التحقيق بعزل ترامب: المرحلة العلنية تبدأ قريباً وجولة إفادات جديدة هذا الأسبوع

04 نوفمبر 2019
التحقيق يركز على احتمال إساءة ترامب استخدام منصبه (Getty)
+ الخط -
ذكر موقع "ذا هيل" الأميركي، أنّ قيادة الديمقراطيين في الولايات المتحدة قدّمت الأحد تطمينات بأنّ المرحلة العلنية للتحقيق بشأن مساءلة الرئيس دونالد ترامب ستبدأ قريباً، في حين استغلّ حلفاء ترامب الجمهوريون ظهورهم في برامج عدة صباح الأحد، لانتقاد ما سمّوه بالعملية غير العادلة. في هذا الوقت، حدّد النواب الأميركيون الذين يقودون التحقيق، مواعيد لجولة أخرى من الإفادات هذا الأسبوع.

وقال زعيم الغالبية في مجلس النواب ستيني هوير لشبكة "سي بي أس" الأميركية إن جلسات الاستماع المفتوحة قريبة، مؤكداً في المقابل أنّه لا يستطيع الالتزام بجدول زمني محدّد، لأنّ العملية تعتمد على الحقائق التي كشف عنها التحقيق.

ولفت إلى أنه عندما يقرّر رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف أنه لديه ما يحتاج إليه من شهادات وأدلة، فهو سيقوم بتقديمها إلى اللجنة القضائية، عملاً بالقرار.


من جهتها، قالت النائب الديمقراطية جاكي سبير، للشبكة عينها، إنّ محاضر جلسات الاستماع المغلقة التي تعقدها ثلاث لجان في مجلس النواب ستصدر على الأرجح الأسبوع المقبل. وأعربت عن اعتقادها أن هذا الأمر سيعطي الأميركيين لمحة عمّا سعناه، وما سمعناه هو أدلّة متزايدة لأسباب العزل.

وتابعت: لا أعلم ما إذا كان سيتمّ إصدار المحاضر في اليوم نفسه، لكنّها لا شكّ ستخبر الأميركيين بالكثير.


من ناحيته، قال النائب الديمقراطي جيمس كليبورن، لشبكة "سي أن أن"، إن مجلس النواب سيشرع في إجراء تصويت على العزل الكامل، حتى لو كان على مستوى الأحزاب، لافتاً إلى استطلاعات للرأي تظهر نسباً متزايدة من الأميركيين الذين يفضلون عزل ترامب وإقالته من منصبه.


أمّا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إليوت إنجل، فقال لشبكة "أي بي سي" إنّ جلسات الاستماع المفتوحة قد تُعقد قريباً جداً.


في المقابل، يستمرّ الجمهوريون بمهاجمة النواب الديمقراطيين وجلسات الاستماع المغلقة التي عُقدت خلال الأسابيع الماضية. وفي هذا السياق، هاجمت مستشارة الرئيس كيليان كونواي جلسات الاستماع هذه، قائلة لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية: "رأينا أشخاصاً مختلفين يدلون بشهاداتهم... ما لم نره هو ملء الساعات الثماني أو العشر التي قضاها كلّ منهم في الإدلاء بشهادته".

ورداً على سؤال بشأن حقيقة أنّ الجمهوريين عقدوا جلسات استماع مغلقة عندما كانوا يتمتعون بالأكثرية، ردّت كونواي بالقول: "أعتقد أنه لا يوجد تشابه للنتيجة النهائية هنا أو الهدف النهائي هنا، وهو عزل رئيس وإزاحته من منصبه".


بدوره، هاجم زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي جلسات الاستماع المغلقة، معتبراً أنّه يجب على المخبر الذي أدلى بالمعلومات التي قادت إلى التحقيق بشأن مساءلة ترامب، أن يظهر في جلسة استماع مفتوحة، قائلاً لشبكة "سي بي أس": عليه الإجابة على الأسئلة".



جولة جديدة من الإفادات

إلى ذلك، حدّد النواب الأميركيون الذين يقودون التحقيق لمساءلة ترامب مواعيد لجولة أخرى من الإفادات هذا الأسبوع، لكنّ عدداً من الشهود المهمين من البيت الأبيض يعتزمون رفض الإدلاء بشهاداتهم وينوي بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية القيام بالمثل.

وقد يهيئ رفض الموالين لترامب المثول أمام اللجان التي يقودها الديمقراطيون، الساحة لمعركة بين البيت الأبيض والمشرعين بشأن سلطتهم لإجراء تحقيقات. ويقول بعض الديمقراطيين، وفق "فرانس برس"، إن ترامب، الذي أمر مسؤولي الإدارة بعدم التعاون، ينبغي أن يواجه اتهاماً بعرقلة العدالة من بين الاتهامات التي يعتزمون توجيهها له ضمن تحقيق العزل.

وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب إن ثلاثة من مسؤولي الميزانية في البيت الأبيض، بينهم القائم بأعمال مدير الميزانية، يرفضون بالفعل الحضور أمام اللجان للإدلاء بإفاداتهم، معلّلين ذلك برفض البيت الأبيض للتحقيق. وتُعتبر إفاداتهم حيوية للمساعدة في تحديد إن كان ترامب استغل المساعدات الأجنبية كوسيلة ضغط للحصول على خدمات سياسية.
ومن الشهود المهمين الآخرين المقرّر أن يمثلوا أمام اللجان اليوم الإثنين، جون أيزنبرغ، كبير المحامين في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض. ويريد المحققون استجوابه على وجه الخصوص بشأن مكالمة هاتفية تمت يوم 25 يوليو/تموز، طلب خلالها ترامب من رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي إجراء تحقيق بشأن منافسه السياسي جون بايدن، نائب الرئيس السابق باراك أوباما.

ووفقاً لشخص مطلع على الإفادة التي أدلى بها اللفتنانت كولونيل ألكسندر فيندمان، كان أيزنبرغ طرفاً في القرار باتخاذ التحرك غير المعتاد بنقل نص المكالمة إلى أكثر أنظمة الكمبيوتر سرية في البيت الأبيض. وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، أن أيزنبرغ طلب من فيندمان، الذي استمع لتلك المكالمة، عدم مناقشة المسألة عندما عبّر عدد من مسؤولي الأمن القومي بالبيت الأبيض له عن قلقهم من تلك المحادثة.

وفي إفادته، قال فيندمان إنه رأى أن من غير اللائق مطالبة حكومة أجنبية بالتحقيق في أمر مواطن أميركي، وإنه شعر بالقلق من تداعيات ذلك الأمر، وهو الذي دفعه إلى رفع الأمر إلى أيزنبرغ.
ويركز التحقيق بهدف العزل في مجلس النواب الذي يقوده الديمقراطيون على طلب ترامب من زيلينسكي خلال المكالمة الهاتفية في يوليو/تموز التحقيق في أمر أسرة بايدن. وقدّم ترامب هذا الطلب بعد أن حجب 391 مليون دولار من المساعدات الأمنية التي أقرها الكونغرس لمساعدة كييف على محاربة انفصاليين تدعمهم روسيا في شرق أوكرانيا.

ويحقّق مجلس النواب فيما إذا كان ترامب أساء استخدام سلطات منصبه وإن كان ذلك، في حال حدوثه، يرقى إلى حد "جرائم ومخالفات كبيرة" تستدعي مساءلته وعزله من منصبه بموجب الدستور.

واتهم ترامب، الذي ينفي ارتكاب أي مخالفة، الديمقراطيين عبر "تويتر" الأحد "بالعمل فوق طاقتهم للتلاعب بعملية المساءلة من أجل الإضرار بالحزب الجمهوري وبه".