التحرّش الجنسي واحد من مصر إلى نيويورك

01 نوفمبر 2014
من الفيديو الأميركي (يوتيوب)
+ الخط -

من قال إن كورنيش قصر النيل في القاهرة بعيد عن مانهاتن الأميركية؟ صحيح أن آلاف الكيلومترات تفصل بين المكانين، لكن ما يوحدهما هو... التحرّش اللفظي والجنسي بالسيدات.

في شهر أغسطس/آب الماضي، قرّرت كوليت غنيم وتيني فان لون، تصوير حالات التحرش على كورنيش قصر النيل في القاهرة، بمجرد أن تسير السيدة وحيدة في الشارع. وقد رصد الفيديو في أقل من دقيقة ونصف عشرات حالات التحرّش بالسيدة التي تسير غير ملتفتة إلى المتحرشين.

بعدها بحوالى شهرَين، قرّرت شوشانا روبرتس استنساخ التجربة، لكن هذه المرة في مدينتها، أي نيويورك، وتحديداً في منطقة مانهاتن الراقية. مشت شوشانا وتعرّضت هي أيضاً إلى 108 حالات تحرّش خلال يوم واحد!

إذاً بين مانهاتن وكورنيش النيل الكثير من القواسم المشتركة: الزحمة، الضجّة التي تملأ الشوارع، وقبل كل شيء رجال متحرشون، يلاحقون السيدات بكلام مزعج، ولا يترددون حتى بلمس أجسادهن.

الشريطان المتشابهان يضربان كل النظريات عن "أسباب التحرش". فالمتحرشون ومعهم جزء كبير من المجتمع والإعلام (الإعلامي تامر أمين مثلاً) يبررون الظاهرة المقيتة بالقول إن سببها هو "اللبس الضيق والمثير للفتاة"، "طريقة مشيها"، و"كلامها"... لكن السيدتين تؤكدان من خلال ملابسهما العادية، ومظهرهما غير "الفاقع" أن التحرّش آفة، بل جريمة لا مبرّر لها، سوى الكبت الجنسي، والذكورية الطافحة التي يعاني منها المتحرشون.

 الفيديو المصري ورغم إبداعه الفني، وتوثيقه التحرش على الكورنيش، لم يشكل صدمة؛ نظراً لإدراك المصريين للظاهرة التي تجتاح شوارعهم. أما في الولايات المتحدة، فشكّل صدمة، وانهالت الصحف والتلفزيونات على مناقشته. أما على مواقع التواصل الاجتماعي فبدا المصريون الأكثر اهتماماً بالشريط "السيسي قالنا مصر حتبقى أد الدنيا، أهو إحنا بنصدّر ثقافتنا لأميركا" كتب أحمد هاشم على "تويتر" ساخراً. فيما دعا آخرون حملة "شفت تحرش" التي تكافح التحرش في القاهرة إلى فتح فرع لها في مانهاتن.

المساهمون