وفي الجلسة الختامية، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، إن إيران لا تزال تواصل تسليح الجماعات الإرهابية، مشيراً إلى أنّ إدارته تعمل على أن تحترم إيران تعهداتها المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني.
وأضاف في الوقت نفسه، أن دول مجلس التعاون الخليجي لا يزال لديها مخاوف عميقة إزاء السلوك الإيراني رغم الاتفاق النووي. ولفت إلى أن بلاده تراقب سفن نقل الأسلحة في المنطقة، وشدد على دعم واشنطن حلفاءها لردع ومواجهة أي عدوان.
وبالنسبة للحرب السورية، ندد الرئيس الأميركي بخروق النظام السوري، وقال "نعمل على إيجاد انتقال سياسي" في البلد.
وتطرق إلى الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق. كما دعا الأطراف اليمنية إلى احترام وقف إطلاق النار.
من جهة ثانية، أعلن الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة ودول الخليج ستطلق حواراً بعيد المدى لتطوير العلاقات الاقتصادية.
بدوره، شدّد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في الجلسة الختامية للقمة على أن الدول الخليجية ملتزمة بتطوير العلاقات التاريخية مع الولايات المتحدة.
وفي الجلسة الصباحية، أعرب القادة عن تفاؤلهم الحذر إزاء وقف إطلاق النار في اليمن وآفاق محادثات السلام التي انطلقت اليوم الخميس في الكويت، بحسب ما أفاد البيت الأبيض.
وقال البيت الأبيض إن لقاء القمة يشمل ثلاث جلسات، تستهدف إحداها تعزيز الاستقرار الإقليمي وتركز الأخرى على جهود مكافحة الإرهاب، ومنها المساعي الرامية لإلحاق الهزيمة بمسلحي القاعدة وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وستخصص جلسة ثالثة لإيران، والتي ترى السعودية ودول الخليج أنها تزعزع استقرار المنطقة.
وتأتي القمة الخليجية الأميركية، في ظل توتر في العلاقات السعودية الأميركية، حول العديد من القضايا الساخنة في المنطقة، ولا سيما الملف العراقي والسوري واليمني، ومواجهة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، الأمر الذي تضعه السعودية على رأس أولويات سياساتها الخارجية، في ظل تباين في وجهات النظر بين الرياض وواشنطن، حول احتواء إيران أو مواجهتها.
ويُنظر إلى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على نطاق واسع، كأحد الرؤساء الأميركيين الذين اعتمدوا سياسات احتوائية، شملت الاتفاق النووي الإيراني، والذي وصف بالتاريخي، بالإضافة إلى قيامه بزيارة "تاريخية" إلى كوبا، ومحاولة التفاهم مع روسيا، بدل مواجهتها، والرجوع إلى أجواء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي، الأمر الذي ظهر جليا في التعاطي الأميركي مع التدخل الروسي في سورية، مسرح عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، والذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2014.
أما في الضفة الأخرى، فقد تغيرت السياسية الخارجية السعودية بشكل واضح، بعد وصول الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى سدة الحكم، في 2015. إذ قام بإدخال تغييرات جوهرية على السياسة الخارجية السعودية، وبدأت السعودية بقيادة تحالفات عربية وإسلامية، واستخدام قدراتها العسكرية، للتأثير في المنطقة، وأبرز مثال على هذا، التدخل العسكري السعودي، وقيادتها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بالإضافة إلى إعلان ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عن التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، في ديسمبر/كانون الأول 2015.
وقام العاهل السعودي يوم أمس، باستقبال كافة قادة دول مجلس التعاون الخليجي، فيما يعتبر كسرا للبروتوكول، بينما تم التعامل مع الرئيس الأميركي، ضمن البروتوكول الرسمي، واستقبله أمير منطقة الرياض، في ظل غياب ملحوظ للعاهل السعودي، وولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان.
كما عقد قادة دول مجلس التعاون الخليجي، يوم أمس، قمة خليجية مغربية، بحضور العاهل المغربي، الملك محمد السادس. الأمر الذي قد يحمل رسائل إلى الولايات المتحدة، في ظل الخلافات الأميركية المغربية، حول ملف الصحراء، والانتقادات التي يوجهها الجانب الأميركي، إلى إدارة المغرب، للملف.وقبيل انعقاد القمة الأميركية ـ الخليجية، جدد وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، من الرياض أمس، تعهّد الولايات المتحدة بـ"حماية أمن الخليج، ومواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة"، معتبراً أن "دعم طهران لحزب الله مثال على الأنشطة الخبيثة التي يمارسها الجانب الإيراني"، مشيراً إلى أن "دول الخليج تساهم بشكل جدي في محاربة الإرهاب".
كما أعلن الجانبان، الخليجي والأميركي، عن بدء تسيير دوريات بحرية، لمواجهة السفن الإيرانية التي تقوم بإيصال الأسلحة إلى اليمن، وكذلك العمل على تطوير برامج الدفاع الصاروخية الخليجية، بدعم أميركي. بالإضافة إلى التخطيط للقيام بتمارين عسكرية، منوّعة ومشتركة، لرفع القدرات الدفاعية لدول الخليج.