أفادت مصادر في تجارة النفط العالمية، بأن بعض كبار التجار في السوق باتوا يتحسّبون لاحتمال عودة الحظر الأميركي على إيران، في مايو/ أيار المقبل، الذي يصادف موعد مراجعة إدارة الرئيس دونالد ترامب للاتفاق النووي.
وأوردت وكالة بلومبيرغ، في تقرير أن العديد من تجار النفط والوسطاء في مشتريات النفط والمشتقات النفطية، امتنعوا عن شراء العقود الآجلة للنفط الإيراني ومنتجاته لفترة ما بعد 12 مايو/ أيار التي تصادف موعد مراجعة إدارة ترامب للاتفاق النووي، الذي يراه الرئيس الأميركي سيئاً للغاية ولا يخدم مصالح بلاده.
وبحسب الوكالة الأميركية، فإن التجار الذين تعاقدوا على شحنات النفط الايراني في مايو/ أيار وما بعده طالبوا بوضع شروط قانونية على العقود تمنحهم حق التراجع في حال إلغاء الاتفاق النووي الإيراني.
ويأتي موقف ترامب المعارض للاتفاق، رغم نصائح حلفائه في أوروبا بضرورة الإبقاء على الاتفاق، لأنه يخدم السلام في منطقة الشرق الأوسط. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد نصح ترامب بتوسيع الاتفاق، بدلاً عن إلغائه، ولكنه خلص إلى أن ترامب مصرّ على إلغائه.
وفي ختام زيارته للولايات المتحدة، التي دامت 3 أيام، تحدّث الرئيس الفرنسي عن الاتفاق النووي مع إيران، ذاكراً أنه "لا أعلم القرار الأميركي" بشأن الاتفاق.
وتوقع ماكرون بعد محادثاته في واشنطن، أن يخرج ترامب من الاتفاق. ومن المقرر، على نطاق واسع، في أوساط السوق النفطية، حسب وكالة بلومبيرغ، أن يرفض ترامب تمديد الاتفاق ويقوم بإلغائه.
ومن بين الدول التي خفضت وارداتها من النفط الإيراني، تحسباً لقرار ترامب، اليابان، حيث أظهرت البيانات الشهرية الصادرة عن وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة، اليوم الجمعة، أن واردات اليابان من النفط الخام الإيراني هبطت 12.4%، في مارس/ آذار، على أساس سنوي، إلى 196 ألفاً و663 برميلاً يومياً.
وكانت إيران قد عرضت خصومات كبرى على شحناتها النفطية، خلال الشهر الجاري، لضمان وجود زبائن لنفطها، في حال إلغاء الاتفاق النووي، وعودة واشنطن لتطبيق الحظر الاقتصادي والمالي عليها، والذي ربما يكون قاسياً هذه المرة.
وينوي ترامب معاقبة إيران التي يرى أنها تعرقل عملية الاستقرار في المنطقة، وهو ما يثير المخاوف من التوتر الجيوسياسي، خاصة أن مضيق هرمز الإيراني الذي تمر به حوالى 17 مليون برميل يومياً، قد يدخل في أي نزاع عسكري بين إيران وحلفاء واشنطن في المنطقة.
ولكن على الرغم من ذلك، انخفضت أسعار النفط بنسبة طفيفة في لندن، اليوم، بسبب مبيعات لجني الأرباح، لأن كبار المشترين يعتبرون أن سعر 75 دولاراً للبرميل أكبر من المتوقع، وآن لهم أن يحققوا أرباحا من هذا المستوى السعري. وفي لندن انخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 27 سنتاً، أو ما يعادل 0.4%، إلى 74.47 دولارا للبرميل في الجلسات الصباحية ببورصة البترول في لندن.
وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 19 سنتاً، أو ما يعادل 0.3% إلى 68 دولاراً للبرميل. وزاد العقد 0.2% في الجلسة السابقة. ولكن رغم الانخفاض يتجه برنت إلى تحقيق مكاسب، للأسبوع الثالث، بارتفاع 0.55%، بينما يتجه خام غرب تكساس الوسيط للانخفاض 0.4% على أساس أسبوعي.