها.

المساهمون